Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل أصبح "عامل ماسك" مؤشرا على حركة سوق العملات المشفرة؟

مؤسس شركة "تيسلا" قال إنه يفضل "دوغ كوين" لأنها أقل استهلاكا للطاقة في عملياتها

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)

خسرت عملة "بيتكوين" المشفرة نحو 15 في المئة من قيمتها هذا الأسبوع بعد إعلان شركة "تيسلا" للسيارات الكهربائية أنها لن تقبل "بيتكوين" كمقابل لشراء سياراتها. وكتب الملياردير الأميركي إيلون ماسك مؤسس الشركة على "تويتر" منتقداً العملات المشفرة بسبب استهلاك عملياتها للكهرباء بكثافة وبالتالي إسهامها الكبير في التلوث البيئي والتغير المناخي.

ونشر ماسك مع تغريدته جدولاً بيانياً من دراسة لجامعة كامبريدج يوضح كيف ارتفع استهلاك عمليات "بيتكوين" للكهرباء بشكل كبير هذا العام. ولأن الكهرباء تأتي من محطات تعمل بالوقود الأحفوري، خصوصاً الفحم، فإن ما تسببه العملات المشفرة من انبعاثات كربونية تسهم في التغير المناخي يتناقض مع التوجه العالمي الحالي لمكافحة تغيير مناخ الأرض. 

سبق ونشرت مجموعة "سيتي غروب" دراسة عن العملات المشفرة أوضحت أن استهلاك عملياتها للكهرباء تضاعف 66 مرة عما كانت عليه عام 2015. وليست مخاطر عمليات "تعدين" تلك العملات وإجراء عملياتها عبر شبكة "بلوكتشين" بخافية منذ سنوات. ومستحيل ألا يكون ماسك يعرف بها، وهو يروج لتلك الأصول الرقمية عبر "تويتر" منذ فترة ما كان سبباً في الارتفاع الهائل في سعر "بيتكوين". وكان إعلان شركة "تيسلا" في فبراير (شباط) الماضي عن استثمار 1.5 مليار دولار في "بيتكوين" وما تلاه من تغريدات ماسك سبباً في الارتفاع الكبير في سعر العملة المشفرة.

وعاد ماسك ليغرد، الخميس، بأنه يفضل العملة المشفرة "دوغ كوين" لأنها أقل استهلاكاً للطاقة في عملياتها، وأنه يعمل مع القائمين عليها لتحسين وضعها. 

وعلى الفور ارتفع سعر "دوغ كوين" بنحو 20 في المئة، بعد ما كانت فقدت ثلث قيمتها بداية الأسبوع. وسبق وقال ماسك عن "دوغ كوين" إنها "مجرد نكتة"، حين شارك في تقديم العرض التلفزيوني الساخر "ليلة السبت على الهواء".

عامل ماسك

رغم أن قرار "تيسلا" عدم بيع سياراتها مقابل "بيتكوين" قد يكون لأسباب مالية بالأساس، وبتوصية من كبار مسؤولي الشركة الماليين، لعدم رهن عائدات الشركة وأرباحها بالتذبذب الكبير في أسعار العملات المشفرة فإن حماس ماسك للعملات المشفرة أسهم في ترويجها بشدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الآونة الأخيرة، دخل الملايين من المستثمرين الأفراد الأسواق، وزاد عام وباء كورونا من قوة هؤلاء مقابل الصناديق والمستثمرين المؤسساتيين عموماً. والمتعاملون الجدد يستخدمون تطبيقات الإنترنت، وبالتالي يتأثرون بما يقوله المشاهير أمثال إيلون ماسك على مواقع التواصل. ويقول ستيفن كيلسو، رئيس قسم الأسواق في "آي تي آي كابيتال" لوكالة "بلومبيرغ": "تعد بيتكوين معبرة أيضاً عن أهمية الإنترنت، وبالتالي من المنطقي أن يكون لمواقع التواصل والمشاهير التأثير الكبير على زيادة الطلب عليها وهو تأثير سيستمر".

وبالتالي على المتعاملين في العملات المشفرة أن يأخذوا في الاعتبار "عامل ماسك" حين يتخذون قراراتهم بالشراء أو البيع. ففي النهاية هي مشتقات استثمارية رقمية لمن يسعى للربح الكبير والسريع في غير طرق الاستثمار التقليدية. وطبيعي أن تشعل تغريدات ماسك أمثال هؤلاء الراغبين في الربح السريع.

لكن الاقتصادي جون أوثرز قال لـ"بلومبيرغ": "ربما يكون ماسك في وضع يسمح له أن يتحول إلى شخصية غير جادة، وهو وضع خطر لا يصح أن يضع الرئيس التنفيذي لواحدة من أكبر الشركات في العالم نفسه فيه". ورغم أن شركة "تيسلا" تظل في وضع جيد، فإن أسهمها هبطت، الخميس، إلى ما دون نطاق تحركها في 200 يوم، وذلك للمرة الأولى في عامين. 

وخشية أن تصل مغامرات ماسك الخطرة إلى ربط نفسه بفقاعة عملات مشفرة تهوي بالسوق، يردد أوثرز ما يقوله البعض عنه "لماذا لا تركز في إنتاج السيارات"، أي في نجاح شركته الكبيرة التي تستحوذ على الحصة الأكبر من إنتاج السيارات الكهربائية في العالم.

لن يتوقف ماسك عن التغريد، وستظل منصات الدردشة الإلكترونية مثل ريديت وغيرها تعيد نشر تغريداته ليتصرف على أساسها الملايين من المستثمرين الفرديين الجدد. لكن المشكلة ستكون للشركات المالية والبنوك الاستثمارية التي بدأت تفكر في الاستثمار في العملات المشفرة، وإلى أي مدى ستقبل بالتذبذب الهائل فيها نتيجة هذا العامل المؤثر الذي لا يمكن التنبؤ به: "عامل ماسك".

اقرأ المزيد

المزيد من عملات رقمية