ملخص
ليست "إيسته لودر" الشركة الكبرى الوحيدة التي أعادت تراجع أدائها للتفاؤل المفرط بانتعاش قوي في الصين مطلع هذا العام
مع اقتراب موسم إفصاح الشركات الكبرى عن بياناتها المالية للربع الأول من نهايته، ترجع غالبية الشركات التي لم تحقق المستهدف من العائدات والأرباح هذا التراجع إلى الإغراق في التفاؤل بانتعاش الاقتصاد الصيني بقوة بعد إعادة فتح الاقتصاد تماماً عقب إغلاقات الوقاية من انتشار وباء كورونا، وكان المثال الأكبر، هذا الأسبوع، مع هبوط أسهم شركة مستحضرات التجميل العالمية "إيسته لودر" بشكل حاد إلى أسوأ مستوى لها بعد أن خفضت توقعاتها للمبيعات، وأرجعت الشركة خفض المستهدف لمبيعاتها إلى ما وصفته بأنه "اضطراب وتباطؤ الانتعاش الاقتصادي في آسيا بشكل أكثر مما كان متوقعاً".
وليست "إيسته لودر" الشركة الكبرى الوحيدة التي أعادت تراجع أدائها للتفاؤل المفرط بانتعاش قوي في الصين مطلع هذا العام، إذ رصد تقرير لصحيفة "فايننشيال تايمز" عدداً من الشركات الغربية الكبرى التي أشارت في بياناتها المالية للربع الأول من هذا العام إلى تراجع عائداتها وأرباحها نتيجة أن الانتعاش الاقتصادي في الصين لم يأتِ قوياً كما كان متوقعاً من قبل، ومع أن غالب الشركات التي خفضت مستهدف مبيعاتها وعائداتها هي شركات تعتمد على المبيعات للمستهلكين، إلا أن شركات أخرى منها الشركات التكنولوجية أعربت عن "خيبة أمل" من معدلات النمو في الاقتصاد الصيني بعد إعادة فتحه إثر إغلاقات كورونا.
شركات التكنولوجيا
يوم الأربعاء الماضي، وفي مكالمة تقليدية مع المحللين في السوق بعد إفصاح الشركة عن بياناتها المالية للأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، قال الرئيس التنفيذي لشركة "كوالكم" كريستيانو رينو آمون "كانت التوقعات بعد إعادة فتح الاقتصاد أن السوق الصينية ستنتعش بقوة، لكننا لم نشهد أي إشارة على ذلك بعد".
أما شركة "إن إكس بي سميكوندكتورز" المنافسة لشركة "كوالكم" فأعلنت أيضاً تحذيرات مشابهة. وقال رئيسها التنفيذي كورت سيفرز "من المبكر جداً الآن الحديث عن انتعاش الاقتصاد الصيني، لقد شهدنا تحسناً تدريجاً متواضعاً، مع بداية بطيئة جداً". وتكررت التحذيرات من شركات كبرى أخرى في الولايات المتحدة وأوروبا في شأن النمو الكبير الذي توقعته الأسواق لثاني أكبر اقتصاد في العالم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتقليدياً في السنوات الأخيرة، بخاصة ما قبل أزمة وباء كورونا، كان الاقتصاد الصيني المحرك الأهم والأكبر للنمو الاقتصادي العالمي. وكان متوسط نموه يتجاوز 10 في المئة سنوياً، قبل أن ينخفض إلى أقل من خمس ذلك المعدل في فترة إغلاقات كورونا، ومع إعادة فتح الاقتصاد كاملاً فجأة قبل أكثر من أربعة أشهر، توقع كثيرون "قفزة" هائلة في النمو الاقتصادي الصيني، إلا أن مؤشرات الربع الأول لم تظهر ذلك، وحتى التقدير الرسمي الصيني بنمو في حدود خمسة في المئة هذا العام يبدو محل مراجعة من الأعمال والشركات في الغرب.
نمو متواضع
ومثل مجموعة "إيسته لودر" التي تعتمد في عائداتها بشكل كبير على نشاط السفر العالمي، أعربت شركات أخرى تركز مبيعاتها على نشاطات السفر عن خيبة أملها من معدلات التعافي في الاقتصاد الصيني.
ويقول رئيس مجموعة "هيلتون" للفندقة كريستوفر ناسيتا "لن تسهم الصين (بمعدلات النمو في العائدات والأرباح) بما كنت آمل أن تسهم به هذا العام"، وكذلك أشارت الخطوط الجوية الفنلندية "فين إير" إلى أن التعافي الاقتصادي الصيني "بدأ أبطأ كثيراً مما كان كثيرون يتوقعون"، بينما ذكرت شركة "كولغيت – بالموليف" تقديراً مماثلاً "لم نشهد عودة النشاط لأعمال التجزئة المرتبطة بالسفر بعد".
وتأتي تحذيرات الشركات الغربية في الوقت الذي تقول فيه البيانات الرسمية الصينية إن الاقتصاد حقق في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام معدلات نمو تتسق مع توقعات بكين لنسبة نمو سنوي في حدود خمسة في المئة.
في مقابلة مع "فايننشيال تايمز" يقول كبير مديري الاستثمار في شركة "سي أي بي سي برايفت ويلث" ديفيد دونابيديان إن هذا التباين بين التقديرات الرسمية الصينية وتحذيرات الشركات الغربية يعود إلى أن الأعمال والشركات العالمية أغرقت في التفاؤل وتوقعت "انفجاراً" في النشاط في الصين. ويضيف أن البعض أيضاً توقع سياسات نقدية أقل تشديداً بهدف تشجيع النمو أكثر من التركيز على مكافحة ارتفاع معدلات التضخم.
أما الشركات التي لم تكن توقعاتها مغرقة في التفاؤل فلم تضع تقديرات عالية جداً لمبيعاتها وعائداتها، بالتالي لم تشهد رد فعل سلبياً من الأسواق على بياناتها المالية للربع الأول وتوقعاتها المستقبلية. فعلى سبيل المثال، أعلنت شركة "أديداس" في إفصاحها المالي ربع السنوي عن تراجع العائدات واستمرار "الاضطراب بالنسبة إلى الصين"، لكن أسهم الشركة ارتفعت بنسبة ثمانية في المئة عقب إعلان بياناتها المالية.