Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تيرنس هارديمان أرعب جيلا كاملا بدور مدير المدرسة الشيطاني

توفي نجم قناة "سي بي بي سي" بعمر السادسة والثمانين بعدما ظل يلاحقني في المنام لعشرات السنوات

هارديمان بث الرعب في قلوب المشاهدين صغار السن في أواخر تسعينيات القرن الماضي بمجرد خلعه لنظارته (بي بي سي)

ملخص

قلة من نجوم التلفزيون قادرون على توحيد جيل بأكمله لكن هذا هو بالضبط ما فعله تيرنس هارديمان عندما لعب دور شخصية مدير المدرسة الشيطاني في برنامج تلفزيوني للأطفال

قلة من نجوم التلفزيون قادرون على توحيد جيل بأكمله. لكن هذا هو بالضبط ما فعله تيرنس هارديمان، المشهور بعصر الرعب الذي فرضه عندما لعب دور شخصية مدير المدرسة الشيطاني في برنامج الأطفال الذي حمل الاسم نفسه على قناة "سي بي بي سي" CBBC. كنا أمة واحدة موحدة، نختبئ وراء وسائد الأريكة.

توفي هارديمان عن 86 سنة. ومع أنه ظل يلاحقني في كوابيسي طيلة عشرات السنين، من الغريب بأنني مفجوع لخسارة أحد أعظم من أدى شخصيات البعبع على الإطلاق. كثيرون من جيلي سيشاطرونني الشعور- لأن هارديمان بث الرعب في قلوب المشاهدين صغار السن في أواخر تسعينيات القرن الماضي، بمجرد خلعه لنظارته.

وكان يقول "غريب أنك تشعر بالتعب إلى هذه الدرجة في هذا الوقت من الصباح الباكر"، فيما تظهر في عينيه دوائر خضراء متموجة بفعل التأثيرات الخاصة "أنت تشعر بثقل في جفنيك... أنت... الآن... نائم". وبعد هذه الكلمات، يسحر ضحاياه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حاولت ألا أكون واحداً من الجموع سيئة الحظ. كلما خلع نظارته، وحاولت التلميذة الجريئة وعدوته اللدودة دينا غلاس أن تشيح بنظرها عنه (من دون أن تنجح يوماً في ذلك...)، كنت أنا أيضاً أُبعد عيناي عن الشاشة. واعتدت أن أحدق بالأرض وأركز على حذائي.

كان يقول "أنظر إلى عيني" فأرد عليه وأصيح "كلا!". تلك كانت قوة التلفزيون خلال الطفولة. فقد ثبتنا في مكاننا.

كان بإمكاني ببساطة ألا أشاهد البرنامج. لكن خلال تلك الفترة من عهد التلفزيون، لم نملك خيارات كثيرة فعلياً. لم تُعرض برامج الأطفال سوى على قناتين هما: "سي بي بي سي" أو "سي آي تي في" CITV. وخُصصت ساعات قليلة كل يوم لهذه البرامج (فليُسجل لي التاريخ بأنني ما زلت أحفظ جدول العرض عن ظهر قلب، وصولاً إلى وقت عرض برنامج "سيمسونز" The Simpsons عند الساعة السادسة مساء).

أن تخاف من شخصية شريرة قد يكون مفهوماً، لكن أن تكون في ملعب المدرسة وغير مطلع على آخر التطورات لأنك لم تتابع آخر المجريات في الحلقات، فهذا أسوأ. حتى لو ارتعدت خوفاً، كنت تتحمل لكي تواكب الجميع.

وظهر سحر تمثيل هارديمان في طريقة استمتاعه بجعل أسوأ كوابيسكم يبدو حقيقياً- كما الرعب الحي الذي يمتد إليكم من خلال شاشة التلفاز إلى داخل غرفة الجلوس.

أساساً، شكل مدراء المدارس مصدر اضطراب وخوف للتلامذة في تلك السن. أولئك الكامنين طوال النهار داخل مكاتب تثير القلق في الدور العليا من المدرسة. لا ترونهم سوى عندما ترتكبون فعلاً إشكالياً أو تطردون من الفصل. تقمص هارديمان الدور.

كان يمثل قمة كل ما تخشونه. ونبرة صوته الرتيبة عندما يوجه الحديث إلى التلامذة تجعل الدم يجمد في عروقي "في الرغي واللغو استنزاف غير فعال للطاقة".

كما أنه لا يمكنكم أن تستميلوه من خلال تحصيل العلامات الجيدة؛ فهو يتلذذ بوضع أسئلة صعبة في الامتحانات، ويستمتع برؤية الأطفال يرسبون. من منا لم يعتقد بأن المدرسين يضمرون لنا الشر؟ في برنامج مدير المدرسة الشيطاني، وصل هذا الشر إلى أعلى الهرم.

في رسائل النعي التي كُتبت بعد وفاته، شدد الأشخاص الذين عملوا معه على التعارض التام بين دماثة خلقه وطيبة نفسه من جهة والدور الذي أداه من جهة أخرى. ارتدى الرجل أقنعة كثيرة.

في مقابلة له مع موقع "ديجيتال سباي" Digital Spy عاد بالذاكرة إلى المرة الأولى التي طُرح فيها الدور أمامه وقال "فكرت ’يا لها من شخصية مريعة. هذا رائع. إنه شرير حقيقي. لم لا؟‘".

يا له من إرث. شخص يستعصي عليك أن تشيح بنظرك عنه، وألا تفكر به، وهو ما يبدو أصدق تأبين له على الإطلاق. ففي النهاية، وبعد كل هذه السنوات، هذا ما كان ليريده.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات