Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما قد يعنيه لحزب العمال تراجع ستارمر عن خطة إلغاء الرسوم الدراسية

هل يخيب ظن الناخبين بعد تخليه عن عهد آخر كان قطعه؟

"...على ما يبدو، لم تنعكس آراؤه المتبدلة كثيراً على مستويات شعبيته التي لم تكن يوماً مرتفعة، في مطلق الأحوال" (رويترز)

ملخص

هل يخيب ظن الناخبين في حزب العمال بعد تخليه عن وعد آخر كان قطعه بتراجع ستارمر عن خطة إلغاء الرسوم الدراسية؟ 

أعلن السير كير ستارمر أنه في حال فوز حزب العمال في الانتخابات المقبلة، سيتخلى عن العهد الذي قطعه حزبه بإلغاء الرسوم الدراسية الجامعية الحالية في إنجلترا، وقيمتها 9250 جنيهاً استرلينياً. وتنطبق هذه السياسة بشكل أساسي على إنجلترا وعلى الطلاب القادمين من إنجلترا. أما في اسكتلندا، فالتعليم الجامعي مجاني للطلاب الاسكتلنديين المقيمين، في حين أن الطلاب "المحليين" في إيرلندا الشمالية يدفعون رسوماً دراسية أكثر انخفاضاً، ويختلف النظام قليلاً في ويلز.

عن أي عهد يدور الكلام؟

عندما كان ستارمر مرشحاً لترؤس حزب العمال عام 2020، قدم 10 وعود "تستند إلى الحجة الأخلاقية للاشتراكية"، ومن بينها "دعم إلغاء الرسوم الدراسية والاستثمار في التعلم مدى الحياة"، بيد أن الرئيس الجديد [للحزب]، الذي كان عضواً في حكومة الظل برئاسة جيريمي كوربين، لم يكن مستعداً لأي عودة جذرية عن سياسة حزب العمال الراسخة التي تلقى شعبية بين أعضاء الحزب.

وفي الإعلان الرسمي لحزب العمال عام 2019، تعهد الحزب برئاسة كوربين أن "يضع حداً لتجربة السوق الحرة في مجال التعليم العالي"، و"يستحدث هيئة تعليم وطني توفر الدعم والفرص مدى الحياة، بدءاً بإنشاء مراكز "شور ستارت" Sure Start، ومروراً بتوفير تعليم عالي النوعية في سنوات الدراسة الأولى"، وينشئ "مدارس بتمويل جيد وصفوف أصغر حجماً"، ويوفر"تعليماً جامعياً مجانياً بلا رسوم دراسية، وتعلماً مجانياً لمدى الحياة يمكن المرء من إعادة تأهيل قدراته طوال العمر". إلى ذلك، أعلن حزب العمال أن النظام الحالي يفرض على الطلاب الأكثر فقراً ديوناً بقيمة 57000 جنيه استرليني، بالتالي، اقترح إنعاش نظام المنح الدراسية على نطاق غير محدد. وفي عام 2019، برر حزب العمال قراره بالقول إن الرسوم الدراسية تزايدت بثلاثة أضعاف في ظل حزب المحافظين. وكان وعدٌ مماثل قد قُطع في عام 2017، خلال الانتخابات العامة الأولى التي ترأس كوربين خلالها حزب العمال. وفي عام 2015، اقتصر الوعد الذي قطعه إيد ميليباند على خفض الرسوم [الدراسية] إلى 6000 جنيه استرليني، بيد أن سياسيي حزب العمال قلما يذكرون أن أول من طرح رسوماً من هذا القبيل هي الحكومة العمالية التي ترأسها توني بلير عام 1998، فكانت [آنذاك] بقيمة 1000 جنيه استرليني (أي ما يعادل 1800 جنيه استرليني وفق أسعار اليوم).

ما هي السياسة الجديدة؟

في انتظار التأكيد. فالحال أن ستارمر يفيد بوجود "أساليب أخرى للتطرق للموضوع"، ويواصل انتقاداته للصيغة الراهنة التي يشوبها "ظلم"، و"لا تناسب لا الطلاب ولا الجامعات". ومع ذلك، لم ترد حتى اليوم أي تفاصيل عما قد يحصل في ظل حكومة بقيادة حزب العمال. وجل ما يقوله ستارمر هو أنه يريد استكشاف "حلول تمويل بديلة"، علماً أن ذلك ليس وارداً في الحسبان حتى، إلى أن يطرأ تغيير على صعيد الحكومة.

