ذكرت شبكة صناديق الاستثمار في الأسهم "كالاستون" أن #الصناديق التي تعمل في الأسهم البريطانية حولت للخارج ما يصل إلى 868 مليون #جنيه_استرليني (1.04 مليار دولار) في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي وذلك على عكس صناديق الأسهم العالمية التي شهدت انسياب الأموال إليها وليس خارجها بقوة الشهر الماضي.
وذلك هو الشهر الـ20 على التوالي الذي تشهد فيه صناديق الاستثمار في الأسهم البريطانية انسياب الأموال إلى الخارج. وبحسب تقديرات وكالة "رويترز" فإن الخسائر الشهر الماضي هي ثالث أكبر خسارة شهرية على الإطلاق وذلك على رغم الارتفاع غير المسبوق في المؤشر الرئيس لبورصة لندن، مؤشر "فايننشال تايمز" للشركات المئة الكبرى "فوتسي 100".
وتعكس حركة خروج الاستثمارات من صناديق الأسهم البريطانية استمرار عدم ثقة المستثمرين بالاقتصاد البريطاني على رغم محاولات حكومة رئيس الوزراء ريشي سوناك ووزير خزانته جيريمي هنت ضبط الوضع المالي والتزام سياسة تقشف لخفض عبء الدين العام وعجز الموازنة.
وكانت ثقة الأسواق والمستثمرين حول العالم بالاقتصاد البريطاني انهارت عقب إعلان حكومة ليز تراس السابقة في الخريف الماضي موازنة تخفض الضرائب على الأغنياء والشركات وتمول ذلك بالاقتراض، وعلى رغم أن حكومة سوناك ألغت معظم تلك الإجراءات التي أعلنتها حكومة تراس، إلا أن الثقة بالاقتصاد البريطاني ما زالت مفتقدة إلى حد ما.
بيع أكثر من الشراء
ويشهد مؤشر بورصة لندن ارتفاعاً منذ بداية العام الحالي. وتجاوز المؤشر الرئيس للبورصة البريطانية في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي حاجز 7900 نقطة للمرة الأولى منذ صيف عام 2018. وارتفع المؤشر بنسبة 1 في المئة في يوم واحد الجمعة الماضي، بحيث أغلق المؤشر على 7905.52 نقطة في مستوى قياسي جديد من الصعود، وكان المستوى القياسي السابق في 22 مايو (أيار) 2018 حين سجل المؤشر 7903.5 نقطة.
وذكرت "بلومبيرغ" في تقرير لها أن مؤشر بورصة لندن ينضم الآن إلى المؤشرات الرئيسة حول العالم التي تشهد ارتفاعاً منذ بداية هذا العام، وأضاف المؤشر بالفعل ما نسبته ستة في المئة إلى قيمته منذ مطلع يناير 2023. وكان مؤشر" فايننشال تايمز" للشركات المئة الكبرى حقق ارتفاعاً كبيراً أيضاً العام الماضي 2022 ليتجاوز صعوده معدل صعود مؤشر "إم إس سي آي" العالمي للمرة الأولى منذ 10 سنوات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونقلت وكالة "رويترز" عن مدير الأسواق العالمية في "كالاستون" إدوارد غلين قوله إن "الارتفاع غير المسبوق للسوق البريطانية الشهر الماضي مع الزيادة الهائلة في تحويل الأموال إلى خارجها يعكسان زيادة عمليات البيع الانتهازية على خلفية التشاؤم في شأن مستقبل السوق والاقتصاد البريطانيين. بالتالي استغلال فرصة صعود الأسعار للبيع والخروج من السوق".
وتقدر "كالاستون" بأنه في تعاملات الشهر الماضي في بورصة لندن، مقابل كل أمر بيع بقيمة جنيه استرليني من صناديق الأسهم كانت هناك أوامر شراء بقيمة 59 بنساً فقط. وقالت الشركة إنه "لم يشهد أي قطاع آخر من قطاعات الصناديق مثل هذا النزف الهائل ولم يشهد أي يوم خلال الشهر الماضي زيادة قيمة الشراء عن البيع".
إقبال على السندات
مع أن انسياب الأموال من صناديق الأسهم البريطانية إلى الخارج أكثر من جذبها للاستثمارات مستمر منذ نحو عامين، إلا أن تلك الوتيرة زادت أخيراً مع تواصل النظرة المتشائمة إلى مستقبل الاقتصاد البريطاني. ويقول إدوارد غلين "هناك تحولات تحدث، إذ يتجه المستثمرون البريطانيون إلى الصناديق العالمية مع توقع استفادتهم أكثر من ارتفاع مؤشرات الأسواق، لذا نرى عمليات بيع من صناديق الأسهم البريطانية متزامنة مع عمليات شراء من الصناديق العالمية".
وشهدت صناديق الاستثمارات العقارية البريطانية سادس شهر على التوالي من انسياب الاستثمارات إلى خارجها في يناير الماضي، وذلك بسبب الضغوط التي يتعرض لها القطاع العقاري البريطاني نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة والتقديرات السلبية للاقتصاد بشكل عام. ووضعت صناديق عقارية عدة قيوداً على السحب، بخاصة بعدما باعت صناديق معاشات التقاعد أصولاً عقارية بكثافة في سبتمبر (أيلول) الماضي لمواجهة أزمة انهيار أسواق السندات بعد موازنة حكومة ليز تراس الكارثية.
وعلى عكس صناديق الأسهم شهدت الصناديق التي تتعامل في السندات صعوداً بانسياب الاستثمارات إليها وصلت إلى 1.23 مليار جنيه استرليني (1.5 مليار دولار)، وتلك ثاني أكبر زيادة في انسياب الاستثمارات إلى صناديق السندات البريطانية على الإطلاق. ويسارع المستثمرون الذين يستهدفون الأصول ذات العائد الثابت إلى شراء السندات بفائدة عالية قبل أن يتوقف "بنك إنجلترا" (المركزي البريطاني) عن رفع سعر الفائدة الذي كان سبق أن زادها 10 مرات حتى الآن من قرب الصفر إلى نسبة أربعة في المئة.