ملخص
أطلقت روسيا النار على سفينة تجارية خارج أوكرانيا لأول مرة منذ انسحابها من اتفاق تصدير الحبوب الشهر الماضي
قال حاكم مدينة أوديسا الأوكرانية أوليه كيبر، اليوم الإثنين، إن ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص أصيبوا في هجوم شنته روسيا، خلال الليل، على المدينة الساحلية المطلة على البحر الأسود. وأضاف الحاكم على تطبيق "تيليغرام"، "نتيجة لهجوم العدو في أوديسا اندلعت حرائق عدة جراء الشظايا الصاروخية المتساقطة". وتابع "أدت موجة الانفجار إلى تطاير النوافذ من المباني".
قصف روسي
وأودى قصف روسي، أمس الأحد، بحياة سبعة أشخاص، بينهم رضيعة تبلغ من العمر 22 يوماً، وتسبب في إصابة ما لا يقل عن 22 آخرين في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، مما دفع مسؤولين محليين إلى إعلان يوم حداد، اليوم الإثنين.
وأعلنت كييف استعادة السيطرة على جزء من منطقة خيرسون من قبضة الاحتلال الروسي في نوفمبر (تشرين الثاني)، لكن قوات الكرملين واصلت قصف عاصمة المنطقة والمناطق المحيطة بها من الضفة الأخرى لنهر دنيبرو.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن خمسة أشخاص قتلوا في قرية شيروكا بالكا بينهم رضيعة (22 يوماً) وشقيقها (12 سنة)، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى متأثراً بإصابات خطيرة، ووالدتهما (39 سنة) وتدعى أوليسيا.
وكتب وزير الداخلية الأوكراني إيهور كليمينكو على تطبيق "تيليغرام"، "لن يتوقف الإرهابيون طواعية أبداً عن قتل المدنيين. يجب وقف الإرهابيين بالقوة. إنهم لا يفهمون أي شيء آخر".
وقال حاكم منطقة خيرسون ألكسندر بروكودين إن شخصين، أحدهما راعي كنيسة، قتلا في قرية ستانيسلاف المجاورة.
ضربة جوية جديدة
وذكرت وزارة الداخلية أن ثلاثة أشخاص أصيبوا في كل من مدينة خيرسون وبلدة بريسلاف، كما وردت أنباء عن سقوط قتلى أو مصابين في خمس مناطق سكنية أخرى في المنطقة.
وكتب بروكودين على "تيليغرام"، "اهتزت منطقة خيرسون اليوم بأنباء مروعة"، وذكر أسماء المناطق السكنية التي استهدفها القصف.
وقالت حكومة خيرسون المحلية في وقت لاحق من مساء الأحد إن ضربة جوية جديدة وقصفاً مدفعياً أديا إلى إصابة امرأة تبلغ من العمر 31 سنة ورجل وإلحاق أضرار بما لا يقل عن 12 منزلاً في بلدة بيلوزيركا. وأضافت أن ثلاث ضربات جوية موجهة أضرت بمنازل عدة في قرية أودرادوكاميانكا.
وقال زيلينسكي إنه بحلول السادسة مساءً كان هناك 17 تقريراً عن تعرض منطقة خيرسون وحدها لعمليات قصف، إضافة إلى حوادث في مناطق ميكولايف وزابوريجيا ودونباس وخاركيف وفي مناطق حدودية في شمال شرقي أوكرانيا. وأضاف في خطابه الليلي عبر الاتصال المرئي "لا يوجد يوم لا يتلقى فيه الشر الروسي ردنا العادل تماماً". ووصف ما تعرضت له أهداف روسية في السابق مثل جسر كيرتش الذي يربط شبه جزيرة القرم المحتلة بروسيا، والذي اعترفت وكالة الاستخبارات الأوكرانية أخيراً بتخريبه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بأنه "دليل على أننا لن نترك أياً من جرائم روسيا دون رد".
وشن الجيش الأوكراني هجوماً مضاداً في يونيو (حزيران) الماضي، لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا في جنوب شرقي للبلاد، لكنه لم يقم بأي محاولات كبيرة لعبور نهر دنيبرو للوصول إلى الجانب الآخر من منطقة خيرسون.
نيران تحذيرية
في الموازاة، أطلقت سفينة حربية روسية، أمس الأحد، نيراناً تحذيرية على سفينة شحن في جنوب غربي البحر الأسود بينما كانت تتجه شمالاً، وهي أول مرة تطلق فيها روسيا النار على سفينة تجارية خارج أوكرانيا منذ انسحابها من اتفاق تصدير الحبوب الشهر الماضي.
وانسحبت موسكو من الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا وكان يتيح لأوكرانيا تصدير منتجاتها الزراعية إلى الأسواق العالمية عبر موانئها على البحر الأسود، محذرة من أنها ستعتبر جميع السفن المتجهة إلى المياه الأوكرانية ناقلات أسلحة محتملة.
وقالت روسيا في بيان إن سفينتها "فاسيلي بيكوف" التي كانت في دورية أطلقت نيران أسلحة آلية على الناقلة "سوكرو أوكان" التي ترفع علم جزيرة بالاو لعدم استجابة قبطانها لطلب التوقف من أجل إجراء عملية تفتيش.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الناقلة "سوكرو أوكان" كانت تشق طريقها نحو ميناء إسماعيل الأوكراني. وتشير بيانات الشحن من رفينيتيف إلى أن الناقلة حالياً قرب ساحل بلغاريا وفي طريقها إلى ميناء سولينا في رومانيا.
