Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

"لعبة جدي نخليها لولدي" نسخة جزائرية من سوق عكاظ

تقام بمدينة تلمسان على غرار فعالية الطائف

ساحة سوق عكاظ الجزائري (التواصل الاجتماعي)

ملخص

نظمت الجزائر "سوق عكاظ" بمدينة تلمسان لتكون صورة مصغرة للفعالية الثقافية التي تقيمها السعودية في مدينة الطائف، وشملت الفعاليات عديداً من العروض والأنشطة المتنوعة

يبدو أن "سوق عكاظ" لم تعد سعودية بعد انتقالها إلى الجزائر وإن كانت المظاهرة تختلف في البلدين بالنظر إلى دولية الأول ومحلية الثاني، إذ يعد تنظيمها بمدينة تلمسان (غرب الجزائر) صورة مصغرة لـ"عكاظ" الكبيرة بمدينة الطائف السعودية، وهو ما جلب اهتمام النخب الثقافية، وكذلك الشارع الذي سيطر عليه الفضول لمعرفة ما تجود به هذه الفاعلية من أنشطة.

لعبة جدي

تحمل النسخة الثانية من "سوق عكاظ" شعار "لعبة جدي نخليها لولدي"، التي تعد أكثر ثراء وتنوعاً، إذ حاول القائمون على المظاهرة إبراز موارد تراثية ثقافية متنوعة ذات امتدادات متعددة من العمق العربي والأفريقي والأمازيغي، في محاكاة فنية لـ"عكاظية العرب" لكن بذوق جزائري.

 

 

وبدا واضحاً أن الجهة المنظمة للمظاهرة اتخذت من "سوق عكاظ" الأصلية قاعدة من أجل تنظيم النسخة الجزائرية، إذ اعتمدت على "قلعة المشور" الأثرية في إقامتها، بعد أن خصصت أجنحة للتحف والألبسة التقليدية والأواني الفخارية وغيرها من القطع الأثرية امتزجت فيها الثقافات المتعددة، لتنطلق عروض مختلف أنواع الشعر في فضاء مفتوح، مع إلقاء قصائد لم تقتصر فقط على الفصيح أو الشعبي الملحون، بل امتدت لتشمل أذواقاً شعرية أخرى مثل الشعر الحساني والترفي والأمازيغي.

عروض شعبية

"سوق عكاظ" بطابعها الجزائري الذي دام يومين جلب إليها أنظار المواطنين ممن توافدوا لمشاهدة العروض داخل قلعة "المشور"، لا سيما أن الجهات المنظمة لم تغفل إقامة بعض الألعاب الشعبية، مثل لعبة المبارزة بالعصا التي تلقى انتشاراً واسعاً خصوصاً بجنوب الجزائر، كما تم تنظيم ملتقى دولي موسوم بالألعاب التراثية بين ضرورتي الصون والتثمين، بمشاركة 12 دولة أجنبية و23 جامعة جزائرية، إذ حاول المشاركون تسليط الضوء على الألعاب الشعبية، ومدى مساهمتها في تشكيل شخصية الفرد، وكيفية الحفاظ عليها وحمايتها من الاندثار، لتغلق القلعة أبواب "سوق عكاظ" لهذه السنة.

اقرأ المزيد

ونظمت الجزائر النسخة الأولى من "سوق عكاظ" في مايو (أيار) 2022 تحت شعار "فتول ذهبية وكلام أصايل"، حيث عرفت مشاركة عديد من الممثلين والفنانين والفرق المسرحية، مع إقامة أمسيات شعرية أحياها شعراء معروفون من مختلف المحافظات الجزائرية، إضافة إلى تنظيم لقاءات حول الشعر الشعبي وعلاقته بالأغنية الشعبية.

موروث ثقافي

وفي السياق، يقول الشاعر عبدالله سعيدي، في حديث لـ"اندبندنت عربية"، إن التظاهرة تهدف إلى تثمين الحرف التقليدية، من اللباس إلى الشعر، لأن الموروث الثقافي غير المادي يمثل جزءاً لا يستهان به من الثقافة الشعبية، الذي يعتبر منذ القدم خزان المعارف الثقافية الاجتماعية للأمة، مضيفاً أن مثل هذه المبادرات تعتبر فضاء للتعبير الشفوي عن الشعر الملحون، والحفاظ على تاريخ ومعاني هذا الفن والأدب الشعبي.

 

 

و"سوق عكاظ" إحدى أسواق شبه الجزيرة العربية الثلاثة الكبرى في الجاهلية، إضافة إلى "سوق مجنة" و"سوق ذي المجاز"، وتعود بدايتها إلى عام 501 للميلاد، حيث كان العرب يأتونها لمدة 20 يوماً يبيعون فيها البضائع ويلقون القصائد، ثم تسير إلى "سوق مجنة" فتقضي فيها 10 أيام، ثم إلى "سوق ذي المجاز" فتقضي فيها ثمانية أيام، ثم تسير إلى حجها.

إحياء ممتد

وبعد توقف دام 1300 عام، أعادت السعودية إحياء السوق التاريخية، لتكون معلماً سياحياً وثقافياً من معالمها، إضافة إلى كونها ملتقى تاريخياً يجمع الفنانين والأدباء والشعراء وكل المهتمين بتاريخ العرب القديم، إذ تقدم السوق قيمة معرفية من خلال الندوات الثقافية والأمسيات الشعرية والأدبية، إضافة إلى تنظيم عدد من المسابقات والفعاليات الأدبية على مستوى العالم العربي تشمل الشعر الفصيح والعامي، والقصة القصيرة والرسم والأعمال الحرفية، والرسم والتصوير الفوتوغرافي، كما أعادت السوق إحياء ديوان العرب من عيون الشعر ومعلقاته، وذلك بمحاكاة لشعراء المعلقات المخضرمين، وسميت "عكاظ" لاجتماع العرب فيه كل سنة، فيعكظ بعضهم بعضاً بالمفاخرة والتناشد.

المزيد من العالم العربي