كشفت مؤرخة أميركية عن تلقيها تهديدات بالقتل، بعد وصف نتائج توصلت إليها في كتابها الأخير، بأن بعض عشاق اللياقة البدنية في مطلع القرن العشرين، روجوا لممارسة الرياضة كنتيجة لمعتقداتهم المتعلقة بتحسين النسل.
البروفيسورة ناتاليا ميلمان بترزيلا، الأستاذة في جامعة "نيو سكول" (للأبحاث الخاصة في ولاية نيويورك)، نشرت تغريدةً عبر حسابها على "تويتر" يوم الاثنين الفائت تقول فيها: "أمضيتُ الأيام الأخيرة في تلقي - والإبلاغ عن - تهديدات بالقتل، وإهانات، وغيرها من أشكال القبح، للافتراض (بأنني) أعتقد بأن ’ممارسة الرياضة أمر عنصري’. وإذا كنتم تعرفونني أو تعرفون طبيعة عملي، فستدركون أن هذه الاتهامات سخيفة. وأنا من أشد داعمي اللياقة البدنية وأكثرهم حماسة لها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
موجة الغضب على الأستاذة الجامعية انفجرت يوم الأربعاء الفائت، بعدما أجرت مجلة "تايم" مقابلة مع البروفيسورة بترزيلا في شأن كتابها الجديد "أمة رشيقة: المكاسب والآلام الناجمة عن الهوس بممارسة الرياضة في أميركا" Fit Nation: The Gains and Pains of America's Exercise Obsession، ووضعت المجلة عنواناً رئيسياً للمقابلة: "أصول تمارين تفوق العرق الأبيض، و6 حقائق أخرى مثيرة للدهشة في ما يتعلق بتاريخ اللياقة البدنية في الولايات المتحدة" The White Supremacist Origins of Exercise, and 6 Other Surprising Facts About the History of US Physical Fitness.
وقد وصفت المؤرخة في خلال الحديث معها، كيف قام أوائل داعمي اللياقة البدنية في الولايات المتحدة بالترويج للنشاط البدني كوسيلة للنساء من العرق الأبيض كي يلدن أطفالاً بيضاً أصحاء، وبث الأفكار العنصرية التي تأثرت بحركة تحسين النسل وزيادة الكراهية للأجانب خلال مرحلة الهجرات السريعة.
وأضافت البروفيسورة بترزيلا في حديثها مع المجلة الأميركية: "يقولون بأنه على النساء البيض البدء في بناء قوتهن لأننا نحتاج لمزيد من الأطفال البيض. كانوا يكتبون ذلك أثناء فترة شهدت تدفق عدد هائل من المهاجرين إلى البلاد، وذلك في فترة وجيزة بعد تحرير العبيد. وكان ذلك جزءاً كاملاً من مشروع تفوق العرق الأبيض. لذا كانت تلك لحظة "فريدة"، من وجهة نظري كمؤرخة، بحيث تكشف الأبحاث الأرشيفية العميقة حقاً عن التناقضات التي انطوت عليها".
هذه الآراء سرعان ما تلقفتها وسائل الإعلام "المحافظة" ومستخدمو الإنترنت الذين تناولوا المقال، واصفين البحث بأنه ليبرالي، ومشيرين إلى أنه يعتبر جميع التمارين الرياضية عنصرية.
دونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس الأميركي السابق، دان هذا الادعاء من جانب المؤرخة. وقال: "إما أنه تفوق العرق الأبيض أو مسألة تغير المناخ. كل شيء يجري حالياً هو حول هذين الأمرين". وأضاف في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي إنه "سيتم إلقاء اللوم على أحد هذه الجوانب، سواءٌ كان جيداً أو سيئاً أو لا مبالياً".
وتابع يقول: "يرغبون في التخلص من التمارين الرياضية. إنهم لا يريدون اللياقة البدنية، وأفترض أن الأمر يرتبط على الأرجح، بعدم الرغبة في أن يكون الناس مكتفين ذاتياً أو رجوليين".
إلا أن الخبيرة في علم التاريخ وصفت هذا التفسير لعملها بأنه خاطئ. وكتبت البروفيسورة بترزيلا على "تويتر": "ما قلته هو أنني لم أكن أفهم مدى قيام المتحمسين للتدريب على تمارين القوة في تلك المرحلة المبكرة (مثل برنار ماكفادين) بالترويج للياقة البدنية، كي تكون وسيلةً لتعزيز خصوبة النساء البيض. إنه لأمرٌ مثيرٌ للدهشة، لأن اللياقة البدنية اليوم هي متنوعة نسبياً".
وختمت بالقول: "إذا كنتَ بالكاد قد قرأتَ العنوان الرئيسي للمقابلة أو هذا "التقرير" لكنك استغرقت وقتاً أطول بكثير في إرسال أفكار معادية للسامية وتخيلات عنيفة معادية للمرأة - أو إذا كنت أحد المتابعين الكبار الذين شجعوا على ذلك - فأتمنى أن يكون عام 2023 أكثر ملاءمةً ومؤاتية لك... حاول ارتياد مركز رياضي، فهو جيد لتحسين المزاج، وأيضاً لتعزيز الصحة العقلية"!
© The Independent