ملخص
كانت ريحانة جباري تبلغ 26 سنة عندما أعدمت شنقاً في #إيران بعدما رفضت عرض السلطات بالتراجع عن إعدامها في مقابل سحب اتهامها مسؤولاً عسكرياً قتلته حين حاول اغتصابها
تؤكد والدة امرأة إيرانية أعدمت لقتلها رجلاً كان يحاول اغتصابها، ويتناول قصتها فيلم وثائقي، أنها ترى بصيص أمل مع تحركات الشباب في بلادها على رغم معاناة ابنتها المروعة.
كانت ريحانة جباري تبلغ 26 سنة عندما أعدمت شنقاً بتهمة القتل في عام 2014، واستحالت حينها رمزاً عالمياً للظلم في إيران.
وكانت جباري أمضت سبع سنوات في السجن بتهمة قتلها طعناً المسؤول السابق في الاستخبارات الإيرانية مرتضى عبدالعلي سربندي.
ومع أن السلطات عرضت على جباري التراجع عن تنفيذ الحكم شرط سحبها أقوالها المتعلقة بالاغتصاب، إلا أن الشابة الإيرانية رفضت الكذب على رغم أن ذلك كان سيكلفها حياتها.
وتناول فيلم وثائقي بعنوان "سفن وينترز إن طهران" (سبعة فصول شتاء في طهران) عرض الشهر الماضي في مهرجان برلين السينمائي، قصة جباري الشجاعة ومذكراتها التي كتبتها حين كانت تقبع في السجن.
وعلى رغم كل ما مرت به، تمكنت جباري من مسامحة من دمر حياتها، في قرار عجزت والدتها عن اتخاذه.
صعوبة المسامحة
وتقول الوالدة شعله باكروان في حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية، قبل بدء عرض الفيلم في فرنسا، إن "ريحانة طلبت مني مسامحة من عذبوها، ومع أني حاولت لسنوات عدة اتخاذ هذا القرار، لكني لم أستطع حتى اليوم أن أغفر لهم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى عكس الأجيال الإيرانية السابقة التي كانت تخشى التطرق علناً إلى مواضيع مماثلة، استخدمت باكروان مأساة ابنتها للتوعية في شأن العنف ضد المرأة.
وتقول باكروان التي تعيش راهناً في ألمانيا، "عندما كنت صغيرة، لم أكن أدرك أي شيء عن أعمال العنف والإعدامات في بلدي، لأن أحداً لم يكن يتطرق لها"، مضيفة "أما اليوم، فبتنا بفضل الفيلم قادرين على التحدث عن هذه المسائل وإظهارها للعالم أجمع".
وتؤكد مخرجة "سفن وينترز إن طهران" ستيفي نيدرزول بدورها أن القوة التي تتمتع بها عائلة جباري شكلت مصدر إلهام لها.
وتقول "لقد حاربوا لكسر دائرة العنف في إيران"، مضيفة أن "ريحانة سامحت الأشخاص الذين تسببوا بمأساة لها، وأصرت على حقيقة ما حصل وحافظت على كرامتها، وطلبت من عائلتها اتخاذ القرار الذي اعتمدته، مما يولد بصيص أمل في هذه القصة المحزنة جداً".
الكفاح
وانتهى تصوير الفيلم تقريباً عندما اندلعت في سبتمبر (أيلول) الماضي احتجاجات في مختلف أنحاء إيران عقب وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة للنساء في البلاد.
وتقول باكروان "أجد أملاً في المتظاهرين لأن الجيل الجديد يكافح بالفعل، على عكس جيلي".
وتتابع "كان الإيرانيون في السابق يدخلون السجن ويخرجون منه ويبقون ملتزمي الصمت. أما اليوم فتقبع الشابات في السجون ويتعرضن للاغتصاب، وعلى رغم كل ذلك لا يلتزمن الصمت".
إلا أن باكروان تبدي خشية من الوضع في إيران مستقبلاً. وتقول "أكافح ضد الإعدام والتعذيب، وعندما أرى متظاهرين يطالبون بإعدام الملالي ينتابني قلق"، مضيفة "لا أعرف أي نظام سيحكم إيران مستقبلاً، لكني أتمنى ألا يلجأ إلى الإعدام أو التعذيب".
وكان للفيلم ولكتاب مرافق له، دور في منحها نوعاً من الراحة بعد سنوات من الألم. وتقول الوالدة "أديت مسؤوليتي تجاه ريحانة وهذا أراحني، فبت قادرة على التعامل مع العالم من حولي".