اليمنية ابتسام محمد تفوز بعضوية مجلس العموم البريطاني

ليست المأساة وحدها ما تحمله الأنباء عن اليمن فثمة ومضات تشع من الوجه الآخر للبلد العريق بقصص نجاح ملهمة، ربما يكون لها إسهام في رفد عودة بلدها الأصلي إلى طريق السلام والأمن والبناء.
واحتفت الجالية اليمنية في بريطانيا أمس الجمعة بفوز البريطانية من أصول يمنية ابتسام قاسم محمد الشرفي بعضوية مجلس العموم، بعد تمكنها من هزيمة مرشح حزب المحافظين في مدينة شيفيلد.
ومثلت الصبيحي حزب العمال في الانتخابات التي جرت الخميس الماضي لتصبح بذلك أول بريطانية من أصل يمني تنال هذا المنصب. وجاء فوزها في إطار الانتصار الكبير الذي حققه حزب العمال بالحصول على 411 مقعداً من أصل 650 في مجلس العموم.
وفي المقابل تراجع حزب المحافظين الذي حكم البلاد منذ عام 2010، إلى 119 مقعداً فقط وهو التراجع الذي سيعيده إلى صفوف المعارضة، إلى جانب حزب الديمقراطيين الأحرار الذي نال 70 مقعداً.

سيرة نضال

وجاء فوز ابتسام المتحدرة من منطقة رصد بمحافظة أبين (جنوب اليمن) بعد حضور فاعل بدأته عام 2016 في المعترك السياسي والحزبي ببريطانيا خولها تبوؤ مقعد في عضوية بلدية شيفيلد كأول عربية تشغل مثل هذا المنصب في البلديات البريطانية. وقدمت كونها محامية مساعدات قانونية لعدد من أبناء الأقليات واللاجئين في المدينة.
وقبل ترشحها للبرلمان شغلت منصب مستشارة كبيرة في شيفيلد إذ كانت مسؤولة عن التعليم خلال جائحة كوفيد، وعملت على ضمان استمرار الأطفال في تلقي التعليم بأمان وناضلت ضد خفوض الموازنة في قطاع التعليم.

وتعد مدينة شيفيلد مركزاً محورياً للجالية اليمنية التي تعد من أقدم الجاليات العربية في بريطانيا إذ استقرت في البلاد منذ أكثر من 150 عاماً، وهي المدينة التي ولد فيها أسطورة الملاكمة العالمية نسيم حميد لأب وأم من محافظة البيضاء وسط اليمن.

تطور مهم

ووصف السفير اليمني لدى بريطانيا ياسين سعيد نعمان فوز ابتسام بأنه "تطور مهم في حياة اليمنيين المقيمين في بريطانيا". وأضاف في مقال نشره على صفحته عبر "فيسبوك" أن فوزها "كأول مهاجر من أصول يمنية يصل إلى البرلمان في خطوة تمثل تطوراً مهماً في حياة اليمنيين في بريطانيا وللجالية في شيفيلد التي ساندت ترشيحها، وشكلت قوة دفع حقيقية لبقية الجاليات في بقية مدن بريطانيا".
ومن جانبها شكرت ابتسام في منشور عبر منصة "إكس" كل من صوت لها، وقالت "إنه لشرف وامتياز مطلق أن تكون عضواً في البرلمان".

وفاز حزب العمال البريطاني بقيادة كير ستارمر أمس بالغالبية في الانتخابات العامة، فيما أقر رئيس الحكومة الحالي ريشي سوناك بخسارة تاريخية لحزبه متحملاً المسؤولية ومعلناً عن مغادرته منصبه.