Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحديات تواجه مفاوضات جدة مع تصاعد المواجهات في الخرطوم وجنوب دارفور

فيديوهات تظهر تقدم الجيش في أم درمان وقوات "الدعم السريع" تستعرض إعلاميا مناطق سيطرتها داخل ولاية الخرطوم

تواصلت المعارك والقصف والاشتباكات في أجزاء واسعة من ولاية الخرطوم (أ ف ب)

ملخص

سجال السيطرة على الأرض يرفع وتيرة المعارك في السودان

شهدت العاصمة السودانية تبادلاً للقصف المدفعي العنيف بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في محيط القيادة العامة للجيش وسلاح المدرعات، كما تواصلت المعارك والقصف والاشتباكات في أجزاء واسعة من ولاية الخرطوم، بشمال وجنوب أم درمان والخرطوم بحري ومناطق جنوب الحزام وسوبا في شرق الخرطوم.

غارات وقصف

وقالت مصادر عسكرية إن الطيران الحربي شن غارات جوية على مواقع "الدعم السريع" في مزارع سوبا، وأوقع فيها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، وأكدت المصادر أن قوات العمل الخاص بسلاح المدرعات تمكنت من إسكات راجمة كاتيوشا مدفعية والقضاء على طاقمها والاستيلاء على منظومة الاتصالات الخاصة بها، وضبطت أسلحة وذخائر في مدينة الفتح بأم درمان، وأفاد شهود بأن قوات "الدعم السريع" قصفت من منصاتها في شمال الخرطوم بحري موقفاً للحافلات في لفة الحارة 30 بشارع الوادي المكتظ بالمواطنين والباعة والتجار، وسقطت قذائف عدة على شارع الوادي في شمال أم درمان.

وقال مواطنون إن مناطق جبل أولياء جنوب الخرطوم شهدت أيضاً قصفاً مدفعياً مرعباً من داخل معسكر الجبل، كما سمع دوي المدافع في مناطق عدة قرب تمركزات "الدعم السريع" في نواحي أرض المعسكرات والمدينة الرياضية بجنوب شرقي العاصمة السودانية.

تقدم وحريق

وتداول السودانيون وسكان الخرطوم، على وجه الخصوص، فيديوهات تظهر تقدم الجيش الميداني في مدينة أم درمان واحتفال جنود من سلاح المهندسين بوصول طلائع من مشاة قاعدة كرري ووادي سيدنا إلى المنطقة، وقالت غرفة طوارئ منطقة الفتيحاب جنوب أم درمان إن قذائف مدفعية ثقيلة أصابت محولات كهرباء، مما أدى إلى احتراقها بشكل كلي وانقطاع التيار الكهربائي عن كامل المنطقة، وناشدت غرفة طوارئ الفتيحاب المنظمات الدولية والإقليمية التدخل الفوري لإنقاذ مواطني المنطقة لتفادي كارثة إنسانية، وأيضاً الجيش السوداني لفتح ممرات آمنة لدخول الأدوية والمواد الغذائية في أسرع وقت، وقالت في بيان، إن المنطقة المكتظة بالسكان بما يفوق 50 ألف مواطن لم تتوقف أو تهدأ فيها أصوات المعارك على الإطلاق.

‏سجال السيطرة

وبثت قوات "الدعم السريع" مقاطع فيديو على موقعها بمنصة "إكس" تستعرض فيها مناطق سيطرتها وانتشارها داخل ولاية الخرطوم تفصيلاً، وأعلنت أنها نفذت عمليتين نوعيتين استهدفت إحداهما معسكر القوات الخاصة بمنطقة المرخيات بأم درمان مخلفة وراءها خسائر بشرية فادحة، كما استهدفت في الثانية معسكر حطاب قائلة إنها قتلت وجرحت خلالها أكثر من 145 ممن كانوا بالمعسكر. وأفاد بيان للناطق الرسمي باسم "الدعم السريع" بأننا "عاقدون العزم على إنهاء هذه الحرب لصالح شعبنا وتحقيق تطلعاته في الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية، وبناء الدولة السودانية على أسس جديدة، وإعادة بناء الجيش الوطني القومي الواحد الذي يحمي الوطن والمواطن"، متهماً في الوقت نفسه سلاح الطيران التابع للجيش السوداني بقصف مبنى السفارة الفرنسية، وكذلك أحد مواقع أسرى الجيش لدى قواتهم مما تسبب في مقتل وجرح العشرات منهم.

اشتباكات دارفور

وبحسب مصادر ولائية تجددت الاشتباكات بين الطرفين في مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، وتبادل الطرفان خلالها القصف بالأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى مقتل امرأة وطفلتها بحي الثورة، وحذرت مصادر أهلية من تواصل المعارك القبلية بين قبيلتي السلامات والهبانية، والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، محملة تكرار واتساع الأحداث إلى الغياب الكامل للأجهزة الأمنية.

وشكا ملتقى "نساء دارفور" من خطر التعرض النساء اللاجئات في شرق تشاد للاغتصاب والاعتداءات الجسيمة، "وأنهن غير قادرات على الخروج من المعسكرات لقضاء الحاجة والاحتطاب مخافة التعرض للاغتصاب". وذكر تقرير للملتقى النسوي أن اللاجئين هناك يعانون عدم توفر السكن الملائم والغذاء ومياه الشرب وغياب الرعاية الصحية.

