سلّمت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مقاتلاً معتقلاً من تنظيم "داعش" يحمل الجنسية الإيطالية إلى حكومة بلاده، وقال مصطفى بالي، الناطق باسم القوات لـ "اندبندنت عربية" إنه بعد اتصالات "قسد" مع المؤسسات الرسمية في الحكومة الإيطالية، وصل وفد رسمي إيطالي إلى شمال شرقي سوريا لاستلام المواطن الإيطالي سمير بوغانا الملقب بـ"أبو عبد الله"، وهو من مواليد 1994 من أصول مغاربية ويحمل الجنسية الإيطالية، مضيفاً أن الداعشي بوغانا اعتُقِل في عملية خاصة، نهاية صيف 2018 عند محاولته الهرب باتجاه الحدود التركية.
مشاركة... وانسحاب
في سياق آخر، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري إنه من المرتقب في الأسابيع المقبلة أن تعلن دول من التحالف الدولي ضد الإرهاب، مشاركة قواتها البرية في سوريا مع انسحاب قوات بلاده منها. وتابع جيفري في حديث لموقع "دِفَنْس وَن" المهتم بشؤون الدفاع أنه خلال الأسابيع المقبلة، "قد تختار بعض الدول المشاركة في صمت ولا مانع في ذلك بالنسبة إلينا".
وأعقبت إعلان المبعوث الأميركي اجتماعات له مع عدد من العسكريين والسياسيين من دول التحالف في كلٍ من باريس وبروكسل خلال الأسبوع الماضي. وأضاف أن "انسحاب قوات بلاده مستمر" وأن الرئيس دونالد ترمب ملتزم بالحفاظ على القوة المتبقية لفترة غير محددة، بينما نواصل هذا التخفيض الدقيق والمسؤول"، مذكّراً بأن هذا الانسحاب يخصّ فقط القوات الأميركية على الأرض.
جيفري لفت إلى أن الولايات المتحدة تتوقع أن تملأ قوات التحالف الفراغ، مشيراً إلى "ردّ مشجع من أعضاء التحالف"، ومؤكداً أن بلاده "ستواصل المراقبة الجوية ذات الأهمية القصوى، فضلاً عن العمليات الجوية فوق شمال سوريا وشرقها، وستستكمل وجودها على الأرض في التنف، وستكون مستعدة لإرسال قوات لمطاردة أهداف إرهابية محددة"، بحسب قوله.
"قسد" تنظّم صفوفها
وفي تطورات ميدانية متلاحقة في مناطق شمال سوريا وشرقها، أعلنت "قسد" تشكيل مجالس عسكرية خاصة في خطوة مترافقة مع التطورات العسكرية والسياسية التي تلت القضاء على داعش في قرية الباغوز في 23 مارس (آذار) الماضي، وتهديدات تركيا باجتياح مناطق شرق الفرات وإنشاء المنطقة الآمنة في شمال وشرق سوريا.
وقال مظلوم عبدي القائد العام لـ "قسد" إن المنطقة أمام مرحلة جديدة بعد القضاء على تنظيم "داعش"، مشيراً إلى أن "هذه المرحلة تفرض علينا إعادة تنظيم صفوفنا وحماية حدود مناطقنا، إلى أن يجري التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا"، موضحاً أنه "سيُعمل على إنجاز هذه الخطوة من خلال المجالس العسكرية التي ستُشكّل في المناطق المحررة".
وختم عبدي كلامه، قائلاً "إننا لا نريد الحرب في المنطقة، وسنعمل على حلّ القضايا بسبل الحوار بعيداً من الحرب". وعبّر عن استعداد قواته للانفتاح على الحل السياسي مع جميع الأطراف سواء النظام السوري أو تركيا أو غيرها.