Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يقترب حزب العمال فعلا من السلطة بعد نتائج الانتخابات المحلية؟

يختلف الخبراء في شأن الأرقام ولكن معاناة الحزب الوطني الاسكتلندي يعني أن حزب السير كير ستارمر مفتوح على كافة الاحتمالات

هل يتجه حزب العمال فعلاً لرئاسة الحكومة (غيتي)

ملخص

أسفرت الانتخابات المحلية الأخيرة في بريطانيا عن هزيمة مدوية للمحافظين، لكن هذا لم يعن تحقيق حزب العمال نصراً واضحاً. أرتشي ميتشل يحلل النتائج وتأثيراتها في الانتخابات العامة المقبلة

مع ورود نتائج الانتخابات المحلية، سرعان ما أصبح أمر واحد واضحاً وضوح الشمس: كانت تلك الانتخابات كارثية بالنسبة لحزب المحافظين. فقد خسر المحافظون أكثر من 1000 مقعد في المجالس المحلية متخطياً بذلك أسوأ التوقعات التي وضعها الحزب لنفسه.

ولكن، على رغم أن السير كير ستارمر زعيم حزب العمال أعلن بأن حزبه يتجه للحصول على الغالبية في الانتخابات العامة المقبلة، تبين بأن مدى نجاح حزبه ليس واضحاً بما فيه الكفاية.

ويصر نواب حزب العمال بأن الحزب "واثق ولكنه ليس راضياً". ويزعم نواب حزب المحافظين بأن رئيس الحكومة ريشي سوناك "يعيد البلاد على السكة الصحيحة". فهل يتجه حزب العمال فعلاً لرئاسة الحكومة؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ماذا يقول الخبراء؟

قال الخبير البارز في الاستطلاعات الانتخابية السير جون كورتيس بأن أداء حزب العمال لم يضعه على سكة الحصول على الغالبية ولكنه سيفوز بـ312 مقعداً انطلاقاً من النتائج.

أما الخبيرين الانتخابيين كولين رالينغز ومايكل تراشر فأعلنا بأن أداء حزب العمال "جيد أكثر منه مذهلاً أو استثنائياً" وتوقعا مجلس نواب من دون غالبية بدلاً من غالبية عمالية صريحة وواضحة.

ولكن مارتن باكستر مدير موقع "أيليكتورال كالكولوس" Electoral Calculus الذي يعنى بالتقديرات الإحصائية لنتائج الانتخابات اعتبر بأن أداء حزب العمال في الانتخابات المحلية يظهر "غالبية كبرى" في الانتخابات العامة.

كما يحرص حزب العمال على التشديد بأن النتائج هي انتصار محلي. وفي هذا السياق، قال وزير الصحة في حكومة الظل ويس ستريتينغ يوم الأحد بأن "الأشخاص يقترعون بشكل مختلف بين الانتخابات المحلية والانتخابات العامة". ويأمل الحزب بأن يتحد الناخبون ويتضافروا خلف أفضل مرشح في دائرتهم الانتخابية لهزيمة حزب المحافظين وهذا يعني أن العديد منهم سيصوتون لمصلحة حزب العمال.

ما الذي أدى إلى هذه النتائج؟

إنه الاقتصاد من دون شك. إذ يعتبر خفض التضخم إلى النصف أولوية قصوى لرئيس الحكومة لسبب وجيه. وفي حال توجه الناخبون إلى الاقتراع وهم يشعرون أنهم أكثر فقراً، فيمكن للحزب الذي يتولى زمام المسؤولية أن يتوقع استبعاده في التصويت. فقد أدى التضخم المستشري إلى تآكل ميزانيات العائلات منذ أن خرج العالم من الإقفال العام بسبب جائحة كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا. حتى أن وزير الخزانة جيريمي هانت وصف التضخم "بالعدو" الذي يسهم "في إفقار الجميع".