وقالت الوزارة "أطلقت أسلحة آلية نيراناً تحذيرية لإجبار السفينة على التوقف". وأضافت أن قوات روسية صعدت على متن السفينة بمساعدة طائرة هليكوبتر من طراز "كا-29". وأردفت الوزارة "بعد أن أكملت مجموعة التفتيش عملها على الناقلة واصلت (سوكرو أوكان) طريقها إلى ميناء إسماعيل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أنقرة تتحرى
في المقابل، قال مسؤول بوزارة الدفاع التركية إنه سمع بوقوع حادثة لسفينة متوجهة إلى رومانيا وإن أنقرة تتحرى الأمر.
وقال مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ميخايلو بودولياك، على "منصة إكس" للتواصل الاجتماعي، المعروفة سابقا باسم "تويتر"، إن الحادثة "انتهاك واضح للقانون الدولي للبحار، وعمل من أعمال القرصنة وجريمة ضد سفن مدنية من دولة ثالثة في مياه دول أخرى". وأضاف "ستتوصل أوكرانيا إلى كل الاستنتاجات الضرورية وستختار أفضل رد ممكن".
ولم يشر زيلينسكي إلى الواقعة في خطابه الليلي عبر الاتصال المرئي.
وأكدت المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية لأوكرانيا ناتاليا هومينيوك أن البيان الروسي لم تؤكده مصادر رسمية أخرى. وقالت هومينيوك في تصريحات بثها التلفزيون، "أعتقد أنه ينبغي الانتباه إلى هذا الأمر مع ضرورة وضع خصائص الحرب الهجينة في الاعتبار". والحرب الهجينة هي استراتيجية عسكرية تجمع بين الحرب التقليدية والحرب غير النظامية والحرب السيبرانية. وأضافت أن المتحدثة "هذا البيان قد يكون إشارة لجميع السفن المدنية في البحر الأسود"، داعية إلى أن تتم جميع عمليات النقل والملاحة هناك بموجب ضمانات دولية. وأردفت أن روسيا تحاول تأكيد حقها في إيقاف أية سفينة أو نشر طائرات في الحرب الأسود "دون أن تواجه أية عواقب".
البحر الأسود تحت النار
وسيؤدي إطلاق النار على سفينة تجارية إلى زيادة المخاوف الحادة بالفعل بين ملاك السفن وشركات التأمين وتجار السلع بخصوص المخاطر المحتملة للوقوع في مرمى النيران بالبحر الأسود، وهو الطريق الرئيس الذي تستخدمه كل من أوكرانيا وروسيا لإيصال منتجاتهما الزراعية إلى الأسواق.
وروسيا وأوكرانيا من أكبر الدول المنتجة للمحاصيل الزراعية في العالم وتلعبان دوراً رئيساً في أسواق القمح والشعير والذرة واللفت وزيت بذور اللفت وبذور وزيت دوار الشمس. وتهيمن روسيا أيضاً على سوق الأسمدة.
ومنذ انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، تتبادل موسكو وكييف التحذيرات وتنفيذ الهجمات مما ألقى بظلال على أسواق السلع والنفط والشحن العالمية.
وقالت روسيا إنها ستعامل أية سفن تقترب من الموانئ الأوكرانية على أنها سفن عسكرية محتملة، وستعامل الدول التي ترفع علمها على تلك السفن باعتبارها مقاتلة في الصف الأوكراني. وقصفت روسيا منشآت حبوب أوكرانية على نهر الدانوب.
وردت أوكرانيا بتهديد مماثل للسفن التي تقترب من الموانئ الروسية أو الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا. كما هاجمت أوكرانيا ناقلة نفط روسية وسفينة حربية في قاعدة نوفوروسيسك البحرية المجاورة لميناء رئيس للحبوب والنفط.
وتقول أوكرانيا والغرب إن الإجراءات التي تتخذها روسيا ترقى إلى مستوى فرض حصار فعلي على الموانئ الأوكرانية مما يهدد بوقف تدفقات القمح وبذور دوار الشمس من أوكرانيا إلى الأسواق العالمية.
وتنفي موسكو هذا التفسير وتقول إن الغرب لم ينفذ اتفاقاً موازياً يسهل شروط تصديرها للمواد الغذائية والأسمدة.
صواريخ "فرط صوتية"
وسط هذه الأجواء قال الرئيس التنفيذي للشركة الروسية المتحدة لبناء السفن أليكسي رخمانوف في مقابلة أجرتها معه وكالة الإعلام الروسية إن روسيا ستزود غواصاتها النووية الجديدة بصواريخ "تسيركون فرط صوتية". وأضاف أن "الغواصات النووية ستكون مجهزة بمنظومة صواريخ (تسيركون) على أساس دائم، والعمل جارٍ في هذا الاتجاه بالفعل".
والغواصات من فئة "ياسين-إم" هي غواصات مسلحة بصواريخ "كروز" وتعمل بالطاقة النووية، وتم بناؤها لتحل محل الغواصات الهجومية النووية التي تعود إلى الحقبة السوفياتية في إطار برنامج لتحديث الجيش والأسطول.
ويبلغ مدى صواريخ "تسيركون فرط صوتية" 900 كيلومتر ويمكن أن تتجاوز سرعتها سرعة الصوت بأضعاف عدة، مما يجعل من الصعب الدفاع عنها.