انطلق، اليوم الجمعة، في العاصمة السويدية ستوكهولم، منتدى اليمن الدولي الذي ينظمه مركز صنعاء للدراسات بالتعاون مع أكاديمية فولك برنادوت ويناقش على مدى ثلاثة أيام قضايا رئيسة في اليمن تتعلق بالوضع السياسي ومساعي السلام والملف الاقتصادي في البلاد.
وفي الافتتاحية قال المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، إن النقاشات في المنتدى تمثل عملاً جاداً لرفع أصوات اليمنيين.
وأضاف أنه على الرغم من هشاشة الهدنة فإنها مستمرة، ويتم احترامها من جميع الأطراف، مشيراً إلى أن تمديدها شهرين إضافيين يعطي فرصة لتخفيف معاناة الشعب اليمني.
وعلى الرغم من مواصلة الحشد العسكري من جانب طرفي الحرب في جبهات القتال، وخصوصاً ميليشيات الحوثي التي تواصل خرق الهدنة الأممية المعلنة قبل أسبوع، وقيامها، وفقاً للحكومة اليمنية، بعملية تحشيد لعناصرها وللعتاد والآليات في مختلف الجبهات، وجبهات مأرب تحديداً، فإن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يؤملان بنجاح فرص السلام وإمكانية تحقيق ووقف الحرب المستمرة منذ عام 2014، فالأمم المتحدة ترى أن الحوار وتقديم التنازلات، يمكن أن يؤديا إلى إحراز تقدم في اليمن وإحلال السلام فيه.
200 شخصية
يشارك في منتدى اليمن الدولي الذي يعد الأكبر من نوعه حول اليمن منذ اندلاع الحرب، 200 شخصية، بينهم مسؤولون حكوميون، وقادة كبار ومفكرون وباحثون سياسيون من مختلف الأطراف ونشطاء وقادة مجتمع مدني وزعماء قبائل ووسطاء دبلوماسيون ودوليون.
وينضم للنقاش في المنتدى سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وسفراء مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي في اليمن وعدد من الدبلوماسيين.
وتعقد النسخة الأولى من المنتدى في ظل هدنة ترعاها الأمم المتحدة، دخلت حيز التنفيذ مطلع أبريل (نيسان) الماضي.
وجهات نظر السلام
ومن المقرر أن يشهد المنتدى جلسات عامة تمهد لنقاشات موسعة حول ملفات التسوية السياسية والأولويات الاقتصادية وإصلاح قطاع الأمن والحوكمة وأجندات لدور المرأة والسلام وعرض وجهات نظر محلية في شأن فرص إنهاء الحرب وفض النزاعات في اليمن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما يشارك في الجلسات اللاحقة المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ وسفير مجلس التعاون الخليجي وممثلون عن مراكز ومؤسسات دولية فاعلة ومنظمات محلية يمنية.
ويعد منتدى اليمن الدولي واحداً من مشاريع مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية (يمني غير حكومي)، ومنصة محلية ودولية تهدف لخلق فرصة للتباحث بين الأفرقاء اليمنيين لمناقشة التحديات الملحة التي تواجه البلاد، وتعزيز الحوار وصنع السياسات وتقديم التوصيات القابلة للتطبيق للتوصل لسلام طال انتظاره في اليمن.
دعم سويدي
من جهتها، حثت وزيرة خارجية السويد آن ليندي، على أهمية استغلال مثل هذه النقاشات التي يقودها اليمنيون أنفسهم لتعزيز جهود السلام لمستقبل آمن في اليمن.
وأكدت ليندي أن السويد ستظل على استعداد لاستضافة المحادثات اليمنية وتوفير مساحة عندما يكون هناك استعداد للقاء. وقالت، يمكن أن تكون هذه مشاورات رسمية للأمم المتحدة بين الأطراف، كما في 2018، أو بعقد اجتماعات غير رسمية للنقشات المفتوحة.
وفي إطار دعمها الدائم للعملية السياسية الرامية لوقف الحرب والدخول في محادثات للسلام، سبق للسويد أن احتضنت في 13 ديسمبر (كانون الأول) 2018، محادثات سياسية بين وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وتمخضت بما عرف لاحقاً بـ"اتفاق ستوكهولم" الذي قضى بوقف كامل لإطلاق النار وانسحاب عسكري لجميع الأطراف من محافظة الحديدة، إلا أن الاتفاق لم يحقق جميع بنوده بسبب رفض الحوثيين الانسحاب الكامل من المدينة المطلة على البحر الأحمر بالقرب من الممرات المائية الدولية، إضافة إلى رفضهم صرف رواتب الموظفين من إيرادات الموانئ التي يسيطرون عليها بقوة السلاح.