ملخص
من شأن السيطرة على باخموت أن يمثل أول انتصار كبير لموسكو في الصراع الممتد منذ أكثر من عشرة أشهر للاستيلاء على المدينة.
قالت أوكرانيا، اليوم الإثنين، إن ثمانية أشخاص على الأقل أصيبوا ولحقت أضرار بعشرات المباني في هجوم جوي روسي على منطقة دنيبروبتروفسك خلال الليل، مضيفة أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 20 طائرة مسيرة وأربعة صواريخ كروز، ومع اقتراب شن هجوم أوكراني مضاد، استأنفت روسيا الضربات بالصواريخ والطائرات المسيرة هذا الشهر بعد توقف دام قرابة شهرين.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية على "تيليغرام" "الغزاة الروس هاجموا منشآت عسكرية ومرافق للبنية التحتية في شرق أوكرانيا، بمدينة دنيبرو"، وأضافت أن روسيا استخدمت في الهجوم 16 نوعاً مختلفاً من الصواريخ و20 طائرة مسيرة من طراز "شاهد-131/136"، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية أسقطت 20 طائرة مسيرة روسية وأربعة صواريخ كروز.
وقال سيرهي ليساك حاكم منطقة دنيبروبتروفسك إن شخصاً واحداً على الأقل أصيب في الهجوم على دنيبرو وأصيب سبعة آخرون في هجوم على حي سينيلنيكيفسكي في المنطقة، وأضاف أن عشرات المباني من بينها منازل خاصة ومجمعات سكنية ومرافق للبنية التحتية الإدارية، تضررت أو دُمرت.
محطة زابوريجيا
إلى ذلك، انقطع التيار الكهربائي مجدداً في محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها القوات الروسية جنوب أوكرانيا، في حادث قد تكون تداعياته خطيرة أصبح يتكرر بالتزامن مع القصف والمعارك، وقالت إدارة الاحتلال الروسي على "تيليغرام" "بسبب انقطاع خط التوتر العالي، فقدت المحطة تغذيتها الخارجية بالكهرباء"، وأكدت أنها تعمل على تحديد أسباب الانقطاع فيما تمّ تشغيل مولدات الطوارئ التي تعمل بالديزل لضمان استمرار عمل المحطة.
ووفقاً لشركة "إنرجواتوم" الأوكرانية العامة، فإن انقطاع الكهرباء عن محطة زابوريجيا للطاقة النووية وقع بسبب قصف روسي على خط خارجي للطاقة الكهربائية، وأضافت الشركة عبر تطبيق "تيليغرام" أن خط دنيبروفسكا للكهرباء في أوكرانيا الذي يغذي محطة زابوريجيا النووية بالطاقة الكهربائية انقطع بعد قصف روسي خلال الليل.
حلف شمال الطلسي
في هذا الوقت، قال سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف في تصريحات نشرت اليوم الاثنين إن إرسال مقاتلات "أف-16" إلى أوكرانيا سيثير تساؤلات عن ضلوع حلف شمال الأطلسي في الصراع.
وأضاف في التصريحات التي نشرت على قناة السفارة على تطبيق "تلغرام" أن أي هجوم أوكراني على شبه جزيرة القرم سيعد هجوماً على روسيا.
وقال أنتونوف "من المهم أن تكون الولايات المتحدة على دراية كاملة بالرد الروسي (على أي هجوم من هذا النوع)".
والأحد، قالت أوكرانيا إن قواتها ما زالت تتقدم حول ضواحي مدينة باخموت بهدف تطويقها بعد أن هنأت موسكو قواتها ومجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة على الاستيلاء على المدينة.
وأعلنت روسيا السبت سيطرتها على المدينة بالكامل وإذا ما تأكدت هذه الأنباء فستمثل نهاية لأطول وأكثر المعارك دموية في الحرب المستمرة منذ 15 شهراً.
وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته ومجموعة "فاغنر" على هذه الخطوة. وقال قائد عسكري أوكراني كبير إن قوات بلاده تسيطر على جزء "ضئيل" من مدينة باخموت، لكنه موطئ قدم سيكون كافياً لدخول المدينة المدمرة عندما يتغير الوضع.
وفي منشور على "تلغرام"، قال الجنرال أولكسندر سيرسكي إن القوات الأوكرانية تتقدم في ضواحي باخموت وتوشك على "تطويق تكتيكي" للمدينة، التي كانت في السابق موطناً لنحو 70 ألفاً.
وأضاف سيرسكي، قائد القوات البرية الأوكرانية، الأحد إنه زار بعض المواقع على الخطوط الأمامية بالقرب من باخموت وتوجه بالشكر للقوات التي تدافع عن المنطقة.
