بات #تيك_توك واحداً من أشهر تطبيقات #التواصل_الاجتماعي خلال الفترة الحالية، وتجاوز في وقت قصير عديداً من #المنصات_العالمية المختلفة في ما يخص النمو واستقطاب المستخدمين.
تسبب هذا الصعود السريع للعملاق الصيني بمخاوف للمنافسيين الأميركيين، إذ لم يسبق لمزود خدمة أجنبي أن سرق البساط من تحت عمالقة وادي السيليكون قبله، لكن هناك مبعث خوف آخر وهو الخصوصية وتحصين البيانات التي بحوزته.
وبحسب تحقيق أجرته شركة يديرها مسؤولون سابقون في أميركا وأستراليا، فإن تصميم التطبيق مركب بحيث يكون بمقدوره جمع قدر أكبر من المعلومات الشخصية، عبر أدوات تتبع أكثر من حاجة تطبيق تواصل اجتماعي.
إذ تحتوي منصة مشاركة الفيديو الشهيرة على ضعف عدد أدوات التتبع لـ"كود المصدر" مقارنة مع متوسط الصناعة، وفقاً لشركة "إنترنت 2.0" المتخصصة في الأمن السيبراني.
اتهمت الشركة الأمنية "تيك توك" بجمع معلومات من المستخدمين بواسطة "أدوات مفرطة التطفل، وليست ضرورية لكي يعمل التطبيق".
وقالت إن التطبيق المملوك لشركة "ByteDance" الصينية، بإمكانه الوصول إلى معلومات حول شبكة الـ"واي فاي" وشريحة الاتصال، ونوع الهاتف، ويطلب من المستخدم باستمرار الوصول إلى جهات الاتصال الخاصة به وهو خيار يمكن رفضه إلا أن عدد مرات التكرار ترقى إلى "المضايقات المستمرة التي لا نهاية لها" والتي من شأنها إقناع المستخدم بفتح الوصول، على حد قول شركة الأمن السيبراني.
وقامت الشركة بتحليل الكود المصدري لـ21 تطبيقاً منافساً، منها "فيسبوك" و"إنستغرام" و"سناب شات" و"واتساب" و"تليغرام"، ووجدت أن "تيك توك" يجمع ضعفي ما تجمعه التطبيقات الأخرى من بيانات عن مستخدميها، وتزيد في أجهزة "آندرويد" عن "آي أو أس".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال ديفيد روبنسون، ضابط استخبارات سابق بالجيش الأسترالي وأحد مؤسسي الشركة الأمنية "كانت (إنترنت 2.0) تملك مخاوف متعلقة بالخصوصية والأمان، ونعتقد بعد بحث أن المخاوف حقيقية لأنهم يحصلون على ضعفي منافسيهم في الوصول للبيانات".
فيما أشارت أليسيا كيرنز رئيسة حزب المحافظين للجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي "هذا التقرير يؤكد مجدداً أنه يجب علينا أن نكون أكثر يقظة، السياسة والشركات التجارية في الصين لا ينفصلان، وبمجرد حصول الحزب الشيوعي الصيني على إمكان الوصول إلى كميات هائلة من بيانات المواطنين، سيتمكن من الاستفادة منها في تقويض أمننا القومي".
أما آلان وودوارد، وهو أستاذ متخصص في الأمن السيبراني فيرى أن "البيانات كبيرة جداً لدرجة يصعب عدم استنتاج أنها لا تستخدم لأغراض تتجاوز التسويق والإنشاء".
وعلى رغم أنه يمكن للمستخدمين تقييد كثير من الأذونات، إلا أن معظمهم لا يفعلون بخاصة وأنه يطلب البيانات التي تساعد على إخفاء الهوية.
ويعتبر بعض السياسيين الأميركيين التطبيق خطراً على الأمن القومي ويدعون إلى حظره، واعترفت "تيك توك" في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بأنها نظرت في عناوين الـ"آي بي" لبعض المستخدمين.
وتتفاوض الشركة الصينية مع المسؤولين الأميركيين منذ أكثر من عامين لتنفيذ تدابير لتهدئة هذه المخاوف، إذ اقترحت إنشاء شركة فرعية مملوكة بالكامل للولايات المتحدة لحماية البيانات الموجودة على التطبيق.
وطلبت إدارة بايدن من لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة مراجعة تلك المقترحات، وقد يواجه التطبيق الحظر التام في أحد أكبر أسواقه إن لم ينجح في تهدئة المخاوف.
وشركة "إنترنت 2.0" هي شركة للأمن السيبراني يديرها مسؤولون سابقون في وزارة الخارجية الأميركية ومسؤولو استخبارات كانوا في الجيش الأسترالي، وتعد الحكومة الأسترالية من بين عملائها.