مصير المفاوضات

سياسياً، من المنتظر أن يتوجه، اليوم الثلاثاء 24 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، الوفد المفاوض للجيش إلى مدينة جدة تمهيداً للانخراط في جولة التفاوض الجديدة المحدد لها بعد غد الخميس برعاية السعودية والولايات المتحدة. وأوضح مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي أن جولة مفاوضات جدة المرتقبة بين الجيش و"الدعم السريع" ستعنى فقط بتنفيذ ما اتفق عليه سابقاً في المنبر ذاته. وأشار عقار إلى أن المفاوضات قائمة أصلاً، لكنها كانت قد توقفت لأسباب موضوعية وأن كل ما سيحدث بعد غد هو مواصلة لها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهته رأى مبارك الفاضل المهدي رئيس حزب الأمة أن الجيش يذهب إلى المفاوضات وكفته العسكرية هي الراجحة وحسم الحرب على الأبواب، بينما "الدعم السريع" فاقدة للقيادة وتقاتل بلا هدف، ويموت جنودها بأعداد كبيرة وتستسلم وتهرب مجموعات أخرى كبيرة.

جبهة وقف الحرب

وانطلقت، أمس الإثنين، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا اجتماعات الجبهة المدنية لإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية، بمشاركة 75 ممثلاً وحضور رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك الذي أكد، في مخاطبته الجلسة الافتتاحية، أن الحرب اللعينة التي تتعرض لها البلاد باتت تهدد وجود الدولة السودانية بما خلفته من موت ونزوح ولجوء الملايين من السودانيين، وتدمير للبنية التحتية والمنشآت العامة والخاصة. وأشار إلى أن الوضع الكارثي الراهن يملي على الجميع إعلاء شأن الوطن والسمو فوق الخلافات والعمل على تعزيز الوفاق للوصول إلى حلول مستدامة للكارثة التي تحيق بالبلاد، لافتاً إلى أن الوضع الراهن يحتم تضافر كل الجهود للتوافق من أجل إنهاء هذه الحرب ومعالجة آثارها الإنسانية الملحة.

من جانبه، وصف خالد عمر يوسف القيادي بقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي الحضور الواسع المتنوع في اجتماع القوى المدنية بأديس أبابا، بأنه يبعث في النفس الأمل بالاقتراب من توحيد الجهود لإنهاء الحرب. وأكد أن الاجتماع الذي سيختتم أعماله، غداً الأربعاء، يمثل خطوة أولى نحو وحدة مدنية ديمقراطية واسعة للمحافظة على وحدة البلاد وتماسكها.

في المقابل، لفت القيادي بالكتلة الديمقراطية مبارك أردول إلى فشل اجتماع أديس أبابا بوقف حرب أو تحقيق أي خطوات نحو التحول ديمقراطي، كون الجبهة المدنية المعنية لا تمثل سوى معادلة تضم قوى الحرية والتغيير - المجلس المركزي في غياب حزب البعث، لكن بإضافة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، وتابع على منصة "إكس" "كل هذه المجموعة كان متاحاً لها المضي بالتحول الديمقراطي وتجنيب البلاد الانزلاق للحرب بمجهود وتنازل بسيطين، وهي كانت في السلطة وفي داخل السودان، لكنها أضاعته بالمكر والتعصب والانتصار للنفس".

عقبات جدة

في السياق شكك المحلل السياسي عبدالرحيم مدثر في أن يكون الجيش ذاهباً للمفاوضات من أجل التفاوض على إنهاء الحرب، لاعتقاده أن الحرب على وشك الحسم العسكري، كما أنه ذاهب وهو متمسك بالتفاوض حول الملفين الإنساني والعسكري، وتنفيذ ما اتفق عليه من تعهدات لم تلتزمها قوات "الدعم السريع"، وهو الموقف نفسه الذي علقت بموجبه المفاوضات. ونوه مدثر بأن الملف الأمني يتضمن تصورات شديدة التباعد بين الطرفين، وهو الملف ذاته الذي عصف بالاتفاق الإطاري ومهد الطريق إلى الحرب الراهنة، فبينما يرى الجيش أن دمج "الدعم السريع" داخل القوات المسلحة مسألة حتمية لا بد منها، يعتقد الطرف الآخر أن الجيش مختطف من قبل الإسلاميين ومسيس بواسطة ما يسميه (فلول) النظام السابق، ولا بد من إصلاح المؤسسة العسكرية أولاً قبل مناقشة موضوع الدمج، مما يرفضه الجيش بل وينكره في الأساس. وأشار مدثر إلى أن إحدى العقبات ذات الطبيعة القانونية الجدلية هي مصير قرارات الفريق عبدالفتاح البرهان التي أصدرها بوصفه رئيساً لمجلس السيادة الانتقالي، وقضت بحل قوات "الدعم السريع" وإلغاء قانونها، ما يعني أن هذه المؤسسة لم يعد لها وجود قانوني حتى يتم التفاوض معها.

انهيار قياسي

اقتصادياً، واصل الجنيه السوداني تدهوره أمام الدولار الأميركي، مقترباً، في السوق الموازية، من سعر ألف جنيه للدولار الواحد، وكان يعادل نحو 510 جنيهات قبل الحرب.

ويقول بعض التجار إن الأسعار بات لا يمكن التنبؤ بها في وقت يواصل الدولار ارتفاعه. ويؤكد مراقبون أن الجنيه السوداني يواجه أزمة حادة، تتقاطع مع ارتفاع معدلات التضخم، وتدني القدرة الشرائية للمواطنين، محذرين من أنه ما لم تتخذ إجراءات عاجلة لوقف هذا التدهور، فإن انعكاساته ستكون وخيمة جداً على معيشة المواطنين.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات