أعلن ولي العهد السعوي الأمير محمد بن سلمان، اليوم الإثنين الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، إطلاق شركة "داون تاون السعودية" التابعة لصندوق الاستثمارات العامة لتطوير وجهات ومراكز حضرية في 12 مدينة بالبلاد.
وبحسب ما نقلته الوكالة الرسمية في السعودية (واس)، فإن الشركة تهدف إلى إنشاء وتطوير مراكز حضرية ووجهات متعددة ومتنوعة في أنحاء البلد الواسع، كما ستسهم في تطوير البنية التحتية للمدن، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع القطاع الخاص والمستثمرين عبر تقديم عديد من الفرص الاستثمارية الجديدة في قطاعات الأعمال والتسوق والسياحة والترفيه والإسكان.
وستعمل شركة "داون تاون السعودية" بحسب البيان على إطلاق مشاريعها في 12 مدينة شرق البلاد وغربها وفي الجنوب والشمال، وهي المدينة المنورة والخبر والأحساء وبريدة ونجران وجازان وحائل والباحة وعرعر والطائف ودومة الجندل وتبوك.
وتنوي الشركة الحديثة تطوير أكثر من 10 ملايين متر مربع لمشاريعها التي قالت إنها ستراعي بيئة المملكة والمصممة وفق الطابع الحديث والمستمد من روح مناطق البلاد وثقافتها ونسيجها العمراني المحلي، مع مراعاة تطبيق أحدث المعايير المعتمدة.
ويستهدف صندوق الاستثمارات العامة، وهو من أكبر الصناديق السيادية في العالم، من خلال مشاريع "داون تاون السعودية" المساهمة في تعزيز الحركة التجارية والاستثمارية في المدن المختلفة حول البلاد، الأمر الذي يزيد جاذبيتها ويعزز الأثر الإيجابي في الاقتصاد المحلي لها، وهو مبدأ يتسق مع رؤية البلاد الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل.
كما يهدف المشروع السعودي الجديد إلى توفير فرص جديدة لشركات القطاع الخاص، واستحداث أخرى لأبناء المناطق المعنية، إلى جانب إتاحة الاستفادة من نقل الخبرات والمعرفة في مجالات عدة، إذ ستوفر المشاريع بيئة عمل متميزة تتناسب مع متطلبات الشركات ورواد الأعمال لتسهم في توسعة نطاق أعمالهم إلى مدن ومناطق أخرى في المملكة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاء في البيان أن إطلاق ولي العهد الذي يترأس رئاسة إدارة صندوق الاستثمارات السيادي السعودي يأتي "امتداداً وتأكيداً للجهود التي يبذلها لتطوير مناطق المملكة، وبما ينسجم مع ما تتمتع به كل منطقة من ميز نسبية وتنافسية".
كما يأتي ذلك من واقع تفهم الصندوق السيادي الدور الذي تلعبه اقتصادات المدن في دعم وتعزيز الاقتصاد الوطني، وهو الدور الذي تتماشى استراتيجيته مع جهود صندوق الاستثمارات العامة في تطوير وتمكين القطاعات الواعدة في أكبر البلدان الخليجية، إضافة إلى المساهمة في تحقيق مستهدفات الصندوق لتنويع الاقتصاد السعودي وزيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030.
المدن الذكية
ومنذ إعلان السعودية في 25 أبريل (نيسان) 2016 رؤية 2030 التي قطعت من خلالها شوطاً كبيراً في مسألة التحول نحو اقتصاد لا يعتمد على النفط وحسب، وهي تمضي نحو بناء المدن الذكية والترفيهية، وتطوير المدن التي تعتمد مسبقاً على طرق تقليدية في ترويجها لسياحتها، وأبرزها مدينة "ذا لاين" أول مدينة ذكية في العالم وهي الخالية من الانبعاثات الكربونية، ومن المخطط بناؤها ضمن مشاريع المدينة الحالمة والعابرة للقارات نيوم التي أعلنها ولي العهد في 10 يناير (كانون الثاني) 2021. ومدن ذكية أخرى كأكساجون والقدية وآمالا، إضافة إلى مشاريع ترفيهية أخرى.
وفي إطار تطوير المدن أعلنت السعودية في سبتمبر (أيلول) 2021 أن ولي العهد أطلق استراتيجية لتطوير منطقة عسير أقصى جنوب البلاد إذ تعد وجهة سياحية مفضلة، وجاء ذلك تحت شعار "قمم وشيم" معلناً ضخ ما يفوق 50 مليار ريال ما يفوق (13 مليار دولار) عبر استشمارات متنوعة لتطويرها وتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية، إذ من المتوقع أن تستقطب نحو 10 ملايين زائر بعد نحو ثماني سنوات.
وفي مايو (أيار) الماضي أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أمرين ملكييين بإنشاء هيئتين لتطوير الطائف والأحساء، وتعد الأولى البوابة الغربية نحو أقدس البقاع لدى المسلمين مكة المكرمة، وهي مدينة سياحية، بينما تقع الأخيرة في المنطقة الشرقية، وهي ضمن المدن المدرجة على قوائم اليونيسكو.