شهدت أسعار الذهب في مصر تراجعاً مع المحادثات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، صباح الثلاثاء، إذ خسر عيار 21 (الأكثر قبولاً لدى المصريين) أكثر من 44 جنيهاً (نحو 2.50 دولار) في الغرام الواحد خلال 48 ساعة، بعدما تراجع من 1023 جنيهاً (55.75 دولار)، مساء الأحد الماضي، ليسجّل في ختام تعاملات الأربعاء 978 جنيهاً (53.39 دولار) للغرام.
هبوط تدريجي
عضو شعبة الذهب والمجوهرات في غرفة القاهرة التجارية محمد أبو السعود قال إن أسعار الذهب "وصلت إلى أعلى مستوى لها"، موضحاً أن سعر الغرام عيار 21 وصل إلى 1023 جنيهاً (55.75 دولار)، قبل أن يهبط تدريجاً ليسجل صباح أمس، 978 جنيهاً (53.39 دولار). وأكد أن الأسعار في مصر مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالبورصات العالمية، لافتاً إلى أن المؤشرات الإيجابية مع بدء المحادثات بين موسكو وكييف انعكست على أسعار المعدن النفيس. وأوضح أن الاستقرار العالمي "يدعم ثبات الأسعار، بينما يهرول المستثمرون والمستهلكون إلى الملاذ الآمن (الذهب) في أوقات عدم الاستقرار والحروب والكوارث".
من جانبه، أكد المتخصص في تجارة الذهب وصفي واصف أن الأسعار تواصل الهبوط الحاد، موضحاً أن سعر غرام الذهب عيار 24 (الأكثر جودة ونقاءً) تراجع بنحو 1.1 في المئة في غضون 6 ساعات فقط، وسجل سعر الغرام في بداية التعاملات 1132 جنيهاً (61.80 دولار)، قبل أن يتراجع في منتصف التعاملات إلى 1126 جنيهاً (61.47 دولار)، ثم واصل الانخفاض مسجلاً 1119 جنيهاً، ليصل مقدار التراجع على مدار اليوم إلى نحو 13 جنيهاً (0.70 دولار).
سكرتير شعبة الذهب في اتحاد الغرف التجارية أسامة أحمد، أكد اتجاه أسعار الذهب في مصر إلى الهبوط منذ صباح أمس، مع تراجع الأسعار عالمياً. وأضاف أن تذبذب الأسعار هبوطاً وصعوداً يتسبب في خسائر باهظة للتجار، مشدداً على أن استقرار الأسعار الأفضل للجميع، مستهلكين وتجاراً، وتوقع استمرار الهبوط مع تقدم المحادثات بين روسيا وأوكرانيا.
وحول أسعار الذهب، قال إن سعر الغرام عيار 24 سجّل 1119 جنيهاً (61 دولاراً)، متراجعاً من 1169 جنيهاً (63.82 دولار) في مطلع الأسبوع الحالي، بينما سجّل سعر الغرام عيار 18 نحو 839 جنيهاً (45.80 دولار) مقارنة بـ877 جنيهاً (47.79 دولار) مساء الأحد الماضي، ووصل سعر الجنيه الذهب (يزن 8 غرامات من عيار 21) إلى 7831 جنيهاً (427.57 دولار)، وبلغ سعر الأوقية 34793 جنيهاً (1899 دولاراً).
الوقت مثالي لشراء الذهب
مؤسسة "غولد بيليون"، المتخصصة في شؤون الاستثمار في الذهب، نصحت المستثمرين والمستهلكين بأن الوقت الحالي "مثالي لشراء الذهب، خصوصاً بعد التراجع الكبير في الأسعار المحلية". وأكدت، في تقرير، أن سعر المعدن الأصفر انخفض في السوق المحلية بما يقارب 120 جنيهاً (6.55 دولار) خلال ثمانية أيام فقط، في ظل تراجع طفيف في أسعار صرف الدولار الأميركي مقابل الجنيه المصري، إذ يجري تداوله حالياً عند مستوى 18.39 جنيه، بعدما تخطى، الاثنين الماضي، حدود الـ18.60 جنيه، مشيرة إلى أن انخفاض أو ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه بقيمة دولار واحد يصعد أو يهبط بأسعار الذهب بمقدار 50 جنيهاً (2.73 دولار) للغرام الواحد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتوقعت "غولد بيليون" ارتفاع أسعار المعدن النفيس في القاهرة من جديد، ولفتت إلى أن كل هبوط في السعر فرصة جيدة للشراء، موضحة أن السعر المثالي لشراء الذهب عيار 21 يتراوح بين 950 و960 جنيهاً (52.41 دولار) للغرام.
وعلى المستوى العالمي، تراجع سعر الأوقية 0.43 في المئة، ليسجّل 1914 دولاراً، بعدما وصل إلى أعلى مستوى له، في 16 مارس (آذار) الحالي، عندما سجّل 1929 دولاراً للأوقية، وفقاً لوكالة "بلومبيرغ".
هل "المركزي الروسي" سبب تراجع الأسعار؟
وفي تقرير بحثي، كشفت مؤسسة "غولد إيرا" المتخصصة في أبحاث الذهب، عن أسباب تراجع الأسعار عالمياً، مؤكدة أنه قد يرجع إلى شراء المركزي الروسي كميات كبيرة من الذهب محلياً، خصوصاً بعدما وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانوناً جديداً في 9 مارس الحالي، أعفى الأفراد من دفع ضريبة القيمة المضافة (20 في المئة) عند شراء الذهب، ما دفع الطلب على المعدن الأصفر إلى الارتفاع، ثم توقف البنك المركزي الروسي عن الشراء، بعد تحقيق الغرض في منتصف هذا الشهر.
ولفت التقرير إلى أن البنك الروسي يخطط لمعاودة شراء الذهب من الأسواق المحلية بداية من اليوم لتحقيق التوازن بين العرض والطلب، موضحاً أنه "قد يدفع نحو 5 آلاف روبل روسي (نحو 49 دولاراً) لكل غرام ذهب في الفترة من 29 مارس الحالي وحتى 30 يونيو (حزيران) المقبل. وأشار إلى أن "هذا الإجراء سيدفع أسعار المعدن النفيس إلى مسار الهبوط"، ولفت التقرير إلى أن "سعر أوقية الذهب يدور حول 1910 دولارات".
"غولد إيرا" أكدت أن موسكو تمتلك أكثر من ألفي طن من الذهب تُقدّر قيمتها بنحو 140 مليار دولار، ما يضع روسيا في المرتبة الخامسة ضمن قائمة الدول الأكثر امتلاكاً لمخزون الذهب. وأضاف تقرير المؤسسة أن "الذهب يمثّل نحو 20 في المئة من الاحتياطي الروسي الأجنبي على الرغم من تجميد نحو 50 في المئة من ذلك الاحتياطي، الذي يصل إلى 600 مليار دولار، بعد فرض عقوبات أوروبية وأميركية على موسكو في أعقاب حرب أوكرانيا". وتوقّعت المؤسسة البحثية استمرار موسكو في اقتناء الذهب بغرض المبادلة بعملات أجنبية أكثر سيولة، ولا تدخل ضمن العقوبات الحالية، إذا استمرت الحرب وظلت العقوبات قائمة.