لدى نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي تصميم على أن يكون ذلك النوع من الأندية التي يمكنها إبرام أكبر الصفقات في كرة القدم، لكنهم قد يشقون طريقهم إلى ذلك بطريقة لا يريدونها حقاً.
إذا وافق النادي على مطالب مانشستر يونايتد للحصول على خدمات جيسي لينغارد، والتي تتضمن مكافأة قدرها 12 مليون جنيه إسترليني إذا نجح نيوكاسل في البقاء بالدوري، فمن الممكن أن تبلغ قيمة راتب اللاعب مليون جنيه إسترليني في الأسبوع لمدة أربعة أشهر، ليصبح البالغ من العمر 29 سنة، صاحب أكبر راتب في العالم، على الأقل حتى مايو (أيار).
ويحجم نيوكاسل عن دفع هذا المبلغ، خصوصاً أن إدارته تشعر باتباع الأندية أسلوباً مختلفاً في التعامل معهم، ومنحهم أسعاراً أعلى من الطبيعية، بل ويتم الزج باسم النادي لرفع أسعار اللاعبين في مفاوضات بين أندية أخرى.
وبصراحة تامة، يمكن للجميع رؤية مشروع النادي، وهو ما يضعه أمام تحديين.
الأمر لا يتعلق فقط بفرصة حصول الأندية على أكبر قدر ممكن من المال من نيوكاسل الآن، لكنه يتعلق أكثر بالمستقبل، وما يمكن أن ينمو إليه النادي المملوك للمملكة العربية السعودية.
وبالنظر إلى أن لينغارد سجل تسعة أهداف في 16 مباراة بالدوري الممتاز مع وست هام يونايتد خلال الموسم الماضي فالفريق الإداري في نادي "أولد ترافورد" واثق من قدرة الجناح على مساعدة نيوكاسل في البقاء بالدوري الممتاز.
وهم يعتقدون بطبيعة الحال أن هذا له قيمة إضافية خاصة، وقد يصل الاستثمار المناسب الآن إلى أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني لنيوكاسل في الصيف، ناهيك عن عدم تقدير القيمة المطلقة للقدرة على جعل هذا المشروع الواعد يسير بشكل صحيح من داخل الدوري الإنجليزي الممتاز، وعلى النقيض من ذلك، يمكن أن يجلب الإقصاء من بطولة النخبة إلى الدرجة الأدنى مشاكل أكثر بكثير من مجرد تأخير انطلاق المشروع.
إذن فالسؤال الذي طرحه مسؤولو "أولد ترافورد" على نيوكاسل، هو ما قيمة بقاء مشروعهم على قيد الحياة؟
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن المؤسف أن يكون لينغارد في منتصف هذا، وهو من كان لاعباً مخلصاً في يونايتد لمدة 21 عاماً، وكل من يعرفه يقول إنه لاعب جيد، ويريد حقاً لعب كرة القدم والتقدم في مسيرته الاحترافية.
وبالنظر إلى رفض يونايتد بيع لاعبين لمنافسيه على المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا مثل وست هام أو توتنهام هوتسبير، يجعل نيوكاسل الخيار الوحيد في الموسم الحالي، وهناك أيضاً اعتقاد من جانب الفريق المعاون للينغارد أن إدارة يونايتد تحاول الحصول على أكبر قدر من المال لتعويض قيمة البيع المهدرة في ظل اقتراب عقد اللاعب من الانتهاء.
ويسير هذا جنباً إلى جنب مع مدرسة فكرية مفادها أن إدارة يونايتد في "أولد ترافورد" غيرت استراتيجية المبيعات التي ستنطبق أيضاً على لاعبين مثل خط الوسط الهولندي دوني فان دي بيك، وتتلخص في علم إدارة النادي أن باقي الأندية تعلم جيداً قيمة البقاء في الدوري الممتاز، وأن نصف الأندية على الأقل تصارع للبقاء، وبالتالي يُمكن فرض أسعار باهظة عليهم.
ويشير ذلك إلى تعليق واحد أُدلي به في المحادثات حول لينغارد، أن نيوكاسل رغم كل شكاويهم "يريدون شراء الماس بأسعار الفحم"، وذُكروا بأن نيوكاسل نفسه حصل من يونايتد على 50 مليون جنيه إسترليني مقابل شون لونغستاف، لاعب خط الوسط البالغ من العمر 24 عاماً، قبل بضع سنوات.
ويقول مسؤولو "أولد ترافورد"، إنهم عانوا لسنوات من مثل هذه الأسعار، وهذا هو الواقع الجديد الذي يتعين على نيوكاسل التعود عليه، إنه ثمن آخر لكونك بهذا الثراء.
ويعتقد آخرون في الدوري الإنجليزي الممتاز، أن الأمر يتعلق بما هو أكثر من ذلك، في وجهات نظر أوسع حول نيوكاسل الجديد.
وبينما يصر مانشستر يونايتد على أنه يهتم بمصالحه فقط، ويتطلع إلى استرداد القيمة العادلة، تقول مصادر، إنه أحد المجالات التي تتوافق فيها مصالح الأندية الكبرى، والحجة هي أنهم يعرفون أن نيوكاسل يمكن أن يشكل تهديداً حقيقياً في المستقبل، وأن الهبوط من شأنه أن يؤخر المشروع وربما يعرقله، ووفقاً لهذا النحو، لن يجعلوا أي شيء سهلاً عليهم.
هذا لا يعني أنه الموقف الحالي لمانشستر يونايتد، ويعتقد البعض في صناعة كرة القدم الإنجليزي أنه نهج ذكي بشكل ملحوظ، وكما قال أحد الشخصيات المتصلة بالأمر، "إنها واحدة من أذكى الحركات التي قام بها يونايتد منذ سنوات".
مرة أخرى، هم يعرفون أن نيوكاسل مقبل، والحقيقة أنه لا يوجد أحد في أوروبا سيجعل أي صفقة سهلة بالنسبة لهم، ولا ينطبق ذلك فقط على الأسعار المعروضة، فحتى ليون الفرنسي كان صعباً معهم في المفاوضات بشأن لاعب الوسط المدافع برونو غيماريش.
وعلى الجانب الآخر، ذكر المصدر أن نيوكاسل، "بات الآن على دراية كاملة بمدى كراهية الأندية له".
ولم يستغرق الأمر كثيراً لمعرفة ذلك، ويبدو أن السؤال الأكبر الذي يجب معرفته الآن هو ما مدى أهمية البقاء في الدوري الممتاز بالنسبة لهم؟ فربما يكون نيوكاسل قد حصل على الصفقة التي كان يحلم بها لكن ليس بهذه الطريقة.
© The Independent