وفي هذا الإطار، يأمل حزب المحافظين بأن أي تراجع في التضخم قبيل الانتخابات المقبلة من شأنه أن يترجم في شعور الناخبين بحال أفضل مادياً وسيعتبر دفعة للمحافظين في استطلاعات الرأي. كما أن تحسن الوضع المالي للناخبين من شأنه أن يعيد الثقة بالحكومة ويجعل أي نصر صريح لحزب العمال أمراً أكثر صعوبة.

ولكن، حتى مع تراجع التضخم إلى النصف، ستستمر الكلفة المعيشة بالارتفاع أسرع من مداخيل الكثير من الناس مما سيترجم بمشكلات تلوح في الأفق بالنسبة لحزب المحافظين.

تحالف الفوضى

لعل المطلعون في حزب المحافظين استمعوا بفرح إلى فكرة برلمان من دون غالبية. وخلال الحملة الانتخابية، لا بد أن المحافظين سيتشبثون بأي اقتراح قد يحتاجه حزب العمال للحصول على الدعم من قبل حزب الليبراليين الديمقراطيين أو الحزب الوطني الاسكتلندي SNP.

وقال ستريتينغ بأن حزب العمال "لا يفكر حتى" في فكرة إرساء شراكة مع الليبراليين الديمقراطيين. ولكن أي تراجع في تقدم الحزب في الاستطلاعات سيثير تساؤلات حول إذا ما كان حزب العمال سيحتاج للدعم للحكم بعد الانتخابات.

ومن المحتمل أن يؤدي ذلك بحزب المحافظين إلى إعادة إحياء الادعاء بأن خيار الشعب يقع بين المحافظين و"تحالف الفوضى" القائم بين حزب العمال ومجموعة متفرقة وغير متناغمة من الأحزاب الأصغر. ولكن نظراً إلى أن البلاد تشهد خامس رئيس وزراء لها منذ أن أطلق دافيد كاميرون هذه السردية للمرة الاولى عام 2015، سيكون خطاباً أقل إقناعاً.

وفي سياق متصل، اعتبر زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي في وستمنستر ستيفن فلين بأن نتائج الانتخابات المحلية تعني بأن حزبه قد "يتحكم" بحكومة أقلية بعد الانتخابات المقبلة. واستبعد السير كير إبرام صفقة مع الحزب الوطني الاسكتلندي ولكن المحافظين سيستغلون دعوة فلين للإشارة بأن التصويت للعمال سيكون خطراً على الاتحاد [وحدة المملكة المتحدة].

الحزب الوطني الاسكتلندي (مجدداً)

ينهار الدعم للحزب الوطني الاسكتلندي بعد استقالة نيكولا ستيرجن من رئاسة الحكومة قبيل تحول تحقيق مصغر في أموال الحزب المفقودة إلى تحقيق كامل تجريه الشرطة. وفي حال تمكن القوميون من قلب الأمور، سيكون مسار حزب العمال نحو النصر محفوفاً بالتحديات وقد يكون لمطالبة فلين المزيد من الثقل.

ولكن، مع استمرار التحقيق الذي تجريه الشرطة، يشكل أي تراجع في فرص الحزب مكسباً غير متوقع لحزب العمال.

بريكست وبوريس وجيريمي كوربين طبعاً

خلال الانتخابات العامة الأخيرة في ديسمبر (كانون الأول) 2019، كان موقف المحافظين مدعوماً ببريكست وبوريس جونسون وجيريمي كوربين (رئيس حزب العمال آنذاك). واصطف الناخبون غير المحافظين والموالين لمغادرة الاتحاد الاوروبي مع المحافظين الذين وعدوا "بتطبيق بريكست". وساعدت الكاريزما التي يتمتع بها بوريس جونسون المحافظين في كسر مناطق الجدار الأحمر لحزب العمال والفوز بتحالف جديد من الداعمين. كما أن وجود كوربين دفع أعداداً كبيرة من الناخبين العمال للابتعاد عن الحزب. خلال الانتخابات العامة المقبلة، لن تكون أي من تلك العوامل موجودة، مما يشكل دفعاً هائلاً آخر يعزز آمال حزب العمال.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل