Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مدارس السودان إما ثكنات عسكرية أو ملاجئ للنازحين

عدد الأطفال غير الملتحقين بالمؤسسات التعليمية ارتفع حالياً إلى تسعة ملايين وأغلق أكثر من 10 آلاف مركز منذ بدء القتال

تضرر كثير من مباني مدارس السودان بالقصف والحرق والنهب وتحول بعضها لثكنات للجنود (أ ف ب)

ملخص

مع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد في السودان، آلاف الطلاب يشكون من مصير مجهول وامتحانات الشهادة الثانوية لم تحدد بعد

تأثرت العملية التعليمية في السودان بمجريات الأحداث وتقلب الأوضاع في البلاد، إذ شهدت السنوات العشر الأخيرة انقطاعاً متواصلاً في الدراسة، مما أدى إلى تعطل آلاف الطلاب وعدم قدرتهم على تخطي المراحل الدراسية بسهولة مثل ما يحدث في معظم دول العالم.

منذ اندلاع الحرب توقفت المدارس والجامعات عن الدراسة، ومع اقتراب العام الدراسي الجديد، أصدر وزير التربية والتعليم المكلف في السودان، محمود سر الختم الحوري، قراراً بإلغاء امتحانات الشهادة الابتدائية.

وجاء في القرار "إلغاء امتحانات الشهادة الابتدائية في جميع الولايات التي تأثرت بظروف الحرب التي تمر بها الولايات، ونقل جميع تلاميذ الصف السادس للمرحلة المتوسطة مباشرة، مع إلغاء جميع امتحانات النقل النهائي بمراحل التعليم الثلاث، ابتدائي ومتوسط وثانوي في جميع الولايات المتأثرة بالحرب مع تنفيذ القرار منذ التاسع من أغسطس (آب) الجاري".

أضرار بليغة

في هذا الصدد، قال الأستاذ الخبير التربوي صابر أحمد سليمان إن "الحرب ألحقت ضرراً بليغاً بمؤسسات الدولة ووزاراتها وخدماتها كافة، وضعفت تماماً وزارة التعليم العام في أداء مهمتها التعليمية التربوية، وتضررت تبعاً لذلك قدرة الطلاب على الاحتفاظ بقدراتهم ومستوياتهم التي بلغوها سابقاً ليكملوا جهوزيتهم للجلوس للامتحانات والتنافس على مقاعد الجامعات على مختلف اختصاصاتها".

وعن تضرر المدارس جراء الحرب، قال سليمان "تضرر كثير من مباني المدارس مباشرة بالقصف والحرق والنهب، وتحول بعضها لثكنات للجنود وزادت الأوضاع سوءاً، وفشلت وزارة المالية في توفير مرتبات المعلمين لتغطية حاجتهم المعيشية ليواصلوا تقديم حصصهم للطلاب".

وعن تأثير هذه الأوضاع في سير العملية التعليمية، رأى سليمان أن "هذه الأوضاع ستؤثر سلباً في قدرة طلاب الشهادة في الجلوس للامتحان وتجاوزه بدرجة النجاح المطلوبة في ظل ضعف أركان الدولة بداية بالمدرسة والمدرس والبيئة المحيطة بالطالب التي تفتقد للأمن والأمان".

تضرر المدارس

تحولت المدارس لثكنات عسكرية وملاجئ للنازحين، وصنفت منظمة "أنقذوا الأطفال" السودان بأنه واحد من البلدان الأربعة الأولى على مستوى العالم الذي يواجه التعليم فيه خطراً كبيراً.

وتشير المنظمة في تقرير لها، إلى "أن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس ارتفع حالياً إلى تسعة ملايين من 6.9 مليون سابقاً، ونزح أكثر من مليون طفل في سن الدراسة، وأغلق أكثر من 10 آلاف مدرسة على الأقل منذ بدء القتال".

وفي بيان مشابه لمنظمة الأمم المتحدة جاء فيه أن، "89 مدرسة على الأقل في سبع ولايات تستخدم ملاجئ للنازحين، مما يثير المخاوف من عدم تمكن كثير من الأطفال من دخول المدارس في العام الدراسي الجديد، ليتركهم ذلك عرضة لعمالة الأطفال وسوء المعاملة".

أوضاع سيئة

يعاني المعلمون في السودان من أوضاع متردية، إذ شهدت فترة ما قبل الحرب وقفات احتجاجية وإضرابات مستمرة للمعلمين بهدف تحسين أوضاعهم، ومنذ اندلاع فتيل الأزمة في السودان توقفت مرتباتهم وظلوا أشهراً من دون الحصول على مرتبات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في هذا الصدد، تقول المعلمة النازحة إلى إحدى ولايات السودان نازك هشام، إن "المعلمين في السودان منذ سنوات طويلة يعانون من أوضاع متردية وصعبة، إذ يشهد القطاع انخفاضاً في المرتبات التي لا تكفي الفرد لمدة عشرة أيام من الشهر، مع عدم وجود خطط لتحسين القطاع، مما أدى إلى تدني التعليم نفسه بخاصة المدارس الحكومية التي هجرها المعلمون وأصبحوا يبحثون عن مدارس خاصة بهدف الحصول على رواتب أعلى".

وعن توقف الدراسة، تقول هشام إن "المستقبل مجهول وغير مطمئن ولا نتوقع سير العملية التعليمية كالسابق خصوصاً أن المدارس في ولايات البلاد المختلفة تحولت لدور إيواء للنازحين، مع عدم وجود عدد كاف من المعلمين لتغطية كل المدارس في حال استمرت الدراسة، إضافة لنزوح أعداد كبيرة من الطلاب لمناطق لا توجد فيها مدارس".

خطط بديلة

وترغب وزارة التربية والتعليم في العمل على سير الدراسة على رغم الظروف، وقدمت تسهيلات أبرزها إلغاء الامتحانات الانتقالية من مرحلة لأخرى، وفي هذا الصدد، أوضح مصدر في وزارة التربية والتعليم أن "الوزارة لم تقم بعمل خطط بديلة لأنها لم تتوقع أن تصل الأوضاع لهذا السوء، ولكن في حال استمرت الأوضاع هكذا، سنقوم بإطلاق خطط بديلة لمواصلة الدراسة، أبرزها التدريس من طريق الإنترنت، واستئناف النشاط في المدارس التي لم تتضرر في الأقاليم المختلفة".

مصير مجهول

أكثر المتضررين في العملية التعليمية المتوقفة هم أولئك الذين كان يفترض أن يخوضوا امتحانات الشهادة الثانوية التي تؤهلهم لدخول الجامعات، إذ يعيش آلاف الطلاب على مستوى السودان مستقبلاً مجهولاً جراء تأجيل امتحانات الشهادة هذا العام، ولحساسية الامتحان لم تقرر حتى الآن طرق بديلة لتنظيم الامتحانات.

وفي هذا الشأن، يقول المصدر من وزارة التربية والتعليم إن "عقد امتحانات الشهادة الثانوية حتى الآن لم يحدد بعد، والوزارة تعمل جاهدة لإجراء الامتحانات في أقرب فرصة ممكنة بمجرد استقرار الطلاب في مناطق بعيدة من مناطق النزاعات حتى يتمكنوا من الوصول إلى مراكز الامتحانات".

ويواصل المصدر، "على رغم ذلك، هناك أصوات تنادي بعدم إجراء الامتحانات حتى استقرار الأوضاع تماماً، وآخرون يرون أن استقرار الأوضاع لن يكون قريباً وعدم عقدها يعني ضياع فرص كبيرة على الطلاب".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات