تغلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبن بفارق مريح في الانتخابات التي أجريت الأحد 24 أبريل (نيسان)، وذلك حسبما أظهرت توقعات مبكرة لأربعة مراكز لاستطلاع الرأي. وحصل ماكرون بذلك على فترة رئاسية ثانية وتجنب ما كان يمكن أن يكون زلزالاً سياسياً.
وقال ماكرون، في خطاب أمام برج إيفل في باريس، "لست رئيس فريق إنما رئيس الجميع".
أضاف "أعلم أن عدداً من مواطنينا صوتوا لي اليوم ليس دعماً للأفكار التي أحملها بل للوقوف في وجه اليمين المتطرف"، متابعاً "هذا التصويت يلزمني للأعوام المقبلة".
واعتبر أنه لا بد من "إعطاء أجوبة" للذين دفعهم "الغضب والاختلاف في الرأي" للتصويت إلى أقصى اليمين.
وأظهرت التوقعات المبكرة حصول ماكرون على ما بين 57.6 و58.2 في المئة من الأصوات. وقبل التصويت، أشارت استطلاعات الرأي إلى أن ماكرون سيفوز بنسبة 56 في المئة.
وارتفعت نسبة المشاركة في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية إلى 63.23 في المئة بحلول الساعة 15.00 ت غ، في تراجع يتجاوز نقطتين مقارنة بنظيرتها في 2017 (65.30 في المئة)، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية اليوم الأحد.
ويعكس هذا الرقم أيضاً تراجعاً بنحو نقطتين عن النسبة التي سجلت في الدورة الأولى في العاشر من أبريل، والتي بلغت 65.00 في المئة.
وهذا الرقم الجديد يدل على إقبال بعكس ما كانت عليه الوضعية في منتصف النهار، حيث كانت نسبة المشاركة في الدورة الثانية لانتخابات الرئاسة الفرنسية قد بلغت 26.41 في المئة حتى منتصف يوم الأحد، 24 أبريل، أي أقل بنقطتين تقريباً، مقارنة بالوقت نفسه من الدورة الثانية للسباق الرئاسي عام 2017 (28.23 في المئة)، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية.
غير أن المشاركة تخطت نسبة 25.5 في المئة المسجلة منتصف اليوم، الذي أجريت فيه الدورة الأولى في 10 أبريل، عندما تقدم الرئيس إيمانويل ماكرون ومنافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبن إلى الدورة الثانية، التي أظهرت استطلاعات عدة أنها قد تشهد امتناع ناخب من كل أربعة عن التصويت.
وفتحت مراكز الاقتراع عند الساعة الثامنة صباحاً (السادسة بتوقيت غرينتش) للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، والتي سيختار فيها نحو 48.7 مليون ناخب بين الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن.
انتخابات الرئاسة
ويدلي الناخبون في فرنسا بأصواتهم في الجولة الثانية والحاسمة من انتخابات الرئاسة التي ستقرر ما إذا كان الرئيس إيمانويل ماكرون المنتمي لتيار الوسط والمؤيد للاتحاد الأوروبي سيحتفظ بمنصبه أم ستطيح به مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، والذي قد يكون بمثابة زلزال سياسي.
تقدم ماكرون
وأظهرت استطلاعات الرأي في الأيام القليلة الماضية تقدم ماكرون على منافسته، وقال محللون، إن لوبن لا تزال غير مستساغة بالنسبة لكثيرين من الناخبين على الرغم من جهودها لتلطيف صورتها والتخفيف من حدة بعض سياسات حزب التجمع الوطني، بيد أنه ليس من المستبعد أن تحقق فوزاً مفاجئاً بالنظر إلى العدد الكبير من الناخبين الذين لم يحسموا موقفهم أو غير متأكدين مما إذا كانوا سيصوتون أصلاً في الجولة الثانية من الانتخابات.
ولا يمكن لأي مرشح، وفقاً لاستطلاعات الرأي، أن يعوّل فحسب على المؤيدين الملتزمين، إذ يتوقف كثيرون على مجموعة الناخبين الذين يوازنون بين تداعيات اختيار رئيس من اليمين المتطرف والغضب من سجل ماكرون منذ انتخابه في عام 2017.
الذهول
وإذا فازت لوبن، فمن المرجح أن يحمل ذلك الشعور نفسه بالاضطراب السياسي الذي يصل إلى حد الذهول، تماماً مثل تصويت بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي، أو انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة عام 2016.
وتفتح صناديق الاقتراع في الساعة الثامنة صباحاً (السادسة بتوقيت غرينتش)، وتغلق عند الثامنة مساء (السادسة بتوقيت غرينتش)، ومن المنتظر ظهور التوقعات الأولية من قبل منظمي استطلاعات الرأي فور إغلاق الصناديق.
"حرب أهلية"
وحذر ماكرون (44 عاماً)، الذي فاز في الجولة نفسها قبل خمس سنوات من "حرب أهلية" إذا تم انتخاب لوبن التي تشمل سياستها حظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، ودعا الديمقراطيين من مختلف الأطياف إلى دعمه في مواجهة اليمين المتطرف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما لوبن (53 عاماً)، فقد ركزت حملتها على ارتفاع تكاليف المعيشة في سابع أكبر اقتصاد في العالم، إذ يقول كثيرون من الفرنسيين إن تكاليف المعيشة زادت بشكل كبير مع ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، وركزت أيضاً على أسلوب ماكرون في قيادة البلاد والذي تقول، إنه يظهر ازدراء النخبة للناس العاديين، وقالت في تجمع حاشد، شمال فرنسا، الخميس، "السؤال الأحد بسيط: ماكرون أم فرنسا؟"، ولاقت رسالتها صدى لدى العديد من الناخبين.
الاتهامات بالعنصرية
وترفض لوبن، التي انتقدها ماكرون أيضاً بسبب إعجابها السابق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاتهامات بالعنصرية، وقالت إن خططها لإعطاء الأولوية للمواطنين الفرنسيين للإسكان الاجتماعي والوظائف وإلغاء عدد من مزايا الرعاية الاجتماعية للأجانب، ستفيد جميع الفرنسيين بغض النظر عن دينهم أو أصولهم.
وإذا فاز ماكرون، فسيواجه فترة ولاية ثانية صعبة، مع عدم وجود أي فترة سماح كان يتمتع بها بعد فوزه الأول، ومن المرجح استمرار الاحتجاجات على خطته لمواصلة الإصلاحات المؤيدة للأعمال، بما في ذلك رفع سن التقاعد من 62 إلى 65.
تغييرات جذرية
وإذا تمكنت لوبن من الإطاحة به، فسوف تسعى إلى إجراء تغييرات جذرية في سياسات البلاد المحلية والدولية، ويمكن أن تبدأ احتجاجات في الشوارع على الفور، وسيصل صدى الصدمة إلى مختلف أنحاء أوروبا وخارجها.
وبغض النظر عمن سيفوز، سيكون التحدي الرئيس الأول هو الفوز في الانتخابات البرلمانية في يونيو (حزيران) لتأمين أغلبية عملية لتنفيذ برنامجه.
إليكم تطورات الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في فرنسا.