ملخص
صعدت أسعار النفط الجمعة على رغم تكبدها ثالث خسارة أسبوعية على التوالي بعد أن سجلت هبوطاً حاداً قبيل قرارات رفع الفائدة من بنوك مركزية كبرى
ارتفعت أسعار النفط بنسبة 3 في المئة مع انحسار المخاوف من حدوث ركود بالولايات المتحدة، واعتقاد المتعاملين بأن الانخفاض الأخير في أسعار الخام كان مبالغاً فيه بعد تسجيلها هبوطاً لثلاثة أسابيع على التوالي للمرة الأولى منذ نوفمبر (تشرين الثاني). وصعد خام برنت إلى 77.13 دولار للبرميل، كما ارتفع خام غرب تكساس الأميركي إلى 73.40 دولار.
أزمة المصارف تتلاشى
وكانت أسعار خام "برنت" قد تراجعت 5.3 في المئة الأسبوع الماضي، وتراجع خام "غرب تكساس الوسيط" 7.1 في المئة، لأسباب تتعلق بالمخاوف من تأثير الأزمة المصرفية الأميركية، وتبعاتها على الاقتصاد، ومن ثم تراجع الطلب على الوقود في أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم، لكن البيانات القوية للوظائف الأميركية في أبريل (نيسان)، وضعف الدولار وتوقعات خفض الإمدادات في الاجتماع المقبل لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها المعروفين باسم "أوبك+" في يونيو (حزيران) كبحت جماح التراجع في الأسعار.
وأظهرت بيانات رسمية أن أرباب العمل الأميركيين وظفوا عدداً أكبر الشهر الماضي، ورفعوا الأجور في إشارة إلى استمرار قوة سوق العمل، وهو ما قد يدفع مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأميركي" إلى إبقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
صعود أسهم الطاقة
وترى محللة "سي أم سي ماركيتس" تينا تينغ أن "انتعاش النفط يأتي في أعقاب ارتفاع أسهم الطاقة في وول ستريت يوم الجمعة الماضي، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة عن بيانات قوية للوظائف، مما هدأ من المخاوف في شأن الركود الاقتصادي الوشيك الذي أدى إلى عمليات بيع في وقت مبكر من الأسبوع".
ومن المتوقع أن تصدر الولايات المتحدة الأربعاء تقريراً عن مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أبريل، وهو ما يكفل تحديد الموقف تجاه معدلات الفائدة، وسط توقعات بأن يقدم مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأميركي" على إيقاف رفع الفائدة بصفة موقتة.
ثالث خسارة أسبوعية
وصعدت أسعار النفط الجمعة رغم تكبدها ثالث خسارة أسبوعية على التوالي، بعد أن سجلت هبوطاً حاداً في وقت سابق من الأسبوع، قبيل قرارات رفع الفائدة من بنوك مركزية كبرى، وبفعل مخاوف من الأزمة المصرفية الأميركية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأغلق خام "برنت" بنهاية الأسبوع مرتفعاً 2.80 دولار، بنحو 3.9 في المئة، عند 75.30 دولار للبرميل، وزاد خام "غرب تكساس الأميركي الوسيط" 2.78 دولار، بنسبة نمو 4.1 في المئة، ليبلغ 71.34 دولار للبرميل عند التسوية، بعد أن تراجع على مدى أربعة أيام لأدنى مستوياته منذ نهاية عام 2021.
النفط يحاول الصعود
ويعتقد النائب الأول للرئيس لدى "بي أو كيه فايننشال" دينيس كيسلر أن "الخام يحاول عكس الاتجاه الهبوطي في الأسعار في الآونة الأخيرة، والذي سببه ارتفاع أسعار الفائدة والمخاوف في شأن الركود وخصوصاً في القطاع المصرفي".
ويرى بعض المحللين أن العوامل الأساسية في السوق الحاضرة أقوى مما تشير إليه سوق التعاملات الآجلة، لكن نشاط المصانع انكمش في الصين بشكل غير متوقع في أبريل مع تراجع الطلبيات، وفي ظل تأثر قطاع الصناعات التحويلية بضعف الطلب المحلي.
دعم "أوبك+"
في المقابل، يأتي بعض الدعم لأسعار النفط من التوقعات بتخفيضات محتملة في الإمدادات خلال الاجتماع المقبل لمجموعة "أوبك+" الشهر المقبل، بحسب ما يشير محلل أول الأسواق لدى "أواندا" في سنغافورة، كلفين وونغ.
وكان المحلل لدى "بي في أم" للسمسرة في النفط تاماس فارغا أعرب عن اعتقاده في وقت سابق الشهر الجاري، أن عدم اليقين في شأن موقف البنوك المركزية ومساعيها إلى ترويض أسعار المستهلكين والمنتجين المرتفعة، إلى جانب بيانات وخطوات الدول المستهلكة والمنتجة، عوامل تلقي جميعها بظلال طويلة من الشك على الآفاق المستقبلية.