بيانات جديدة ظهرت في #الولايات_المتحدة تدفع نحو مزيد من القناعة في "#وول_ستريت" باتجاه البنك المركزي الأميركي لرفع أكثر من المتوقع لأسعار #الفائدة خلال هذه السنة، وبالإبقاء على مستويات الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
فقد أظهر تقرير صادر عن وزارة التجارة الأميركية ارتفاع مبيعات التجزئة بنسبة ثلاثة في المئة في يناير (كانون الثاني)، إذ تجاوزت مشتريات السيارات والسلع الأخرى التوقعات التي كانت عند 1.8 في المئة بحسب استطلاع "رويترز".
مرونة الاقتصاد
وتدل هذه الأرقام على مرونة أكبر للاقتصاد الأميركي، حيث مازالت تكشف عن طلب عال على الاستهلاك، على رغم كل الزيادة في الفائدة منذ عام تقريباً قفزت بها من مستويات صفرية إلى قرابة خمسة في المئة حالياً.
وعلى رغم ذلك ارتفعت "وول ستريت" أمس بنسب ليست كبيرة، فقد حدت أرقام مبيعات التجزئة من التوقعات بأن تصعد المؤشرات بشكل قوي عقب استيعاب الأسواق لأرقام التضخم التي صدرت الثلاثاء.
مؤشر مبيعات التجزئة
وتعد مبيعات التجزئة مؤشراً مهماً على حجم الاستهلاك، وفسرت إلى حد ما التراجع الطفيف في مؤشر أسعار المستهلكين (التضخم)، حيث كانت التوقعات أن يهبط التضخم السنوي إلى 6.2 في المئة في يناير من 6.5 في المئة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لكن البيانات أظهرت تراجعاً طفيفاً عند 6.4 في المئة، مما عزز التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيرفع سعر الفائدة مرتين على الأقل هذا العام إلى نطاق خمسة في المئة إلى 5.25 في المئة.
العريان وأهداف الفيدرالي
وكان الاقتصادي العالمي محمد العريان توقع استمرار رفع الفوائد لمستويات أكبر من التوقعات بعد ظهور بيانات التضخم، لكنه اعتبر أن هدف الاحتياطي الفيدرالي ببلوغ نسبة اثنين في المئة كحد للتضخم غير واقعية، وأن المستوى الذي يمكن أن تستقر عنده بيانات التضخم لهذه السنة سيكون بين ثلاثة إلى أربعة في المئة، لكنه استبعد أن يدخل الاقتصاد الأميركي في مرحلة ركود بناء على المعطيات الحالية.
إصرار الفيدرالي
وكان رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول قال في آخر لقاء له إن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة لفترة أطول مما تتوقعه الأسواق، كما توقع زيادة في أسعار الفائدة حتى تتم محاصرة التضخم وبلوغه مستويات اثنين في المئة.
وقد أعطى إصرار جيروم باول على محاربة التضخم إشارات سلبية للمستثمرين، إذ كانت التوقعات بأن يتوقف الفيدرالي عن زيادة الفائدة بعد اجتماع مجلس الفيدرالي في مارس (آذار)، ثم تخفيضها مع نهاية السنة، خصوصاً بعد ظهور بيانات الوظائف ومعدل البطالة.
بيانات البطالة والوظائف
وكان معدل البطالة انخفض إلى أدنى مستوى له منذ عام 1969 إلى 3.4 في المئة، والتوقعات الآن أن يسجل 4.8 في المئة في الربع الأول من عام 2024.
وأضاف الاقتصاد 517 ألف وظيفة في يناير، وهو ضعف الرقم المسجل في ديسمبر، وأعلى بكثير من التوقعات البالغة 185 ألف وظيفة.
رد فعل "وول ستريت"
وكانت "وول ستريت" بدأت في التراجع هذا الشهر بعد البيانات الإيجابية للاقتصاد الأميركي، لكن على رغم ذلك، مازالت مؤشرات البورصة جيدة منذ بداية العام، فقد ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة ثمانية في المئة حتى الآن في عام 2023، بينما تعافى مؤشر ناسداك بنسبة 15 في المئة بعد هبوط قياسي في العام الماضي، بينما كان "داو جونز" الأقل نمواً عند ثلاثة في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولعبت النتائج المالية للشركات دوراً في هذا التحول، فقد جاءت أرباح الربع الأخير من العام المضي أفضل من التوقعات، وهو رفع سعر أسهم الشركات الرابحة، وأبلغت أكثر من نصف شركات "ستاندرد آند بورز" عن أرباح ربع سنوية، وما يقرب من 70 في المئة منها قد تجاوزت توقعات الأرباح، وفقاً لبيانات "ريفينيتيف"، وهو أعلى من متوسط الفترات نفسها عند 66 في المئة.
موجة الذكاء الاصطناعي
وتسيطر على التداولات حالياً حالة من التفاؤل بمستقبل الشركات التكنولوجية الكبرى، خصوصاً "مايكروسوفت" و"غوغل" وسط توقعات بتحقيق نقلة نوعية في هذه الشركات بسبب توجهها نحو الذكاء الاصطناعي، فقد كانت "مايكروسوفت" قد أعلنت عن دمج محرك البحث لديها "بينغ" منصة الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي "شات جي بي تي" بينما أعلنت "غوغل" عن قرب إطلاقها منصة منافسة تدعى "بارد".