اتهمت موسكو، الجمعة، الثالث من يونيو (حزيران)، برلين، بزعزعة الأمن الأوروبي عبر "إعادة التسلح"، في وقت صوّت فيه البرلمان الألماني لصالح تعديل دستوري يتيح إنشاء صندوق بـ100 مليار يورو (107 مليارات دولار) لزيادة ميزانية القوات المسلحة في مواجهة توسع روسيا.
وصادق 567 عضواً في الغرفة السفلى للبرلمان لصالح التعديل مقابل معارضة 96 عضواً وامتناع 20 عن التصويت، بعد توصل الحكومة التي يقودها يسار الوسط، الأحد، إلى اتفاق مع المعارضة المحافظة.
وتأتي الخطوة رداً على انتقادات يوجهها منذ سنوات حلفاء مقربون لألمانيا يشددون على أن إنفاق برلين على القطاع الدفاعي أدنى بكثير من نسبة اثنين في المئة من إجمالي الناتج المحلي التي يحددها حلف شمال الأطلسي هدفاً لدوله الأعضاء.
ويتطلب إنفاذ التعديل مصادقة الغرفة العليا للبرلمان.
استعداد ألمانيا
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، المنتمية لحزب الخضر أمام النواب، "إنها لحظة تقول فيها ألمانيا نحن حاضرون عندما تحتاج إلينا أوروبا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد ثلاثة أيام من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط)، تعهد المستشار الألماني أولاف شولتز رصد ميزانية خاصة قدرها 100 مليار يورو لتسليح الجيش الألماني وتحديث تجهيزاته المتقادمة خلال السنوات المقبلة.
لكن معارضين يتهمون المستشار مذاك بالاكتفاء بتقديم دعم خجول لكييف وبعدم اتخاذ ما يكفي من الخطوات الملموسة على صعيد مد أوكرانيا بالأسلحة.
وسيتيح الاتفاق لبرلين تحقيق الهدف الذي يحدده حلف شمال الأطلسي لدوله الأعضاء بإنفاق اثنين في المئة من إجمالي الناتج المحلي على القطاع الدفاعي "كمعدل خلال السنوات المقبلة".
تحذير روسي
والجمعة، انتقدت روسيا الخطوة متهمة ألمانيا بـ"إعادة التسلح" وباستخدام لغة تستحضر ماضيها النازي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، "نعتبر هذا الأمر دليلاً إضافياً على أن برلين ماضية في طريقها نحو إعادة تسليح جديدة"، مضيفةً "نعلم جيداً إلام يمكن أن ينتهي ذلك".
وبدت تصريحات زاخاروفا أشبه بإشارة إلى برنامج إعادة تسليح ألمانيا النازية في ثلاثينيات القرن الماضي في عهد أدولف هتلر الذي أغرق العالم في الحرب.
وسيخصص 40.9 مليار يورو (43.85 مليار دولار) من المبلغ لسلاح الجو عبر شراء 35 مقاتلة أميركية من طراز "أف-35" و15 مقاتلة "يوروفايتر" و60 مروحية "شينوك" للنقل العسكري.
وسيتم تخصيص نحو 20 مليار يورو (21.44 مليار دولار) للبحرية، وخصوصاً لشراء طرادات وفرقاطات وغواصات من طراز 212.
كما سيخصص أكثر من 16 مليار يورو (17.15 مليار دولار) لشراء عربات مدرعة لنقل الجنود من طرازي "ماردر" و"فوكس".
"أكبر جيش تقليدي في أوروبا"
وهذا الأسبوع، اعتبر شولتز أن الاتفاق "سيعزز بشكل كبير" أمن ألمانيا وحلفائها في حلف شمال الأطلسي.
وقال في تصريح للإعلام المحلي، إن "ألمانيا ستمتلك قريباً أكبر جيش تقليدي في أوروبا" ضمن حلف شمال الأطلسي.
وسيتم تمويل الصندوق من خلال الاستدانة. ولهذه الغاية، توجب الالتفاف على قاعدة "كبح المديونية" الراسخة في الدستور، والتي تحدد سقفاً لاستدانة الحكومة.
وفرض هذا الأمر على الحكومة التوصل لاتفاق مع المعارضة المحافظة لتأمين غالبية الثلثين في البرلمان لإمرار التعديل الدستوري.
وتعد الخطوة تحولاً كبيراً في سياسة ألمانيا التي قلصت عديد جيشها بشكل كبير منذ انتهاء الحرب الباردة من نحو 500 ألف جندي عام 1990 إلى 200 ألف اليوم.
ووفق تقرير نشر في ديسمبر (كانون الأول)، فإن أقل من 30 في المئة من السفن الحربية الألمانية "تعمل بكامل طاقتها"، بينما العديد من الطائرات المقاتلة غير صالحة للتحليق.