ملخص
توافد المشاركين في قمة "بريكس" على جوهانسبرغ وسط انفتاح المجموعة الاقتصادية على التوسع الدولي
أعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا أن بلاده "لن تنجر إلى منافسة بين القوى العالمية" في وقت يستضيف الثلاثاء قادة دول مجموعة "بريكس" في قمة تعقد في سياق من الانقسامات على الساحة الدولية تغذيها الحرب في أوكرانيا.
وقال رامابوزا، في خطاب متلفز موجه إلى الشعب، "لن ننجر إلى منافسة بين القوى العالمية. بلدنا ملتزم سياسة عدم الانحياز".
ومنذ بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا ترفض بريتوريا إدانة موسكو، قائلة إنها تفضل تغليب لغة الحوار، في موقف قوبل بإدانات دولية.
وأضاف رامابوزا "لقد قاومنا الضغوط الهادفة إلى جعلنا ننحاز إلى أي من القوى العالمية أو إلى أي من كتل الدول المؤثرة".
يأتي هذا الموقف قبل يوم من افتتاح القمة الـ15 لدول "بريكس" الخمس في جوهانسبرغ (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا). ويطالب هذا التكتل المنتج لربع ثروة العالم بتوازن اقتصادي وسياسي عالمي متعدد الأقطاب.
وسيجتمع رؤساء وقادة البرازيل والصين والهند وجنوب أفريقيا إضافة إلى وزير الخارجية الروسي، من الثلاثاء إلى الخميس من هذا الأسبوع، تحت شعار "بريكس وأفريقيا"، بحسب ما أعلنت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور.
وبعد تساؤلات حول ما إذا كان الرئيس الروسي سيحضر قمة "بريكس"، قرر بوتين الشهر الماضي عدم الذهاب إلى جوهانسبرغ في ضوء مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.
ومن المفترض نظرياً أن تقوم جنوب أفريقيا باعتقال بوتين في حال دخل أراضيها، بصفتها عضواً في المحكمة الجنائية الدولية. وسيشارك بوتين في القمة عبر الفيديو، بينما سيمثله حضورياً لافروف.
وشدد رامابوزا على أنه في "عالم يزداد تعقيداً وانقساماً بسبب الاستقطاب المتزايد في المعسكرات المتنافسة"، تفكر مجموعة بريكس في الترحيب بأعضاء جدد لتوسيع نفوذها.
وأكد أن "جنوب أفريقيا تؤيد توسيع تشكيلة مجموعة بريكس" لتضم دولاً "تتشارك الرغبة في أن يكون هناك نظام عالمي أكثر توازناً".
شي جينبينغ في الطريق إلى جوهانسبرغ
في السياق، غادر الرئيس الصيني شي جنيبينغ بكين، الإثنين، متوجهاً إلى جنوب أفريقيا حيث سيشارك في قمة "بريكس"، وستكون هذه الزيارة الخارجية الثانية لشي في 2023 بعد زيارة رسمية إلى روسيا في مارس (آذار).
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" إن "الرئيس الصيني شي جينبينغ غادر بكين الإثنين لحضور قمة بريكس الـ15 التي ستنعقد في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا"
وزار الرئيس الصيني جنوب أفريقيا خلال 2018 في إطار مساعيه لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع القارة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسيشمل جدول أعمال القمة هذا العام احتمالات التوسيع المستقبلي للعضوية في "بريكس"، وهو ما أبدت الكتلة في وقت سابق انفتاحها عليه.
وسبق أن عبر العديد من الدول الأفريقية عن رغبتها في الانضمام للتكتل، ومن بين هذه الدول الجزائر ومصر وإثيوبيا.
ودعي ما مجموعه 69 دولة لحضور القمة بينها جميع الدول الأفريقية. وتعتبر "بريكس" نفسها بديلاً عن الهيمنة الاقتصادية الغربية.
واسم "بريكس" مشتق من الأحرف الأولى لأسماء دولها الأعضاء بالإنجليزية: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
وتمثل بريكس الآن 23 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و42 في المئة من سكان العالم، وأكثر من 16 في المئة من التجارة العالمية.
نوايا هندية إيجابية إزاء توسيع "بريكس"
قال وزير الخارجية الهندي فيناي كواترا اليوم الإثنين إن الهند لديها "نوايا إيجابية وعقل منفتح" في ما يتعلق بتوسيع مجموعة دول "بريكس". وأضاف "لا نريد الحكم مسبقاً على نتيجة المناقشات حول توسيع بريكس".
وأشار الوزير الهندي إلى أن "بريكس" تبحث تعزيز التجارة بالعملات الوطنية. وعلى رغم أن البرازيل وروسيا أشارتا إلى إمكانية تبني عملة مشتركة للتكتل فإن هذا الأمر ليس مطروحاً على جدول الأعمال.
وسيكون هذا الاجتماع، الذي سيعقد بالحضور الشخصي، هو الأول لقادة دول "بريكس" منذ 2019، وسيكون التوسع من القضايا الرئيسة على جدول الأعمال.
وفي ظل حالة عدم الرضا إزاء النظام العالمي السائد، أعربت نحو 40 دولة عن اهتمامها بالانضمام إلى المجموعة.
وقال كواترا إنه بالنظر إلى أن المجموعة تعتمد على تحقيق توافق في الآراء فإن أعضاءها سيحتاجون إلى الاتفاق على المعايير والمبادئ التوجيهية للتوسع. ولا تحظى فكرة توسيع المجموعة بعد بدعم من كافة الأعضاء.
وقال كواترا إن "جانباً جوهرياً" من المناقشات يتركز على تعزيز التجارة بين الدول الأعضاء بالعملات المحلية.