بدأ طالبو اللجوء في المملكة المتحدة بالتخطيط فعلياً للعيش في الخفاء وسط مخاوف من ترحيلهم إلى رواندا في إطار خطط وزارة الداخلية.
وفي هذا السياق، أوردت الجمعيات الخيرية الإنسانية بأن الأشخاص طالبي اللجوء يختفون من الفنادق ويترددون في طلب المساعدة انطلاقاً من الخوف أو الاحتجاز استعداداً للترحيل، منذ أن أعلن رئيس الحكومة بوريس جونسون عن خطط لترحيل عشرات آلاف طالبي اللجوء إلى شرق أفريقيا.
وفي إحدى الحالات، كشف أحد طالبي اللجوء من رواندا ويحصل على دعم الصليب الأحمر البريطاني عن أنه سيختبئ ويمتنع عن الوصول إلى المساعدة، خوفاً من أن يتم ترحيله مجدداً إلى البلد الذي فر منه.
وتم تحذير الوزراء بأن هذه المخاوف تعرّض الأشخاص الأكثر ضعفاً لخطر الفقر والاستغلال، فضلاً عما يخلفه ذلك من آثار على صحتهم العقلية مع انتشار تقارير تفيد قيام أشخاص بعمر الشباب بإيذاء أنفسهم.
ومن بين الأشخاص الذين يتلقون دعم الصليب الأحمر البريطاني:
* كشف مستفيد أفغاني من هذه الخدمة ويعيش في مسكن مؤقت مقدم من وزارة الداخلية في وسط ميدلاندز عن أنه عمد إلى الاختباء خوفاً من أن يتم احتجازه وترحيله إلى رواندا. وصرح بأن العديد من أصدقائه يواجهون الحالة نفسها وخططوا للعيش في التخفي لكي لا يتم احتجازهم.
* قال طالب لجوء من إثيوبيا يسكن في غرب ميدلاندز إنه يشعر بالقلق بشأن إقرار قانون الجنسية والحدود (Nationality and Boerder´s Act) وكشف عن أنه غادر مكان سكنه خوفاً من إرساله إلى رواندا.
* قال طالب لجوء أفغاني يسكن في غرب ميدلاندز إنه يشعر بأنه لاجئ درجة ثانية لأنه ليس مؤهلاً للاستفادة من المخططات الجديدة المصممة لدعم الأوكرانيين. وكان الصليب الأحمر يزود هذا الشخص بالنصح والمعلومات في ما يتعلق بطلب لجوئه وكيفية وصوله إلى الخدمات في المملكة المتحدة.
وفي سياق متصل، أشار أنور سولومون الرئيس التنفيذي لجمعية "مجلس اللاجئين" (Refugee Council) إلى أن جمعيته الخيرية تلقت أيضاً عدداً من التقارير "المقلقة" من خدماتها العاملة مباشرة مع الأشخاص المنضوين تحت نظام اللجوء في ما يتعلق "بالتأثير المدمّر" الذي يتركه التهديد بالترحيل إلى رواندا على هؤلاء الأشخاص.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف "نسمع قصصاً مأساوية عن التأثير الحاد على الصحة العقلية بما في ذلك على الأطفال الصغار والضعفاء المذعورين مما سيحدث لهم، مع ورود تقارير عن قيام البعض بإيذاء أنفسهم".
ويأتي ذلك بعد أن أقرّت وزارة الداخلية بأن اللاجئين المنتمين إلى مجتمع المثليين الذين رُحّلوا إلى رواندا قد يتعرضون للاضطهاد على خلفية توجههم الجنسي، ولكنها مع ذلك ما زالت تخطط لترحيلهم.
كما كشفت وثائق حكومية نشرت يوم الاثنين عن عيوب خطيرة ينطوي عليها مخطط الترحيل إلى رواندا الذي سينضوي تحته الأشخاص الذين سيرحلون من بريطانيا، إذ يضطر بعض الأشخاص إلى الانتظار لسنوات للحصول على قرار في البلاد فيما يتم رفض ثلثين منهم في نهاية المطاف.
وقال مايك أدامسون، الرئيس التنفيذي في الصليب الأحمر البريطاني إنه نتيجة للإعلان الحديث القاضي بترحيل الأشخاص إلى رواندا من دون عودة، أخبر الناس الجمعية بأنهم يشعرون بتراجع الأمان وبأنه ليس مرحباً بهم في المملكة المتحدة. وأضاف قائلاً "ليس مفاجئاً بالتالي أن يتقلص شعور الأشخاص بالأمان النفسي ويتعزز لديهم شعور أنهم ليسوا موضع ترحيب فضلاً عن التفكير في التخفي والاختباء مما يتركهم من دون دعم رسمي ويعرضهم للخطر. نحث السلطات على تغيير مقاربتها ومعالجة المسائل الأساسية ضمن مخطط اللجوء من خلال إنشاء طرق أكثر أماناً وتعزيز قرارات اللجوء والتأكد من أن الأشخاص يعيشون بكرامة مع الدعم الذي يحتاجون إليه".
ويعتبر مجلس اللاجئين والصليب الأحمر البريطاني بأن التركيز على محاولة ترحيل الأشخاص إلى رواندا لن يسهم في تسريع عملية اتخاذ قرارات اللجوء، إذ يتحتم حالياً على العديد من الأشخاص الانتظار لوقت يتخطى العام قبل أن يحصلوا على قرار نهائي.
كما أشارت الجمعيتان إلى أن بعض الإجراءات التي يلحظها قانون الجنسية والحدود الجديد على غرار الحد من حقوق لم شمل الأسرة ومنح البعض فترات إجازة أقصر هي من أبرز عوامل الشعور بعدم الأمان.
وفي غضون ذلك، لفت متحدث وزارة الداخلية، "يحصل طالبو اللجوء على الخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية منذ لحظة وصولهم إلى المملكة المتحدة. إننا نتخذ كل الخطوات لمنع حصول أي إيذاء للنفس أو عملية انتحار بما في ذلك إنشاء فريق مسؤول عن تحديد طالبي اللجوء الأكثر ضعفاً ومدهم بالدعم المناسب لكل حالة".
وأضاف "بيد أن نظام اللجوء البريطاني يعاني خللاً، إذ يقوم المجرمون باستغلال الأشخاص الأكثر ضعفاً من خلال طرق تهريب غير قانونية تكبد دافعي الضرائب أموالاً طائلة. في ظل شراكة الهجرة الرائدة عالمياً التي أنشأناها مع رواندا وهو بلد آمن بشكل أساسي، سيتم ترحيل اللاجئين غير الشرعيين إلى رواندا لكي يصار إلى مراجعة طلبات اللجوء الخاصة بهم، مما سيسهم في إيقاف عمليات تهريب الأشخاص وينقذ حياة الكثيرين".
© The Independent