فيما كانوا يستكشفون تلالاً بحرية في أعماق المحيط الهادي، سجل علماء في البحار مجموعة من اللقطات لأخطبوط زجاجي ذي جلد شفاف منعدم اللون، تمنح الباحثين نظرة نادرة إلى مخلوق بحري بعيد المنال قلما ينجحون في رصده.
الأخطبوط، المعروف باسم "فيتريليدونيلا ريكاردي" Vitreledonella richardi، لا يحمل سوى عدد قليل من الملامح غير الشفافة، تحديداً العصب البصري ومقلتا العينين والجهاز الهضمي، ونادراً ما التقطته عدسات الكاميرات، على الرغم من أن العلماء يعرفون بوجوده منذ أكثر من مئة عام.
وبسبب النقص في اللقطات الحية للأخطبوط الزجاجي، كان على الباحثين أن يدرسوه عبر تحليل بقايا منه وجدوها في أحشاء حيوانات مفترسة.
والتقط عدد من علماء البحار أثناء رحلة بحثية على متن سفينة تابعة لـ"معهد شميدت للمحيطات"، المجموعة المعنية بدراسة المحيطات، مشاهدتين للأخطبوط خلال بعثتهم قرب أرخبيل جزر فينيكس.
خلال 34 يوماً، وضع الباحثون خرائط عالية الدقة لقاع البحر على امتداد أكثر من 30 ألف كيلومتر مربع، واستكشفوا بواسطة الفيديو خمس تلال بحرية إضافية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت الدكتورة جيوتيكا فيرماني، المديرة التنفيذية في "معهد شميدت للمحيطات": "عبر التعاون مع العلماء والباحثين المحليين، تشكل هذه الرحلة الاستكشافية نموذجاً يحتذى في ما يتصل بآفاق العلوم والاستكشاف التي يسعنا تقديم الدعم لها."
"إن البث الحي لعمليات الغوص (في أعماق البحار) يوفر لنا نظرة إلى مخلوقات نادرة ورائعة على شاكلة الأخطبوط الزجاجي الشفاف."
"عبر توفير هذه الأرضية لتعزيز المعرفة حول محيطنا، نثير الخيال بينما نساعد في دفع الاكتشافات العلمية إلى الأمام، وحماية عالمنا تحت الماء."
خلال الرحلة عينها، التقط الروبوت التحت مائي "سوباستيان" SuBastian الذي يستعين به فريق البحث، مشاهدات للمرة الأولى لسمكة قرش حوتية نادرة يُعتقد أن طولها يزيد على 40 قدماً (ما يساوي 12.192 متر).
إضافة إلى ذلك، شهد العلماء سلوكيات غير مألوفة لكائنات بحرية، مثل السلطعونات التي كانت تسرق الأسماك من بعضها البعض لتقتات عليها، وذلك خلال 21 عملية غوص، بلغت أكثر من 182 ساعة من الاستكشاف في قاع البحر.
وفي تعقيب على البحث، قالت ويندي شميدت، الشريكة المؤسسة لـ"معهد شميدت للمحيطات إن "المحيط يحمل عجائب ووعوداً لم نتخيلها، ولم نكتشف منها سوى القليل جداً."
"تعلمنا رحلات استكشافية كهذه سبب حاجتنا إلى مضاعفة جهودنا في سبيل أن تسترجع النظم البيئية البحرية حالتها السابقة والتوصل إلى فهمها بشكل أفضل في شتى أنحاء العالم- ذلك أن سلسلة الحياة العظيمة التي تبدأ في المحيط بالغة الأهمية بالنسبة إلى صحة الإنسان وعافيته،" ختمت شميدت.
© The Independent