Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"طوف البصات السفرية" لحماية نازحي السودان أثناء تنقلهم

أهالي الأقاليم يشكلون لجاناً شعبية لبسط الأمن والأمان في الأحياء السكنية والطرق السريعة

تسبب النزوح الداخلي في مشكلات أمنية واقتصادية ومعيشية للسودانين (أ ف ب)

ملخص

سكان أقاليم السودان يشكلون لجاناً شعبية من المدنيين لمحاولة وقف زحف جرائم السرقة بالإكراه وقطع الطرق.

دخلت حرب الخرطوم منعطفات جديدة وامتدت تأثيراتها إلى بعض أقاليم السودان، في موازاة تداعيات خطرة منها تمدد ظاهرة السلب والنهب، خصوصاً في مدينتي النهود والأبيض غرب البلاد، وشكلت مهدداً وهاجساً حقيقياً للأهالي، تحد من حركتهم ونشاطهم التجاري والاجتماعي، وتحولت من النشل إلى التوقيف بالإكراه تحت تهديد السلاح.

وأدى تمدد المعارك لولايات جنوب وشمال كردفان إلى موجة نزوح عكسي للمواطنين الذين هربوا من جحيم الاشتباكات في العاصمة الخرطوم ليواجهوه في المدن التي كانوا يظنون أنها آمنة ومستقرة.

خطوة مهمة

في غضون ذلك نشطت الإدارة الأهلية بمدينة النهود من خلال في تنظيم دوريات الأمن الذاتي بمسمى "طوف البصات السفرية"، وهي لجان شعبية من المدنيين الذين يحاولون وقف زحف جرائم السرقة على طريق النهود الخوي في ظل غياب الأجهزة الأمنية بسبب الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" منذ الـ15 من أبريل (نيسان) الماضي.

اعتبر المواطن حمودة آدم أن "تشكيل طوف البصات السفرية لحماية حركة التنقلات للأشخاص والسيارات من اللصوص وقطاع الطرق خطوة في الاتجاه الصحيح، إذ أسهمت في إيقاف عمليات النهب بشكل نهائي وإعادة الأمن في المنطقة"، موضحاً أنها "تبدأ من مدينة النهود وحتى الخوي، وهي المنطقة التي كانت تشهد حوادث سرقات في وضح النهار".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفت آدم إلى أن "الإدارة الأهلية للطوف تفرض رسوماً رمزية على أصحاب المركبات في مقابل تأمين الطريق، وهي في تقديري خدمة شبه مجانية ولا تساوي شيئاً مقارنة بحجم الأخطار التي تواجه المسافرين بصورة يومية".

وشدد المواطن القادم من مدينة النهود على أهمية دعم مثل هذه المبادرات، لا سيما في ظروف الحرب الحالية لأنها تقوم بدور كبير في بسط الأمن وتسهيل حركة التنقل بين الأقاليم المختلفة.

في حين قال المواطن تاج الدين هنو إن "تداعيات حرب الخرطوم تمددت إلى بعض الولايات، خصوصاً عمليات النهب والسلب في طرق رئيسة وبشكل شبه يومي في الفترة التي أعقبت اندلاع المعارك الحربية"، منوهاً بأهمية تأمين الطرق لضمان سلامة المواطنين في التنقل بين المدن.

ولفت المواطن المقبل من مدينة غبيش بولاية غرب كردفان إلى أن "حوادث السرقة بالإكراه تكررت في شوارع تلك المناطق، إذ تعرضت أسرته المقبلة من الخرطوم لنهب كل أغراضها في الأسبوع الثاني من بداية الحرب، لكن بعد تشكيل الإدارة الأهلية لدوريات الأمن الذاتي و(طوف البصات السفرية) توقفت الحوادث بصورة نهائية وأصبح طريق النهود - الخوي مؤمن تماماً".

نزوح قسري

لم يتوقع كثيرون في أسوأ كوابيسهم أن تتحول المدن التي قصدوها طلباً للأمان إلى نسخة مشابهة لما تركوه خلفهم من قصف ودمار ورصاص في العاصمة الخرطوم، وخلفت الاشتباكات المسلحة في مدن الدلنج وكادقلي والأبيض موجة نزوح جديدة بعد فترة استقرار دامت نحو شهرين فقط.

أحد المواطنين بمدينة الدلنج، ويدعى فتح الرحمن خالد قال إن "ظروف الحرب أجبرته على النزوح مرتين خلال ثلاثة أشهر، إذ غادر الخرطوم إلى الدلنج بعد مرور 20 يوماً من اندلاع المعارك، واضطر إلى الفرار مجدداً عقب هجوم قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو على المدينة، واتجه إلى منطقة أم روابة في ولاية شمال كردفان رفقة أسرته الصغيرة".

وأشار خالد إلى أن "كل يوم يمر على أسرته يضاعف من معاناتها لسوء الأوضاع المعيشية، فكل ما نملكه قمنا بصرفه ولا يوجد أحد في ظل هذه الظروف يمكنه تقديم العون، لأننا نعيش ضغوطاً متواصلة وأغلب الأيام نتناول وجبة واحدة"، مبيناً أن "المدنيين سئموا الحرب وبالهم أصبح مشغولاً بكيفية توقف المعارك والوصول إلى حل ينهي الصراع المسلح بين الجيش وقوات ’الدعم السريع‘، ولا ندري كيف سيكون حالنا إذا لم يحدث اتفاق بين الطرفين لوقف دائم لإطلاق النار".

وتابع فتح الرحمن "هناك عدد كبير من نازحي الخرطوم استقر بهم المقام في مدينة الدلنج الهادئة، لكن هجوم الحركة الشعبية على المنطقة دفعهم إلى المغادرة في ظروف صعبة للغاية على رغم فرض الجيش السوداني سيطرته على المنطقة وانسحاب قوات عبدالعزيز الحلو لأن كثيرين يخشون تكرار الهجوم وتجدد المعارك".

طرق آمنة

إلى ذلك تنعدم حوادث النهب والسلب في الطريق الرابط بين مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان وصولاً إلى إقليم النيل الأبيض، كما لا توجد نقاط تفتيش لقوات "الدعم السريع" من منطقة السميح مروراً بكوستي وربك وسنار وحتى مدينة ود مدني.

وفي السياق قال عبدالمهيمن زكي أحد النازحين من العاصمة، "جئت إلى أم روابة نهاية أبريل (نيسان) الماضي مع أسرتي هارباً من الحرب، واخترت هذه المدينة لتوفر كل مقومات الحياة والراحة بها، فضلاً عن قربها من مدينة كوستي التي نقلت نشاطي التجاري لها، وبالفعل لم أعان كثيراً في كل ما أحتاجه وأسرتي من خدمات وغيرها".

وأضاف زكي أنه "يعمل في ولاية النيل الأبيض وبنهاية الأسبوع يزور أسرته في مدينة أم روابة من دون أي متاعب في الطريق سواء من ناحية الأمان أو عدم التعرض إلى المسافرين في ظل غياب نقاط التفتيش المزعجة".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي