"قبل جائحة كورونا، كان لدي في مشغل التحف الخشبية السياحية 14 عاملاً، ولكن الآن لدي فقط خمسة عمال، والبقية توجهوا للعمل في إسرائيل، لأن العمل في هذا القطاع تضرر بشكل كبير، فالعائد قل والحركة السياحية اختفت في البلدة القديمة"، يقول جاك جقمان، صاحب أحد محال بيع المشغولات الخشبية في البلدة القديمة في بيت لحم، موضحاً أن الحركة السياحية لم تعد كما كانت قبل 14 شهراً، إذ إن زوار المدينة الآن هم إما دبلوماسيون أو مقيمون في الضفة الغربية أو إسرائيل.
ما قاله جقمان يستطيع أي زائر لبيت لحم أن يراه، فالمدينة كانت خلال الصيف تعج بالزوار والسياح الأجانب من مختلف الدول، فأروقة كنيسة المهد ومغارة الحليب لم تكن تفرغ من الزوار، ولكن الآن إن دخلتها فسترى المتجولين هناك بعدد أصابعك، أما المحال التجارية التي كانت تبيع التذكارات السياحية من شموع وخشب وزيوت فجزء منها أغلق أبوابه، والجزء الآخر قلل موظفيه أو ساعات عمله.
مكاتب السياحة تضررت بشكل كبير
"بسبب انتشار فايروس كورونا والاغلاقات المرتبطة به اضطررنا لإغلاق مكتب السياحة والسفر الخاص بنا لمدة طويلة، لأن كافة حجوزات الطيران والفنادق ألغيت خلال العام الماضي ومطلع هذا العام"، يقول خالد، الموظف في إحدى شركات السياحة والسفر الفلسطينية، متابعاً أن تبعات كورونا مستمرة حتى الآن، على الرغم من أن الكثير من دول العالم بدأت تعود للعمل من جديد، إلا أن الإجراءات والتكاليف المترتبة على السفر من فلسطين إلى الأردن أو أي دولة أخرى في العالم مثل ضرورة التسجيل على المنصة الأردنية، والخضوع لعدة فحوصات لفيروس كورونا، وإلزامية الحجز في أحد الفنادق في بعض الأحيان، قللت من أعداد المسافرين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويشير خالد إلى أنه خلال الفترة الماضية لم تقدم وزارة السياحة أي مساعدة أو معلومات عن آلية التعامل مع الموظفين خلال الإغلاق للشركات العاملة في فلسطين في هذا المجال، على الرغم نت أنها تجبي منهم رسوماً سنوية تقدر بـ500 دولار.
أما علاء هموز، الذي يعمل في مجال السياحة الداخلية المجتمعية، فيرى أنه على الرغم من الأثر الذي تركته الإغلاقات المرتبطة بكورونا، إلا أن هذا الأمر أتاح له ولفريقه الفرصة للتخطيط لأنشطة جديدة بأعداد قليلة في أماكن تختلف عن التي اعتادوا عليها، وتجربة فعاليات جديدة كالتخييم والدراجات الهوائية والتسلق والتجوالات وغيرها، مضيفاً أن الفريق بات أحرص على التحضير جيداً لأي فعالية أو نشاط، من ناحية الأدوات والتدابير الصحية وغيرها.
توقعات بعودة السياحة قريباً
مدير عام التسويق السياحي في وزارة السياحة ماجد اسحاق أشار إلى أن عام 2020 كان من المتوقع أن يكون عام ازدهار القطاع السياحي الفلسطيني، وعليه فقد تم بناء المزيد من الفنادق وتحسين الكثير من المرافق المرتبطة بالسياحة، ولكن جائحة كورونا عكست كل هذه التوقعات، وتسببت بخسائر تقدر بالمليارات للسياحة فقط، موضحاً أن القطاع لم يتعاف حتى الآن بشكل كامل، فبعض الفنادق والمناطق السياحية ما زالت مغلقة. ويقول إسحاق إن القطاع لم يعان فقط من الخسائر المادية، بل من نقص الكوادر البشرية في المرافق السياحية والحرف التقليدية، لأن جزءاً منهم توجه للعمل في مجالات أخرى أو إلى إسرائيل.
وفي محاولة من الوزارة لإنقاذ المجالات السياحية في فلسطين من الانهيار، وبعد أن عادت بعض الدول للعمل وتفعيل قطاع السياحة بشكل جزئي فيها، أوضح مدير عام التسويق السياحي أن الوزارة وضعت خطة لتدريب الكوادر على مجموعة من البروتوكولات الصحية الجديدة، للتأكد من التزام المرافق ومقدمي الخدمات بالتدابير الصحية المتعلقة بكورونا، وتجهيز البنية التحتية للمنشآت السياحية في فلسطين، إضافة لإطلاق مجموعة منصات تدريبية تختص بالتوعية السياحية والصحية، والتدريب وفق مجموعة من المناهج الإلكترونية، وآليات التعامل مع الوباء داخل المرافق، وأخرى لقياس مدى التزام المؤسسات والمرافق السياحية بالتدابير الصحية وجهوزيتها للعمل في ظل الوباء.
وكانت وزيرة السياحة الفلسطينية رولا معايعة، أعلنت أن هناك الكثير من الخطط لإنعاش القطاع السياحي في فلسطين، وإعادة تنظيم زيارات الوفود من مختلف الدول، وإيجاد فرص عمل للعاطلين عن العمل وتجهيز المنشآت السياحية وزيادة الترويج السياحي لفلسطين، بخاصة أنها تعتبر مكاناً مهماً للحجاج من الكثير من الدول.