أطلقت سفينة تركية أعيرة تحذيرية، اليوم الجمعة، باتجاه زورق قبرصي لخفر السواحل كان يقوم بدورية قرب مرفأ كاتو بيرغوس الواقع على الساحل الشمالي الغربي للجزيرة المقسومة، على خلفية توترات متصاعدة بين نيقوسيا وأنقرة التي نفت وقوع أي حادث.
ووقع الحادث قبل أيام قليلة من زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مدينة فاروشا ذات الرمزية الكبيرة في شمال قبرص. وقد أصبحت هذه المدينة الساحلية التي فر سكانها القبارصة واليونان، "مدينة أشباح" ومنطقة عسكرية تخضع لسيطرة أنقرة مباشرة.
وذكرت وكالة الأنباء القبرصية أن الحادث وقع قرابة الساعة 03.30 (00:30 ت غ) على بعد قرابة 11 ميلاً بحرياً (نحو 20 كيلومتراً) عن ميناء الصيد الصغير في قرية كاتو بيرغوس، غرب خط الهدنة الذي تشرف عليه الأمم المتحدة.
ويفصل هذا الخط "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى أنقرة، عن الجمهورية القبرصية العضو في الاتحاد الأوروبي.
أنقرة تنفي
ونفت مصادر دبلوماسية تركية في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية إطلاق أي سفينة تابعة لتركيا أو لـ"جمهورية شمال قبرص التركية" أعيرة على زورق لخفر السواحل القبارصة اليونانيين.
ومنذ أن أعلنت الحكومة القبرصية "حال الطوارئ" في مواجهة تدفق المهاجرين السوريين الذين باتت تغص بهم مراكز استقبال طالبي اللجوء، عززت نيقوسيا دورياتهم براً وبحراً.
وقال الناطق باسم الشرطة القبرصية، خريستوس أندريو، إن الزورق كان ينفذ عملية مراقبة في مياهه الإقليمية لمكافحة الهجرة غير الشرعية من تركيا عندما اقتربت منه السفينة التركية الآتية من شمال الجزيرة.
وأوضح أندريو، أن "طاقم زورق الدورية المؤلف من ثلاثة أفراد، بعد رؤيته نية خفر السواحل حاول تجنب وقوع أي حادث وتوجه نحو كاتو بيرغوس".
وتابع، "على بعد أربعة أميال بحرية (نحو 7 كيلومترات من الميناء)، تلقى زورق الدورية أعيرة تحذيرية من خفر السواحل التركي، ثم انطلق خفر السواحل التركي الذي كان قريباً من السواحل (القبرصية) نحو الأراضي المحتلة".
قبرص التركية
وقبرص مقسومة منذ 1974 عندما اجتاح الجيش التركي ثلثها الشمالي رداً على محاولة انقلابية كانت تهدف إلى إلحاق الجزيرة باليونان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقوم أردوغان الثلاثاء في الذكرى الـ47 للاجتياح، بزيارة إلى الشطر الشمالي من الجزيرة سيتفقد خلالها مدينة فاروشا التي حولتها القوات التركية إلى منطقة عسكرية مغلقة.
وتأمل السلطات القبرصية التركية المدعومة من تركيا، في اعتراف المجتمع الدولي بقيام دولتين مستقلتين ومتساويتين في الجزيرة. وهذا الموقف يرفضه القبارصة اليونانيون الذين يريدون إعادة توحيد الجزيرة على أساس فيدرالي.
وتراوح المفاوضات بين الجانبين مكانها منذ 2017. وفي أبريل (نيسان)، وفشلت قمة برعاية الأمم المتحدة في التوصل لاتفاق بين القادة القبارصة لاستئناف محادثات السلام.
وطلبت قبرص من الاتحاد الأوروبي مساعدتها لكبح تدفق المهاجرين غير النظاميين انطلاقاً من تركيا قبل وصولهم إلى قبرص، على غرار اتفاق أبرم مع اليونان في عام 2016.
وفي نهاية يونيو (حزيران)، قال وزير الداخلية القبرصي، نيكوس نوريس، "على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات القبرصية ما زلنا في وضع بالغ الصعوبة".
واعتبر نوريس أن الخط الفاصل بين شطري الجزيرة بطول 180 كيلومتراً يشكل عاملاً يسهم في تزايد الهجرة غير النظامية.
وشدد وزير الداخلية على أن تدفق المهاجرين غير النظاميين هو "التحدي الأكبر الذي تواجهه قبرص".