ملخص
حظيت رقصات "الجبلية" و"الشرح" و"العسكرة" بالتفاعل الجماهيري الكبير على مدى أيام المهرجان الثلاثة، باعتبارها أداء حماسياً للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
طغت الرقصات الشعبية اليمنية ذات الطابع القتالي والحماسي على مهرجان التراث والفنون الشعبية الرابع في محافظة شبوة بجنوب اليمن.
وبحسب عضو فرقة الرقص الشعبي التابعة لمكتب الثقافة في المحافظة صالح خميس الحداد، انفردت رقصات "الجبلية" و"الشرح" و"العسكرة" عن غيرها من الرقصات بالحضور والتفاعل الجماهيري على مدى أيام المهرجان الثلاثة، باعتبارها رقصات للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأوضح الحداد أن "الرقصات الثلاث نتاج التراث الشعبي المحلي الأصيل، وعملنا في مكتب الثقافة على تطويرها وتحديثها مع الحفاظ على الطابع التقليدي العام، وتتميز بالتنافس في الأداء الحركي المصاحب للإيقاع السريع والحماسي، وهي تعبرعن الفرح والغضب والكرامة مع العزة والشموخ والاستعداد للحرب، وكان اختيارها موفقاً في الفعالية وتفاعل معها الجمهور".
نافذة للتضامن
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرضت نفسها على المهرجان، وعلى رغم الدعوات المحدودة المطالبة بتأجيل المهرجان نظراً لتزامنه مع القصف والتدمير الذي يشهده قطاع غزة، عملت إدارة المهرجان على الاستفادة من الفعالية كنافذة للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
ونفى مكتب الثقافة خلال أيام المهرجان الإشاعات المتداولة بإيقاف المهرجان الرابع، مؤكداً استمراره حسب برنامجه، ودعا الجمهور إلى عدم الانجرار خلف الإشاعات المعادية لشبوة الحضارة والتاريخ والثقافة.
وقال مدير مكتب الثقافة في المحافظة فيصل البعسي "إنه منذ اليوم الأول للمهرجان عملت اللجنة المنظمة على الاهتمام بالقضية الفلسطينية وخصصت في كل ركن وفعالية جزءاً منها للتعبير عن تضامن أبناء المحافظة مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب مدمرة، كما تطرقت خطابات الفعالية إلى معاناة الشعب الفلسطيني".
حزمة أنشطة
وطبقا لحديث البعسي سارت أيام المهرجان الثلاثة بطريقة تلقائية وبسيطة وشهدت استعراض معظم الأهازيج والرقصات الشعبية الفلكلورية من مديريات المحافظة كافة.
وتابع البعسي "على مدى ثلاثة أيام خلال الصباح وبعد الظهر والمساء، كانت شبوة في عرس مميز مع حزمة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والتراثية، وذلك بجهود مكتب الثقافة لتنشيط وتفعيل المشهد الثقافي والفني في المحافظة، حيث دشن المهرجان بالكرنفال الشعبي التراثي الذي أقيم على ملعب المدينة صبيحة اليوم الأول، ثم بافتتاح مجموعة من المعارض منها الرسوم التشكيلية والصور والمشغولات اليدوية وكذلك الحرف والصناعات البسيطة والعملات القديمة والعسل والموروث الشعبي، إضافة إلى الكتب والصحافة الورقية والفنون التشكيلية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار مدير مكتب الثقافة إلى الحفلات الموسيقية والرقصات الشعبية وأهمها "السمرة" و"الشرح" و"الجبلية"، وكذلك العروض المسرحية والإنشادية والندوات الأدبية والجلسات الشعرية والمسابقات الفكرية وغيرها من العروض التي نالت استحسان الجمهور وتفاعلهم.
وأوضح البعسي أن هناك مجموعة من الرسائل الرمزية الصادرة عن المهرجان عبرت عن الصورة الإيجابية والحقيقية لهذه المحافظة التي تمتلك مخزوناً ضخماً يتمثل في إرث حضاري عظيم يمتد لآلاف السنوات".
محاكاة الموروث
من جهته وصف نائب محافظ شبوة عبدربه هشله المهرجان الرابع للفنون والتراث بـ"الرائع والمبهر بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، من خلال ما جسده من برامج ثقافية وتراثية وفنية ومشاركة مديريات المحافظة، وما قدموه من عروض تحاكي الموروث الثقافي لمديرياتهم، وكذلك ما احتوته المعارض من مشاركات فنية ورسومات وجمعيات نسوية وفعاليات عدة أعطته رونقاً خاصاً".
وأشار هشله إلى أن ما لفت انتباه الجمهور تلك المشاركة الرائعة من قبل مديريات المحافظة باستعراض تقاليدها الثقافية ومخزونها الفلكلوري والفني الزاخر.
واعتبر نائب المحافظ المهرجان رسالة ثقافية وفنية إلى العالم بأن شبوة أرض التاريخ والحضارة تتكئ على قاعدة صلبة من الموروث التاريخي والفني، كما يوجد فيها مبدعون في الشعر والرسم والابتكارات الأخرى"، لافتاً إلى أن أرضها قامت عليها حضارة ثلاث من ممالك اليمن القديم وهي "حضرموت" و"قتبان" و"أوسان".
غياب الاهتمام
واستدرك هشله في حديثه بالقول "لدينا الكثير في المحافظة من المدن التاريخية والنقوش الصخرية والآثار العظيمة التي لم تحظ باهتمام الحكومة المركزية أوالمحلية أو المنظمات الدولية المهتمة بالثقافة، فهناك مدن تاريخية تعرضت للانهيار وانجراف السيول وعوامل التعرية والعبث البشري، ولم يتم اعتمادها ضمن مشاريع الحفاظ على التراث".
ولفت نائب المحافظ إلى تراجع الاهتمام بكوادر المبدعين من أبناء المحافظة من الشعراء والأدباء والفنانين الغنائيين والتشكيليين، وأن ما يزيد من معاناتهم عدم إتاحة الفرصة للفرق الفنية والمسرحية المشاركة في الفعاليات الداخلية والخارجية، مؤكداً مسؤولية السلطة المحلية ووزارة الثقافة في الاهتمام بالحراك الثقافي والفني والأدبي في شبوة.
ختامها مسك
عديدة هي الفعاليات المتنوعة التي شهدها المهرجان، إلا أن مشاركة المرأة الشبوانية في اليوم الأخير كانت الأكثر اهتماماً من الجمهور لا سيما في محافظة تميل إلى الريف أكثر من المدينة، إذ شاركت الفنانة التشكيلية الشابة مريم الهلالي بالرسم الحر على خشبة مسرح الثقافة، وخلال دقائق معدودة رسمت صورة الشاعر الراحل يسلم بن علي باسعيد الذي سمي المركز الثقافي في المحافظة باسمه تكريماً وتقديراً لمسيرته الأدبية والفنية الرائدة.
وأعربت الهلالي في حديثها للجمهور عن سرورها بالرسم الحر على قاعة المسرح كأول تجربة لفتاة شبوانية، فيما كشفت عن وجود عدد من الفتيات في المحافظة يمتلكن الموهبة والإبداع، لكن بحاجة إلى تشجيع الأسرة والمجتمع والدولة.