قال وزير الأعمال البريطاني كواسي كوارتنغ، إن بلاده قد تبني ما يصل إلى سبع محطات جديدة للطاقة النووية كجزء من التوسع الجذري للطاقة المحلية بعد هجوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا.
وفي مقابلة مع صحيفة "التليغراف"، قال كوارتنغ، "لدينا ستة أو سبعة مواقع للطاقة النووية في المملكة المتحدة"، بحلول عام 2050 كجزء من الدفع للاعتماد على الذات.
واتفق الوزراء على إنشاء آلية تطوير "غريت بريتيش نيوكلير" لتحديد المواقع وقطع الروتين لتسريع عملية التخطيط والجمع بين الشركات الخاصة لإدارة كل موقع. وكخطوة أولى، يستعد رئيس الوزراء بوريس جونسون للإعلان عن خطط لتوسيع الالتزام الحالي بشكل كبير بدعم محطة طاقة نووية جديدة كبيرة الحجم بحلول عام 2024.
وتصارع جونسون وكوارتنغ مع وزير الخزانة ريشي سوناك لتأمين التمويل للمصانع الجديدة، وهو ما كشفته "التليغراف" للمرة الأولى. ومع ذلك، يُقال إن اجتماعاً بين جونسون وسوناك، الأربعاء، انتهى بالاتفاق على توسيع المجموعة الحالية من المحطات النووية القديمة في بريطانيا، والتي من المقرر إيقاف تشغيلها جميعاً باستثناء واحدة بحلول عام 2030.
ومن المتوقع أن تلزم استراتيجية أمن الطاقة، المقرر الكشف عنها، الخميس المقبل، الحكومة بدعم بناء ما لا يقل عن محطتين جديدتين واسعتي النطاق بحلول عام 2030، إضافة إلى مفاعلات وحدات صغيرة.
وقال مصدر حكومي، "الطاقة النووية ستبدو بالتأكيد أكبر في مزيج الطاقة البريطاني بنهاية هذا العقد".
ويريد جونسون وكوارتنغ بعد ذلك زيادة القدرة النووية الحالية للبلاد التي تبلغ سبعة غيغاوات إلى ثلاثة أضعاف لتصل إلى 24 غيغاوات بحلول عام 2050.
وقال كوارتنغ، إن فرنسا التي تُولّد الآن غالبية الكهرباء باستخدام محطات الطاقة النووية، و"على الرغم من الكلفة الكبيرة... لكنها منحتها قدراً من الاستقلالية التي تُحسد عليها، بصراحة، من قبل دول أخرى في القارة مثل الألمان على سبيل المثال، والإيطاليين".
مزرعة رياح عملاقة عائمة
وبشكل منفصل، علمت "التليغراف" أن جونسون اجتمع مع شركات الطاقة المتجددة، الأسبوع الماضي، لحث الصناعة على بناء مزرعة رياح بحرية "ضخمة" في البحر الإيرلندي في غضون 12 شهراً. وقال رئيس الوزراء لقادة الصناعة، إن لديه "حلماً" بأن توفر مزرعة رياح عملاقة عائمة "غيغاوات من الطاقة وتقوم بذلك في غضون عام"، وفقاً لمصدر حكومي.
ومن المتوقع أن تكون طاقة الرياح النووية وطاقة الرياح البحرية في قلب الوثيقة التي يتم الانتهاء منها من قبل 10 داونينغ ستريت (مقر رئاسة الوزراء).
وبحسب المُطّلعين، فقد اندلع خلاف منفصل بسبب مسعى كوارتنغ للتوسع الدراماتيكي في مزارع الرياح البرية بعد الوقف الذي فرضه رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون في عام 2015.
القوانين وبناء التوربينات في بريطانيا
ومن المتوقع أن تزيد الاستراتيجية من احتمالية تخفيف قوانين التخطيط في إنجلترا لتسهيل بناء التوربينات على الأرض. لكن في مواجهة معارضة كبيرة من الوزراء وأعضاء مجلس النواب، أقر الوزير الأعمال البريطاني، بأنه "يجب أن يكون لأي تحرك قدر كبير من الموافقة المحلية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال كوارتنغ، إنه على الرغم من وجود "أسباب سياسية مفهومة تماماً لعدم رغبة الناس في رؤية مزارع رياح برية واسعة النطاق في جوارهم... أعتقد أن هذا تغير". وأكد أن الوزراء يناقشون الحوافز المُحتملة، مثل تخفيض فواتير الطاقة التي يمكن تقديمها للناس في مقابل الموافقة على تطوير مزرعة رياح في منطقتهم.
ورداً على سؤال حول حجم الطموحات النووية للحكومة، قال كوارتنغ، "هناك إدراك في الحكومة بأننا نستطيع فعل المزيد بشأن الطاقة النووية". وأضاف، "في ما يتعلق بالطاقة، أنت تفكر ربما بـ30 أو حتى 40 عاماً [قادماً]. إذا تقدمنا سريعاً إلى عام 2050، فسيكون لدينا ستة أو سبعة مواقع نووية في المملكة المتحدة". وتابع، "لن يحدث هذا في غضون عامين، لكنه بالتأكيد شيء يمكننا أن نطمح إليه".
ومن المحتمل أن تكون الهيئة البريطانية العظمى لتوصيل المواد النووية شركة مملوكة للحكومة شبيهة بخط سكة الحديد عالي السرعة "هاي سبيد 2" (HS2 Ltd).
ورداً على سؤال حول الحجج التي استخدمها للضغط على سوناك للحصول على مبالغ طائلة في وقت يقاوم فيه الأخير المزيد من الإنفاق العام، قال كوارتنغ، "أعتقد أنه شيء طويل الأجل... وأعتقد أن هناك قدراً من الاتفاق على ذلك". وأضاف، "من الواضح أنني لا أريد توقع ما تتضمنه الاستراتيجية، لكنني أعتقد أن هناك إدراكاً عبر الحكومة بأننا نستطيع فعل المزيد بشأن الطاقة النووية، ولهذا السبب في خطة رئيس الوزراء المكونة من 10 نقاط، والتي نُشرت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، النقطة الثالثة عن كل شيء يتعلق بالطاقة النووية".
مفاعلات إيلون ماسك
وقال كوارتنغ، إنه إذا نجحت التكنولوجيا الناشئة للمفاعلات المعيارية الصغيرة، فيمكن لبريطانيا نشر ما يصل إلى 10 في موقع واحد لتوفير إنتاج مكافئ لمحطة نووية واسعة النطاق.
وكشفت صحيفة "التليغراف" أن شركة تطوير طاقة أميركية مرتبطة بالملياردير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، تجري محادثات مع الحكومة لبناء "مئات" من المفاعلات المعيارية الصغيرة في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
وتريد "لاست إنيرجي"، وهي منظمة للأبحاث النووية انبثقت عن مركز تأثير الطاقة، بناء أول محطة طاقة "نووية صغيرة" بحلول عام 2025، وقد حددت موقعاً لها في ويلز. وستستثمر الشركة 1.4 مليار جنيه إسترليني (1.8 مليار دولار) لبناء 10 مفاعلات بحلول نهاية العقد.