تشكل الانتخابات الإثيوبية التي تشهدها البلاد، اليوم، 21 يونيو (حزيران) الجاري، أهمية سياسية لقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد و"حزب الازدهار" الحاكم، وتأتي في ظل جملة استحقاقات وتحديات، لا سيما بعد الأزمة التي خلّفها إرجاؤها عن موعدها الدستوري في 29 أغسطس (آب) الماضي، بقرار من المجلس الفيدرالي الإثيوبي بسبب جائحة كورونا، ما تسبّب بتمرد حزب "جبهة تحرير تيغراي"، وما تلا ذلك من تطورات في الإقليم، وإخراجه من الاصطفاف الانتخابي إلى جانب عدد من الدوائر الانتخابية التي تأجلت فيها العملية الانتخابية بواسطة هيئة الانتخابات القومية لظروف أمنية وإجرائية.
استحقاق
ويقود "حزب الازدهار" الذي تشكّل في الثاني من ديسمبر (كانون الأول)، 2019 باندماج ثمانية أحزاب قومية، العملية الانتخابية التي يدلي فيها 36 مليون ناخب مسجل بأصواتهم، فضلاً عن 46 حزباً تتنافس في اقتراع انتخابي هو السادس منذ إقرار الدستور الإثيوبي الحديث عام 1994، والأول على عهد رئيس الوزراء آبي أحمد.
وتكتسب المرحلة الحالية أهمية كبيرة لما قد تمثله من تفويض شعبي يسعى إليه "حزب الازدهار" برئاسة رئيس الوزراء في ظل تحديات داخلية وإقليمية.
ويبلغ عدد المرشحين عن الأحزاب لهذه الانتخابات 9327 مرشحاً بينهم 1976 من النساء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويحكم إثيوبيا نظام جمهوري برلماني فيدرالي، يُمثل فيه رئيس الوزراء، المرشح من الكتلة الحزبية الفائزة رئيس الحكومة والسلطة التنفيذية، ويتكون البرلمان من غرفتين، الأولى تمثل مجلس نواب الشعب وتضم 547 نائباً، والثانية المجلس الفيدرالي ويمثل فيه 112 عضواً، كما سيتنافس المرشحون على ثمانية مجالس إقليمية، وكل من مجلسي إدارة العاصمة أديس أبابا ومدينة دريداوا.
أحزاب منافسة
وتنافس "حزب الازدهار" الحاكم أربعة أحزاب سياسية، هي حزب "المواطنين الإثيوبيين من أجل العدالة الاجتماعية" المعروف بـ "إيزيما"، وحزب "إنات"، وحزب "الحركة الوطنية لشعب أمهرا" المعروفة بـ "أبن"، وحزب "بالدراس" الذي أعلن زعيمه إسكندر نغا ترشحه للاقتراع من داخل سجنه بعد أن منحته المحكمة العليا حق الانتخاب، ليسمح بموجب ذلك "مجلس الانتخابات" له بالترشح.
ويعتبر حزب ائتلاف "المواطنين الإثيوبيين من أجل العدالة الاجتماعية "إيزيما"، الذي يقوده السياسي برهانو نغا أقوى وأكبر الأحزاب المعارضة، سواء في أديس أبابا، أو الأقاليم الأخرى، وعلى الرغم من حداثة تأسيسه في مايو (أيار) 2019، باندماج سبعة أحزاب سياسية، فهو يشكل الحزب المنافس لـ "حزب الازدهار" الحاكم، ويترشح، نغا، وهو أستاذ جامعي، وسياسي معارض لأكثر من أربعة عقود على رأس قائمة "إيزيما" ضمن دوائر العاصمة أديس أبابا.
وهذه الأحزاب تجاربها محدودة في نطاق العمل السياسي، ما يقلل من حظوظها في تحقيق طموحاتها السياسية، على الرغم من التوقعات بنيلها عدداً من المقاعد التي تؤهلها في المشاركة السياسية كمعارضة تحت قبة البرلمان، وضمن التشكيلة الحكومية المرتقبة.
"الازدهار" والتحديات
ويعتبر حزب "الازدهار" الأوفر حظاً للفوز، من خلال تجربته السياسية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، التي خاضها تحت قيادة آبي أحمد، لا سيما بعد عملية إنفاذ القانون في إقليم "تيغراي"، وأيضاً ما دار ويدور حول أزمة سد النهضة من تحديات وضغوطات محلية وإقليمية ودولية.
وكان بيان صدر عن الخارجية الإثيوبية في وقت سابق، أشار إلى حملة منسقة من جهات دولية لممارسة ضغوط، بهدف إملاءات من الخارج، الأمر الذي ترفضه إثيوبيا.
وتسجل لـ "حزب الازدهار" سلسلة من الإنجازات، لا سيما من خلال عدد من المشاريع التنموية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية، في وقت تتهم جهات معارضة حزب "الازدهار" باستغلال نفوذه السياسي في قيادة الدولة، كما تنتقد جهات دولية العملية الانتخابية "لافتقارها" نزاهة المراقبة في الظروف التي تعيشها البلاد.
مراقبة الانتخابات
وكانت وزارة الخارجية الإثيوبية أعلنت اعتماد تسع مجموعات دولية لمراقبة الانتخابات، وهي الاتحاد الأفريقي، والمجتمع المدني الروسي، والبعثات الدبلوماسية لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا في أديس أبابا، و"القوة الاحتياطية لشرق أفريقيا"، إضافة إلى "المعهد الوطني للديمقراطية" بالولايات المتحدة، و"المعهد الجمهوري الدولي" (واشنطن)، و"المعهد الانتخابي للديمقراطية المستدامة" في أفريقيا، وخبراء من الاتحاد الأوروبي الذي ألغى مشاركته.