وأكدت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني تصريحات سيرسكي الذي أشار فيها إلى مواصلة القوات الأوكرانية تقدمها حول ضواحي المدينة.
وكتبت ماليار على "تلغرام" تقول "تسيطر قواتنا على المدينة عن طريق تطويقها بشكل جزئي، ما يمنحنا الفرصة لتدمير العدو. لذلك، يجب أن يدافع العدو عن نفسه في الجزء الذي يسيطر عليه من المدينة".
وأضافت ماليار أن القوات الأوكرانية لا تزال تدافع عن المنشآت الصناعية ومرافق البنية التحتية في باخموت، بالإضافة إلى قطاع بالمدينة، وزعمت سيطرة قوات بلادها على جزء من المناطق المرتفعة المطلة على المدينة.
وذكر بيان صادر عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن الهجوم الروسي حول باخموت لم يهدأ خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بما في ذلك الضربات الجوية على المدينة وقرية إيفانيفسكي على الجانب الغربي منها.
وفي وقت لاحق الأحد، قال رئيس مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين في رسالة صوتية على "تلغرام" إن رجاله أنجزوا مهمتهم وأنهم سيغادرون منطقة الصراع في غضون أيام.
وأضاف "لم تستول "فاغنر" الأحد على أي أراض. لقد استولينا على كل الأراضي التي وعدنا بالاستيلاء عليها حتى آخر شبر... نعكف حالياً على تسليم مواقعنا إلى وزارة الدفاع (الروسية) وفي 25 مايو (أيار) سنغادر منطقة الصراع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال محللون عسكريون إن باخموت ليس لها أي قيمة استراتيجية تُذكر لكن موسكو قالت إن الاستيلاء عليها سيكون نقطة انطلاق نحو التوغل في منطقة دونباس التي تقول إنها ضمتها من أوكرانيا.
زيلينسكي يشبه باخموت بهيروشيما
حققت القوات الأوكرانية في الأسبوع الماضي أسرع مكاسبها منذ ستة أشهر في ضواحي باخموت الشمالية والجنوبية، وأقرت روسيا بتعرض قواتها لبعض الهزائم.
وتقول كييف إن هدفها في باخموت يتمثل في جذب القوات الروسية من أماكن أخرى على الجبهة إلى المدينة لإلحاق خسائر كبيرة بها هناك وإضعاف خط دفاع موسكو في المناطق الأخرى قبل شن هجوم مضاد كبير مخطط له.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن روسيا تكبدت أكثر من 100 ألف ضحية في باخموت، فيما شبّه زيلينسكي الدمار في باخموت بالهجوم النووي الذي شنته الولايات المتحدة على هيروشيما اليابانية في الحرب العالمية الثانية.
وقال للصحافيين في أثناء حضوره قمة مجموعة السبع في هيروشيما الأحد "سأقولها بصراحة: صور الدمار في هيروشيما تذكرني بباخموت والتجمعات السكنية الأخرى المماثلة. لم يبق شيء على قيد الحياة، انهارت كل المباني".
وأضاف "روسيا الاتحادية لم تسيطر على باخموت حتى اليوم".
وقال زيلينسكي في خطابه الليلي المصور الأحد على متن طائرة "العالم على معرفة بموقفنا. الضمانات الأمنية والدفاعية واستعادة كل أراضينا وكل شعبنا والعدالة وتنفيذ خطتنا للسلام".
ومن شأن السيطرة على باخموت أن يمثل أول انتصار كبير لموسكو في الصراع الممتد منذ أكثر من عشرة أشهر للاستيلاء على المدينة.
وأظهرت معركة باخموت الشقاق العميق بين مجموعة "فاغنر" التي تجند الآلاف من المدانين في السجون الروسية وبين الجيش الروسي. ودأب بريغوجين على مدى أسبوعين على نشر رسائل يومية مصورة وصوتية للتنديد بقيادة الجيش الروسي.
وقال زعماء أغنى ديمقراطيات العالم في قمة مجموعة السبع إنهم لن يتراجعوا عن دعم أوكرانيا.
وقال زيلينسكي، الذي عقد اجتماعاً خاصاً مع بايدن في القمة، إنه على يقين من حصول كييف على طائرات مقاتلة "أف-16" من الغرب بعد ضغط على مدى شهور من أجل الحصول عليها.
وقال بايدن إن طائرات "أف-16" لم تكن لتساعد القوات الأوكرانية في ما يتعلق بباخموت لكنها "يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً من حيث القدرة على التعامل مع ما هو آت".