ما الدافع ليقوم ستارمر بذلك؟

يرى ستارمر أن إنجلترا ما عادت قادرة على تحمل كلفة ذلك الالتزام. وقد أفاد قائلاً "يرجح أن نبتعد عن التزام [عام 2019] لأننا نختبر في الوقت الراهن وضعاً مالياً مختلفاً". وأشار إلى أن الخلفية الاقتصادية تختلف بشكل جذري عما كانت عليه في عام 2019، بالتالي يسعى ستارمر، ومعه وزيرة المالية في حكومة الظل رايتشل ريفز، لمحو بقايا برنامج كوربين التي يمكن أن يستغلها المحافظون للإيحاء بأنه لا يمكن الوثوق بحزب العمال لإدارة المالية العامة. وعلى صعيد سياسي أوسع، تقوم المسألة على وضع حزب العمال على مسافة أقرب من الوسط السياسي، بالتالي، على جعل الحزب أكثر قابلية للانتخاب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولماذا يقوم بذلك الآن؟

كانت أول مرة تكلم فيها ستارمر عن حصول تحول في يناير (كانون الثاني) الماضي، خلال مقابلة أجراها مع لورا كوينسبرغ عبر قناة "بي بي سي". وآنذاك، رفض استبعاد أي تغيير ممكن في الوجهة التي يتبعها الحزب. واليوم، وعلى مسافة عام تقريباً من الانتخابات العامة، يتضح أن ستارمر يستعد للحكومة، ويريد "إعداد العدة" في الوقت المناسب، وترك أي انتفاضة داخلية في الحزب خلفه قبل وقت طويل من يوم الاقتراع.

وقد يقول متشائم إن المبادرة ستسمح أيضاً بتحويل الأنظار عن الجدل القائم في شأن إقدامه على تعيين الموظفة الحكومية سو غراي ككبيرة مستشاريه.

ما عدد الوعود التي تخلى عنها منذ أن تولى قيادة الحزب؟

من أصل 10 وعود قطعها خلال حملته القيادية للحزب، تخلى ستارمر عن خطة جعل شركتي الطاقة والمياه ذات "ملكية مشتركة"، وعن خطة زيادة ضريبة الدخل المفروضة على أصحاب الدخل الأعلى، ونسبتهم 5 في المئة، وعن خطة "الدفاع عن حرية التنقل أثناء مغادرتنا للاتحاد الأوروبي". وقد خاب ظن كثيرين في حزب ستارمر عندما سعى لتحييد اتفاق "بريكست"، إذ قال إنه لن ينضم لا إلى الاتحاد الأوروبي، ولا إلى السوق الموحدة، ولا إلى اتحاد الجمارك.

أثار كل ما سبق حفيظة النقاد اليساريين داخل الحزب، وتأتت عنه تهم بالخيانة. فخصوم ستارمر من جانبي الحزب يتهمونه قائلين إنه يفتقر إلى المبادئ وليس جديراً بالثقة، لا سيما أن سيرته حافلة بالتخلي عن التزاماته السابقة، لكن على ما يبدو، لم تنعكس آراؤه المتبدلة كثيراً على مستويات شعبيته التي لم تكن يوماً مرتفعة، في مطلق الأحوال.

هل يترجم هذا التغيير بفوز في صناديق الاقتراع؟

تشكل الرسوم الدراسية مصدر امتعاض بنظر عدد كبير من الطلاب وأهاليهم. وعندما كان الديمقراطيون الليبراليون قد أنكروا وعدهم بإلغاء الرسوم الدراسية، عندما انضموا إلى حكومة التحالف عام 2010، تلت ذلك احتجاجات طلابية، وكاد الحزب يزول عن الوجود خلال انتخابات عام 2015، حتى إنه لم يبدأ باستعادة عافيته، عقب تلك الخسارة، إلا أخيراً.

لكن الأوقات تتغير، وقد تحولت الرسوم الدراسية إلى مصدر إزعاج متزايد في حياة الناس. وتكمن النقطة السلبية في سياسة إلغاء الرسوم الجامعية التي اقترحها كوربين في أنها ولدت شعوراً بأن مقاربة حزب العمال القائمة على "نيل منفعة مقابل لا شيء" هي حلم بعيد المنال، سيقوض صدقيته في حال أقدم على تشكيل حكومة. وبغض النظر عن عدد المنافع والمزايا المعروضة على الناخبين، لا يمكن لحزب أن يفوز في الانتخابات إن لم يكن يوحي بالثقة على صعيد الاقتصاد.

هل هو خبر جيد أو سيئ بالنسبة إلى التعليم العالي؟

هو خبر جيد، لكن فقط لأن البيانات المالية الجامعية باتت أكثر فأكثر على المحك، وتعتمد على رسوم التسجيل غير المحددة بسقف التي يدفعها الطلاب الأجانب، وتشكل مصدر دخل قد لا يدوم إلى الأبد. ولجهة الكلفة، تواجه الجامعات ضغوطاً مماثلة لتلك التي تعترض أي قطاع خدمات عامة، مع العلم أن القطاع [أي قطاع التعليم الجامعي] يتسع بسرعة جنونية، حتى إنه قد يكون عرضة لفائض في القدرات ويرى نفسه عاجزاً عن [تمويل] برامج تطوير قاعدة طلاب وتوسيع نطاق قدراتهم.

© The Independent

المزيد من تحلیل