"التجمل" غريزة فطرية لا تقف حدودها عند الجندر أو الجنس، الذكور كما الإناث مع اختلاف في درجات الزينة التي بين الجنسين لأمور لها علاقة بالغريزة أو الأعراف، ما يدفع النساء إلى الإقبال على عمليات التجميل لتحسين مظهرهن أكثر من الرجال، كما ارتبط عالم الجمال والتجميل والسعي للحصول على شكل "أفضل" بهن.
إلا أن الفترة الماضية شهدت اختلافاً في أعراف التجميل التي اعتاد عليها السعوديون ليزاحم الرجال النساء في التردد على عيادات ومراكز التجميل، وبدأ الرجل بدوره يهتم بمظهره الخارجي إلى حد الإقبال على الجراحة لتبلغ نسبة إقبال الرجال على العيادات 35 في المئة.
فيلرز وبوتكس
أصبحت فكرة "الرجل الجميل" أكثر رواجاً اليوم في المجتمع السعودي، في حين كان من غير المقبول استخدام الرجل لمستحضرات التجميل سابقاً، فأصبح الرجل يستخدم مستحضرات الوقاية من الشمس أو الأخرى الخاصة بترطيب البشرة واليدين.
وعن هذا الإقبال تقول مي عادل، وهي طبيبة متخصصة في الجلدية والتجميل، إن نسبة إقبال الرجال السعوديين على عيادات التجميل ترتفع سنوياً بمعدل 5 إلى 10 في المئة وفقاً لدراسة أجراها مركز "وايسز" لطب التجميل في جدة.
وأضافت "أغلبهم يخضعون للإبر التجميلية من بوتكس أو فلرز أوحتى الليزر، والأخرى المتعلقة بتحسين البشرة وسحب دهون وتجميل الأنف وتقشير الجلد وإزالة الشعر بالليزر".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن الإجراءات التجميلية التي يلجأ إليها بعض الشباب قالت مي، "يلجأ الرجال لتقنيات عدة لحل مشكلة تساقط الشعر أو الشعر الخفيف، مثل الميزوثيرابي والخلايا الجذعية وبعض الفيتامينات، إضافة إلى تحديد الدقن وإزالة الندبات وحب الشباب وحقن كذلك الفيلر والبوتكس بخاصة بعد سن الثلاثين للقضاء على التجاعيد والخطوط"، مرجعة سبب إقبال الرجال على عيادات التجميل إلى الإجراءات والنتائج الواضحة على النساء من تحسن البشرة والجلد.
وترى الطبيبة التجميلية أن الإدمان على عمليات التجميل موجود عند النساء والرجال على حد سواء، وما يدفعهم إلى تكرار التجربة والإدمان عليها هو الرضا عن النتيجة.
الرجال يخافون الشيخوخة
من جهته يرى طبيب التجميل محمد قل، أن وسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير في تغيير مصطلح التجميل في السعودية والعالم أجمع، حتى بات غير مقتصر على النساء فقط، فقد بدأ كثير من الرجال الاهتمام بالمظهر الخارجي الذي ينعكس مباشرة على شخصيته وثقته بنفسه.
وأشار إلى أن نسبة إقبال الرجال على عيادات التجميل تصل إلى 35 في المئة مقارنة مع النساء بناءً على تقديرات شخصية بعد رصد تقييمات أطباء في مراكز مختلفة مضيفاً، "غالباً ما يميل الرجال بشكل عام إلى إجراءات لتقليل علامات الشيخوخة مثل التجاعيد أو التصبغات الجلدية التي قد تشير إلى التقدم في العمر، وفي حالات خاصة يهتم الرجال بالبشرة بصفة دورية لمن يظهر بشكل دائم في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أو مناسبات رسمية وخاصة".
وعن الإجراءات التي يلجأ إليها الرجال في عيادات ومراكز التجميل قال قل، إن أكثرها هي "حقن البوتكس للتخلص من التجاعيد الرفيعة وشد ونضارة البشرة، ثم يليه حقن الفيلر في بعض المناطق أو لتعريض الفك مما يعطي مظهراً رجولياً حاد، إضافة إلى خيوط الشد التجميلية المكونة من الكولاجين وهم من خضعوا لعمليات تكميم المعدة التي ينتج منها هبوط في الوجه بسبب ترهل الجلد بعد نقص الدهون فيها".
واعتقد محمد قل أن الرجال ليس لديهم هوس التجميل كما يوجد عند بعض النساء اللاتي يفرطن باستخدام المستحضرات التجميلية أو الإجراءات والعمليات التجميلية غير الضرورية، مما يؤدي إلى حدوث نتائج عكسية أو غير مرضية تماماً كما كن يتوقعن، موكداً أن الوضع لم يصل بعد إلى مستوى الهوس.