ملخص
الإعصار "دانيال" على رغم قسوته في حصد الأرواح والمباني إلا أنه لم يكن كله قبيحاً... إليكم التفاصيل
آثار أتلفت وأخرى اكتشفت، هذا هو الوضع في شرق ليبيا الذي تسبب فيه إعصار "دانيال" في الـ10 من سبتمبر (أيلول) الماضي، فعلى رغم الأضرار التي نقشت في محيط مدينة "قورينا" الأثرية اليونانية في شحات وما خلفته من إحباط بين صفوف علماء الآثار هناك، إلا أن ظهور آثار جديدة تتمثل في معالم لتصريف وتوزيع المياه في المدينة بعث الأمل من جديد.
أسس جدرانية
ويقول مسؤول إدارة وحماية التراث الليبي في مدينة شحات أحمد عيسى إن سيول "دانيال" كشفت عن كثير من المعالم الأثرية التي تحتاج إلى الدراسة، تبقى أهمها "معالم لقنوات تصريف المياه الضخمة"، موضحاً أنها عبارة عن مجارٍ لقنوات منحوتة في الصخر، أجزاء طويلة منها لها أغطية على نظام الآحاد، إضافة إلى معلم آخر يتمثل في أسس معمارية في وادي بلغدير وهي ظاهرة لم تكن موجودة من قبل.
وأشار إلى ظهور معالم وأسس لجدران في المنطقة بين مدينتي سوسة وشحات، وظهرت أيضاً أسس جدرانية كلاسيكية في مدينة درنة.
وبخصوص أهمية هذه الآثار الجديدة أبرز عيسى أنها ستفتح مجالات جديدة للدراسة والبحث، إذ من المتوقع أن تقود علماء الآثار في البلاد إلى اكتشاف معابد أو حمامات مياه، مما يتيح الفرصة للتعرف إلى نمط عيش السكان القدامى في هذه المنطقة ويوفر معلومات مهمة عن تاريخ الإقليم بصفة عامة، منوهاً بأن الحفريات كفيلة بالتعريف بثقافة الشعوب التي عاشت سابقاً على هذه الأرض.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع أن "هذه الآثار الجديدة المتمثلة في قنوات توزيع المياه ربما درس حمله إلينا الإعصار ’دانيال‘ ليرشدنا إلى اعتماد نظام جديد في تصريف المياه يتماشى مع خصوصية المنطقة"، مؤكداً أن هذا المولود الجديد الذي أضيف إلى سجل فسيفساء الآثار الليبية سينعش مستقبلاً السياحة ويعزز الدخل القومي الليبي.
واقترح عيسى تحديد خطة وطنية لاستغلال هذه الآثار الجديدة تبدأ أولاً بدراسة طبيعتها ومكوناتها ليتسنى الحفاظ عليها وإظهارها وترميمها، لافتاً إلى أن هذا أمر لن يكتمل إلا من خلال تشكيل فريق وطني يهتم بسلامة هذا الاكتشاف الأثري الذي يحتاج إلى الدعم الخارجي من المنظمات الدولية المعنية.
تحذيرات
وسبق لكبيرة المحللين الليبيين في مجموعة الأزمات الدولية كلوديا غازيني أن حذرت من حدوث مزيد من الانهيارات في مدينة شحات الأثرية، خصوصاً أن المياه مستمرة في الخروج من الأرض لأسباب مجهولة حتى الآن، مرجحة أن يكون مصدرها مياه صرف صحي ملوثة تتدفق عبر الأنقاض أو مياه نابعة من خزانات المنطقة التي انفجرت بسبب إعصار "دانيال".
وقبل الاكتشاف نوهت غازيني بسقوط جدار يربط الجزء السفلي والعلوي من الموقع الأثري في طريق الوادي والذي أحدث تغييراً في كيفية تدفق المياه، مطالبة السلطات المعنية بإرسال خبراء ومهندسين إلى المنطقة لفهم ما يجري ومنع مزيد من الأضرار.