تنطلق، الأحد 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، مباريات نهائيات كأس العالم 2022 التي تستضيفها قطر حتى 18 ديسمبر (كانون الأول)، بمشاركة 32 منتخباً للمرة الأخيرة قبل التحول إلى الشكل الموسع الذي يشمل 48 منتخباً في النسخة المقبلة للمونديال التي من المقرر أن تستضيفها أميركا وكندا والمكسيك في 2026.
ويعول الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على مونديال 2022 أن يكون بداية لعهد جديد في تحكيم مباريات كرة القدم يكون فيه الاعتماد على التقنيات التكنولوجية أكثر منه على العوامل البشرية، أملاً في تقليل الأخطاء لأقل حد ممكن.
وكان (فيفا) أعلن في الأول من يوليو (تموز) الماضي إدخال تكنولوجيا جديدة شبه آلية لتحديد وضعيات التسلل في مباريات كأس العالم بهدف دعم الحكام وحكام الفيديو في اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة.
وقال بييرلويجي كولينا رئيس لجنة الحكام بـ(فيفا)، الجمعة 18 نوفمبر، إن قرارات نظام حكم الفيديو المساعد في كأس العالم ستكون أسرع وأكثر دقة عقب تطبيق هذه التكنولوجيا الحديثة التي طورها الاتحاد الدولي في آخر ثلاث سنوات.
وأبلغ كولينا الصحافيين "هذه التكنولوجيا تمنحنا إمكانية التصرف بشكل أسرع وأكثر دقة في ما يخص حالات التسلل".
"لأكون واضحاً، أن نكون أسرع لا يعني التقييم فوراً، ستكون المدة أقصر من الآن بالتأكيد، لكن لا يمكننا الرد في ثانية واحدة".
"أود أن أشدد على أن القرار النهائي يخص دائماً حكم المباراة، فيما يتعلق بنظام حكم الفيديو المساعد يرجع الأمر لحكم الفيديو، داخل الملعب ترجع القرارات للحكم الرئيس".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتستخدم التكنولوجيا الجديدة 12 كاميرا مثبتة أسفل سقف كل ملعب بهدف تتبع حركة الكرة، وما يصل إلى 29 نقطة بيانات تعمل بسرعة 50 مرة في الثانية مخصصة لكل لاعب في أرضية الميدان، وذلك من أجل احتساب الموقف الدقيق الذي يوجد فيه اللاعبون، كما تشمل نقاط البيانات هذه أطراف اللاعبين وحدودها المعنية بوضعية التسلل.
وجرب الفيفا التكنولوجيا الجديدة بالفعل في بطولتين وفي مباريات تجريبية في كل الاستادات التي تستضيف مباريات كأس العالم.
ومن المنتظر أن تلعب الكرة الرسمية لمونديال قطر الملقبة بـ"الرحلة" دوراً محورياً في الكشف عن حالات التسلل، إذ ستزود بمستشعر وحدة القياس بالقصور الذاتي ليرسل كل بيانات حركة الكرة إلى غرفة عمليات الفيديو بسرعة تقدر بـ500 مرة في الثانية، مما سيتيح معرفة مكان ركلها بدقة لا متناهية.
ومن خلال الجمع بين بيانات تتبع اللاعبين وبيانات الكرة وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، ستوفر التكنولوجيا شبه الآلية تنبيهاً تلقائياً لحكام الفيديو والمباراة كلما استقبل مهاجم متسلل الكرة من أحد زملائه في المنتخب، وحينها يتحقق حكام الفيديو من وضعيات التسلل المقترحة من البرنامج بالنظر لمكان ركل الكرة وخط التسلل قبل إبلاغ الحكم الرئيس بالقرار، ولا تستغرق هذه العملية الدقيقة برمتها أكثر من بضع ثوان فقط.
وبسبب التقنية الجديدة سيكون بوسع الجمهور متابعة تفاصيل هذه القرارات عبر شاشة عملاقة في الاستاد من خلال تقنية ثلاثية الأبعاد.
وتواجه التقنيات التكنولوجية المستحدثة انتقادات واعتراضات من بعض اللاعبين والمدربين والنقاد حول العالم بسبب عدم دقة القرارات في أحيان كثيرة وتأخر أوقات حسم القرار كما في تقنية الفيديو في معظم البطولات، لكن (فيفا) يرى أن هذه التقنيات لا تزال تسير أولى خطواتها وسرعان ما ستصبح أسرع وأدق.