ملخص
أعلنت السعودية أنها سترأس بالاشتراك مع عدد من الدول والهيئات الدولية مؤتمراً لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان
قصفت طائرات حربية اليوم الأربعاء مدينة الأبيض جنوب السودان، وفق شهود، مع انتهاء الشهر الثاني من النزاع بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، غداة تحذير الأمم المتحدة من حصول جرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور.
مناطق منكوبة
وحولت الحرب التي تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة والطائرات الحربية والمسيرات كثيراً من أجزاء البلاد إلى مناطق منكوبة.
وذكر شهود في مدينة الأبيض أن طائرات تابعة للجيش نفذت "غارات جوية للمرة الأولى في محيط الأبيض"، عاصمة ولاية كردفان الواقعة على بعد 350 كيلومتراً جنوب الخرطوم، والتي تطوقها قوات الدعم السريع منذ بدء الحرب.
وفي الخرطوم قال مسؤول عسكري، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن قوات الدعم السريع استخدمت في هجومها على سلاح المدرعات "طائرات من دون طيار مما يثير شكوكاً حول من أين حصلوا عليها".
وفي المقابل أكد مصدر من "الدعم السريع" حصولهم عليها من مراكز الجيش التي سيطروا عليها، ورأى خبير عسكري أن هذا التطور "سيكون له أثر في سير الحرب"، متوقعاً أن تكون قوات الدعم السريع "حصلت عليها من مصنع اليرموك للصناعات العسكرية" في جنوب الخرطوم.
جرائم ضد الإنسانية
وحذر رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس من أن أعمال العنف التي يشهدها إقليم دارفور قد ترقى الى "جرائم ضد الإنسانية"، وقال بيرتس إنه "مع استمرار تدهور الوضع في دارفور يساورني القلق بشكل خاص إزاء الوضع في الجنينة غرب دارفور، في أعقاب موجات العنف المختلفة منذ أواخر أبريل والتي اتخذت أبعاداً عرقية". وتحدث بيرتس عن "نمط ناشئ من الهجمات واسعة النطاق التي تستهدف المدنيين على أساس هوياتهم العرقية والتي يزعم أنها ارتكبت من ميليشيات عربية وبعض الرجال المسلحين الذين يرتدون زي قوات الدعم السريع، وهذه التقارير مقلقة للغاية وإذا تم التحقق منها فقد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية".
وأعلنت السعودية أمس الثلاثاء أنها سترأس بالاشتراك مع عدد من الدول والهيئات الدولية مؤتمراً لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان.
اتساع رقعة الصراع
وفي هذا الوقت زلزلت المواجهات القتالية مدناً عدة غرب السودان في تمدد لنطاق الصراع، ووصفت قوات الدعم السريع في بيان الأعمال القتالية في الجنينة بأنها صراع قبلي، واتهمت النظام السوادني السابق بتأجيج نار الصراع، وقالت إنها تبذل جهوداً لإدخال المساعدات إلى المدينة.
وقالت هيئة محامي دارفور، وهي جماعة محلية تراقب العنف، اليوم الأربعاء، إن قصفاً مدفعياً أصاب منازل مدنيين في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور وإحدى أكبر مدن السودان، مضيفة أن عناصر قوات الدعم السريع اشتكت من عدم تلقي رواتبها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت الهيئة أن مدينة زالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور، تحت الحصار، ويسود الهدوء نسبياً مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، لكن مدينة كتم التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع تشهد موجة نزوح.
معارك طاحنة
وتدور منذ الـ 15 من أبريل (نيسان) الماضي معارك طاحنة تتركز في الخرطوم وإقليم دارفور الذي عانى بدوره على مدى عقدين نزاعات دامية في عهد الرئيس السابق عمر البشير، وأسفر القتال عن مقتل 1800 شخص، إلا أن الأعداد الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.
ووفق أرقام الأمم المتحدة تسبب النزاع بنزوح نحو مليوني شخص بينهم أكثر من 900 ألف فرّوا من العاصمة بسبب العنف وأكثر من 475 ألف لجأوا إلى البلدان المجاورة.
وأبرم الجانبان أكثر من اتفاق لوقف النار لم يصمد أي منها، لكن الطرفين التزما بشكل كبير بهدنة مدتها 24 ساعة بوساطة أميركية - سعودية انتهت صباح الأحد الماضي، أفاق سكان الخرطوم بعدها على تجدد المعارك.