أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أن حكومته أعادت إلى ألمانيا من شمال شرقي سوريا ثماني نساء ممن انضممن إلى صفوف تنظيم "داعش"، و23 طفلاً، في أكبر عملية من نوعها تنفذها برلين منذ 2019.
الأمهات سيحاسبن أمام القضاء الجزائي
وقال ماس في بيان، إن "الأطفال ليسوا مسؤولين عن وضعهم، الأمهات سيحاسبن أمام القضاء الجزائي عن الأعمال التي ارتكبنها، عدد كبير منهن وُضع في الحبس بعد وصولهن إلى ألمانيا"، وأوضح البيان أن عملية إعادة هؤلاء النسوة وأطفالهن إلى ألمانيا تمت بدعم لوجيستي من الجيش الأميركي وقد أخرجت خلالها الدنمارك أيضاً ثلاث نساء و14 طفلاً من عائلات إرهابييها.
أضاف الوزير الألماني في بيانه، "أنا مسرور لأننا تمكنا من أن نعيد إلى ألمانيا هذا المساء 23 طفلاً ألمانياً آخر وثماني أمهات"، مشيراً إلى أن العائدين، لا سيما الأطفال، صنفوا على أنهم "يحتاجون بشكل خاص إلى حماية"، وأوضح البيان أن "الأمر يتعلق أساساً بأطفال هم إما مرضى أو لديهم وصي في ألمانيا، وبإخوتهم وأخواتهم وأمهاتهم".
مخيم "روج"
وكان العائدون محتجزين في مخيم "روج" الذي تسيطر عليه القوات الكردية في شمال شرقي سوريا.
ووفقاً لصحيفة "بيلد" الألمانية، فإن ممثلين عن وزارة الخارجية والشرطة الجنائية الألمانيتين وصلوا، صباح الأربعاء، السادس من أكتوبر (تشرين الأول)، على متن طائرة عسكرية أميركية إلى شمال شرقي سوريا واصطحبوا النساء والأطفال معهم وتوجهوا جميعاً على متن الطائرة نفسها إلى الكويت.
بين 30 و38 عاماً
وأضافت الصحيفة أنه بوصول الطائرة العسكرية الأميركية إلى الكويت استقلت المجموعة طائرة أخرى أقلتها إلى ألمانيا وهبطت في فرانكفورت، مساء الأربعاء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جهتها قالت مجلة "دير شبيغل" على موقعها الإلكتروني، إن أعمار النساء الألمانيات العائدات تتراوح بين 30 و38 عاماً وإنهن يتحدرن من أنحاء مختلفة من البلاد.
تنظيم "داعش"
ومنذ دُحر تنظيم "داعش" في مارس (آذار) 2019 يواجه المجتمع الدولي معضلة إعادة عائلات الإرهابيين الأجانب الذين أسروا أو قتلوا في سوريا والعراق. وبالنسبة إلى غالبية الدول الأوروبية فإن إعادة هؤلاء تتم بعد أن تُدرس حالة كل منهم على حدة.
وفي آخر عملية مماثلة نفذتها في ديسمبر (كانون الأول)، 2020 بالاشتراك مع فنلندا، أعادت ألمانيا من سوريا خمس نساء و18 طفلاً.
43 ألف أجنبي
ووفقاً لأرقام نشرتها منظمة "هيومن رايتس ووتش" في مارس، هناك ما يقرب من 43 ألف أجنبي، بينهم 27500 قاصر، محتجزون لدى القوات الكردية في شمال شرقي سوريا، يتوزعون بين رجال موقوفين في سجون ونساء وأطفال محتجزين في مخيمات.