Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

احتجاجات جديدة في عموم إيران وقودها العطش

المئات يحتشدون بالشوارع ضد أزمة الجفاف ويطلقون شعارات مناهضة للسلطة والأمن يتصدى بـ"الغاز"

تعاني إيران أزمة شح المياه وتشهد بعض المدن احتجاجات ضد ما يصفه المحتجون بسوء إدارة توزيع المياه  (وكالة تسنيم للأنباء)

ملخص

المتظاهرون يطالبون السلطات بتعويضات سريعة عن الأضرار التي لحقت بقطاعي الزراعة والثروة الحيوانية وإعفائهم من الضرائب الحكومية.

تسببت أزمة الجفاف وعدم كفاءة النظام في إدارة الموارد المائية التي غطت مناطق واسعة من الجغرافيا الإيرانية باحتجاجات شعبية في المحافظات الشرقية والغربية في البلاد.

ونظم مئات من سكان مدينة زابل مسيرة احتجاجية، الإثنين، منددين بعدم توفير حصة محافظة سيستان من المياه من نهر هلمند (هيرمند). كما نزل سكان مدينة ديواندره في محافظة كردستان إلى الشوارع ورددوا هتافات مناوئة للحكومة الإيرانية بعد ثلاثة أيام من انقطاع مياه الشرب عن المدينة.

عطش ودمار

أظهرت مقاطع الفيديو والصور التي نشرت من الاحتجاجات الشعبية في مدينة ديواندره مساء الإثنين أن القوات الأمنية الحكومية تعاملت مع احتجاجات المواطنين بالغاز المسيل للدموع، لكن على رغم العنف الذي مارسته القوات الحكومية فإن المواطنين تجمعوا أمام مبنى القائمقامية مطالبين السلطات بإيجاد حلول لأزمة المياه في المدينة.

وبحسب تقارير منظمات حقوق الإنسان، فإن مياه الشرب انقطعت في مدينة ديواندره منذ الأحد الماضي.

وفي محافظة سيستان، نظم سكان مدينة زابل من جديد مسيرة احتجاجية الأسبوع الماضي، اعتراضاً على عدم كفاءة المسؤولين في إدارة أزمة المياه وعدم قدرتهم على توفير المياه من نهر هلمند، ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها شعارات مناوئة للحكومة. وفي تقرير لوكالة الطلبة، ذكر أن المحتجين طالبوا بحضور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لعقد اجتماع لمعالجة أزمة المياه في محافظة سيستان.

 

 

وأظهر مقطع فيديو من الاحتجاجات الشعبية في مدينة زابل نشر في وسائل الإعلام، مواطناً يتحدث عن سوء إدارة الموارد المائية في البلاد مما أثر سلباً في معيشة المواطنين وأرزاقهم. كما طالب المتظاهرون السلطات بتعويضات سريعة عن الأضرار التي لحقت بقطاعي الزراعة والثروة الحيوانية وإعفائهم من الضرائب الحكومية.

ويزعم المسؤولون الحكوميون باستمرار أنهم سيعالجون موضوع حصة سيستان من المياه من نهر هلمند في مفاوضاتهم مع حركة "طالبان". مع هذا، وعلى رغم مرور عامين على حكومة إبراهيم رئيسي لا يزال الوضع على حاله، بل يزداد غموضاً.

وعانى سكان مدن زابل ونيمروز وزهك وهامون وهيرمند في محافظة سيستان وبلوشستان خسائر مالية وبشرية كبيرة خلال الأسابيع الماضية وزاد الوضع سوءاً استمرار هبوب رياح موسمية التي عادة ما تستمر نحو 120 يوماً.

أما الآن، فتشير التقارير إلى احتمالية حدوث فيضانات خطرة نتيجة للأمطار الموسمية الغزيرة التي هطلت خلال الأيام الماضية على أجزاء كثيرة من سيستان وبلوشستان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي تقرير لوكالة "حالوش" التي تغطي أخبار بلوشستان، ذكر أنه عقب هطول الأمطار خلال الأيام الماضية في منطقة بيركور الحدودية، عدا عن الخسائر المالية الكبيرة، غرق ما لا يقل عن 10 أشخاص من تجار الوقود في نهر نهغن.

كما تؤدي فيضانات الأنهار في سيستان وبلوشستان إلى زيادة خطر هجوم التماسيح، لهذا نصحت منظمة حماية البيئة سكان المنطقة بعدم الذهاب إلى الأماكن التي تتراكم فيها المياه.

هجرات مناخية

ولأزمة الجفاف وسوء إدارة الموارد المائية عواقب عدة، أهمها زيادة الهجرة المناخية، إذ انتقل عدد من العائلات الإيرانية خلال الأعوام الأخيرة من المناطق الحدودية في الشرق والغرب إلى المناطق الوسطى والشمال.

وتجمع عدد من سكان قرية سادات محمودي الواقعة في مدينة ياسوج أمس أمام مبنى المحكمة في مدينة كهكيلوية وبوير أحمد، احتجاجاً على إنشاء سد "خراسان-3".

وفي تقرير لوكالة "إيلنا" قال أحد المواطنين إنه "سيتم تهجير أكثر من 10000 قروي. وستدمر موارد طبيعية وبشرية عدة، وسيعاني كثير من سكان هذه القرية الفقر والبؤس".

وذكر النائب عن محافظة كهكيلوية وبوير أحمد مهدي روشنفكر أن 17 قرية سكانها أكثر من 10 آلاف نسمة ستتعرض للغرق، ونتيجة لهذا سيضطر هؤلاء السكان إلى الانتقال لمدينة ياسوج، مما يزيد من ظاهرة العشوائيات في المدينة.

وأدى سوء إدارة الموارد المائية إلى وقوع احتجاجات شعبية واسعة في عدد من المناطق في إيران، وتخشى الحكومة من أن تصبح أزمة الجفاف وشح المياه في البلاد تحدياً أمنياً، ومن الأمثلة على ذلك أن طهران كانت تعاملت مع التحركات التي اندلعت في الأحواز وأصفهان عام 2020 نتيجة لشح المياه بالعنف والقمع وإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع والاعتقال والتعذيب وغيرها من الأساليب الأخرى. 

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط