Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تجدد الاشتباكات في مناطق الخرطوم الثلاث بعد انتهاء الهدنة

اتهام "الدعم السريع" بقصف مقر المخابرات وواشنطن تقدم مساعدات بقيمة 172 مليون دولار للسودان والدول المجاورة

يعتمد 25 مليون شخص في السودان على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة (أ ف ب)

ملخص

أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو أنه بدأ بتكوين لجنة تحقيق داخلية في شأن مقتل والي غرب دارفور خميس عبد الله أبكر

اندلعت اشتباكات في مناطق عدة بالعاصمة السودانية الخرطوم اليوم الأربعاء، وفق شهود، بين طرفي الصراع بعد انتهاء هدنة مدتها 72 ساعة، وردت عدة تقارير عن انتهاكها.
وقبل وقت قصير من انتهاء الهدنة في السادسة صباح اليوم (04:00 بتوقيت غرينتش)، وردت تقارير عن اندلاع قتال في المدن الثلاث بمنطقة العاصمة الأوسع على ضفتي نهر النيل، الخرطوم، وبحري، وأم درمان.
وقال شهود إنهم سمعوا أصوات طائرات الجيش في وقت مبكر من اليوم الأربعاء في أجواء أم درمان، وكذلك دوي النيران المضادة للطائرات التي تطلقها قوات الدعم السريع ونيران مدفعية من قاعدة في شمال أم درمان وأصوات اشتباكات على الأرض في جنوب الخرطوم.

انتهاكات واتهامات

وكان وقف إطلاق النار هو الأحدث في عدة اتفاقات هدنة عقدت من خلال محادثات بوساطة السعودية والولايات المتحدة في جدة.
وبمثل ما حدث خلال أوقات وقف إطلاق نار سابقة، وردت تقارير عن انتهاكات من الجانبين، ذكرت مصادر عسكرية سودانية، أمس الثلاثاء، أن قوات الدعم السريع قصفت المقر الرئيس لجهاز المخابرات العام في الخرطوم.

ونشر الجيش السوداني، الثلاثاء، صوراً لما يبدو أنه حريق كبير بمقر المخابرات في الخرطوم. 

ويقع مقر المخابرات في نفس المجمع الذي يضم وزارة الدفاع والقيادة العامة للقوات المسلحة ومقر إقامة رئاسياً، وفقاً لوكالة "رويترز".

وفي وقت سابق، تحدث شهود عيان عن اشتباكات عنيفة دارت، صباح الثلاثاء، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالقرب من المنطقة الصناعية في مدينة الخرطوم بحري، بينما سُمع دوي إطلاق نار متقطع في جنوب الخرطوم.

وبعد قرابة 10 هدن تم انتهاكها كلها، تنتهي الهدنة الحالية، اليوم الأربعاء، في الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي (04:00 بتوقيت غرينيتش).

كان القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد بدأ في 15 أبريل (نيسان) الماضي بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" وسط توتر في شأن خطة انتقالية مدعومة دولياً تفضي إلى انتخابات في ظل حكومة مدنية.

وأدى الصراع إلى مقتل أكثر من ثلاثة آلاف وإصابة ستة آلاف، بحسب وزير الصحة السوداني، غير أن عمال الإغاثة وشهود يقولون، إن هناك جثثاً كثيرة لم تحص.

ووفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح "أكليد" تسبب النزاع في مقتل أكثر من 2000 شخص، إلا أن الأعداد الفعلية قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.

تحقيق في مقتل والي غرب دارفور

من جانبه، أعلن قائد قوات الدعم السريع أنه بدأ في تكوين لجنة تحقيق داخلية في شأن مقتل والي غرب دارفور، خميس عبدالله أبكر. واتهم الجيش السوداني، قوات الدعم السريع بخطف وقتل أبكر. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ودعت الأمم المتحدة، الخميس الماضي، إلى محاسبة قتلة والي غرب دارفور، وقالت إن قوات الدعم السريع التي كانت تحتجزه مسؤولة عن سلامته.

وخرج حميدتي، أمس الثلاثاء، في تسجيل صوتي يعبر فيه عن أسفه للأحداث الدامية التي دارت في مدينة الجنينة، و"نترحم على أرواح جميع المواطنين الأبرياء التي راحت جراء الصراع القبلي". 

وقال في تغريدة على "تويتر": "ندين بشدة اغتيال أبكر وقمنا خلال اليومين الماضيين باتصالات مكثفة لتهدئة الأوضاع ومعرفة الملابسات". وأضاف: "تحصلنا على معلومات حقيقية في شأن حادثة اغتيال أبكر، وشرعنا في تكوين لجنة تحقيق داخلية للذهاب إلى الجنينة لتقصي الحادثة". 

وعبر حميدتي عن أسفه لجموع الشعب السوداني عن "الأذى البدني والنفسي والاقتصادي الذي سببته الحرب"، مضيفاً أنه "لم نخطط للحرب ولم نسع لها بل خضناها إجباراً دفاعاً عن أنفسنا".

مساعدات أميركية

أعلنت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، تقديم مساعدات إنسانية إضافية تقدر بنحو 172 مليون دولار إلى السودان والدول المجاورة له التي تواجه تأثير الأزمة الإنسانية المستمرة هناك.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان "بهذا التمويل، تكون الولايات المتحدة قد قدمت أكثر من 550 مليون دولار من المساعدات الإنسانية خلال السنة المالية الحالية إلى السودان والدول المجاورة له، ومنها تشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، للتعامل مع احتياجات اللاجئين والنازحين داخلياً ومن تضرروا من الصراع في المنطقة".

وكان المجتمع الدولي تعهد خلال اجتماع عقد في جنيف، الإثنين، تقديم 1.5 مليار دولار من المساعدات، وهو نصف ما تحتاج إليه المنظمات الإنسانية وفقاً لتقديراتها الميدانية.

ويعتمد 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة في بلد يغرق في الدمار والعنف بسرعة "غير مسبوقة"، وفق تعبير الأمم المتحدة.

المزيد من متابعات