Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمم المتحدة تسرع انسحابها من مالي بسبب قرارات المجلس العسكري

اتهمت "مينوسما" السلطات بتعقيد عملية خروجها من البلاد من خلال عرقلة تحركاتها مما عرضها لهجمات المتشددين

من المقرر أن تنسحب بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي بحلول 31 ديسمبر المقبل (موقع الأمم المتحدة)

ملخص

تسعى الجهات المسلحة التي تتنافس للسيطرة على الأراضي في شمال مالي إلى الاستفادة من إخلاء قواعد البعثة الأممية، فيما يسارع الجيش المالي لاستعادتها

أجبرت قرارات المجلس العسكري الحاكم في مالي بعثة الأمم المتحدة على تسريع رحيلها وتخريب المعدات التي تتركها وراءها في البلد الأفريقي الذي يشهد هجمات من متشددين وتوترات مع الانفصاليين الطوارق، إضافة إلى المخاطرة بحياة عناصرها بسبب عدم حصولهم على تصاريح للسفر جواً.
وأرغمت "بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي" (مينوسما) على البدء بالانسحاب بعدما طالب في يونيو (حزيران) الماضي، المجلس العسكري الحاكم منذ عام 2020 بانسحابها، معلناً "فشل" البعثة ومندداً بـ"الاستغلال" المفترض لقضية حقوق الإنسان.

عملية الانسحاب

وفي ما يلي تطورات عملية الانسحاب الواسعة النطاق والمحفوفة بالأخطار التي تضع حداً لـ10 أعوام من الجهود المبذولة لمحاولة تحقيق الاستقرار في بلد تنهشه هجمات المتشددين وأزمة عميقة متعددة الأبعاد.
ومن المقرر أن تنسحب بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي، التي يقدر عديدها بنحو 15 ألف جندي وشرطي، بينهم أكثر من 180 عنصراً قتلوا في هجمات، بحلول 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وتسعى مختلف الجهات المسلحة التي تتنافس للسيطرة على الأراضي في شمال مالي إلى الاستفادة من إخلاء قواعد البعثة الأممية، فيما يسارع الجيش المالي لاستعادتها.
واستأنفت جماعات الطوارق الانفصالية التي تعارض استيلاء الجيش على هذه القواعد أعمالها العدائية ضد الحكومة المركزية. من جهتها كثفت "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم "القاعدة" هجماتها على المواقع العسكرية.
وعزت "مينوسما" تسريعها وتيرة انسحابها إلى التصعيد العسكري الذي يهدد عناصرها، متهمة السلطات بتعقيد عملية خروجها من البلاد من خلال عرقلة تحركاتها.
وبعد إخلائها خمسة معسكرات في مطلع أغسطس (آب) الماضي أعلنت البعثة الأممية الأحد 22 أكتوبر (تشرين الأول) أنها "أكملت انسحابها المتسارع" السبت من قاعدتها في تيساليت (شمال) في ظل توتر عرض "طاقمها للخطر".
وقبل انسحاب البعثة، اضطر الطاقم "إلى الاختباء في الملاجئ مرات عدة بسبب إطلاق النار".
وحدث ذلك الخميس "في 19 أكتوبر حين أصيب جناح (طائرة شحن) من طراز سي-130 (تونسية مستأجرة من قبل مينوسما) أثناء هبوطها في تيساليت" وفق البعثة التي أكدت عدم وقوع "إصابات أو أضرار جسيمة للطائرة".
وغادر جزء من العديد، معظمه تشاديون، في طائرة، فيما غادر الباقون "في قافلة برية" باتجاه غاو، أكبر مدينة في شمال مالي، في رحلة تمتد لأكثر من 500 كيلومتر في الصحراء وسط تهديدات مستمرة من المجموعات المسلحة.
وتكرر المشهد في اليوم التالي مع انسحاب عناصر البعثة الأممية من قاعدة "أغيلهوك" وسفرهم براً لعدم حصولهم على تصاريح للسفر جواً.

عبوات ناسفة

وتعرضت هذه القوافل لهجمات بعبوات ناسفة تسببت في سقوط جرحى، وفق بعثة "مينوسما"، وتبنتها جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين". وذكرت البعثة أن سائق شاحنة أصيب بجروح خطرة بينما تعرض اثنان آخران لجروح طفيفة الخميس، حين فتح مسلحون النار على قافلة لوجيستية انطلقت من "أنسونغو"، وهو معسكر آخر سيتم إخلاؤه، وفق البعثة.
وقبل مغادرة البعثة، أكدت أنها اتخذت "القرار الصعب بتدمير أو تعطيل أو إخراج المعدات القيمة من الخدمة، مثل المركبات والذخيرة ومولدات الكهرباء وغيرها من الأصول"، وهو "الملاذ الأخير" عملاً بقواعد الأمم المتحدة.
وأوضحت البعثة أن هذه المعدات "لا يمكن إعادتها إلى الدول المساهمة بقوات ولا حتى إعادة نشرها في بعثات حفظ السلام الأخرى". وقالت إن "مثل هذه الخسائر كان يمكن تجنبها" لو لم تكن 200 شاحنة عالقة في غاو منذ 24 سبتمبر (أيلول) الماضي، بسبب قيود سفر فرضتها السلطات.
ولا تزال شاحنات صهاريج مخصصة لإمداد القوافل عالقة أيضاً في غاو.
وقال مسؤول في البعثة "تقول الجمارك إن كميات الوقود غير مبررة".
وأوضح شرطي مالي في غاو أن مخاوف السلطات في هذا الصدد تنبع من احتمال "أن تقدم مينوسما وقوداً للمتشددين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


انعدام الثقة

ويعكس هذا الادعاء، الذي لا يستند إلى أي دليل، انعدام الثقة بين بعثة "مينوسما" والمجلس العسكري.
وتعدد مذكرة سرية موجهة إلى مجلس الأمن الدولي من قبل إدارة عمليات حفظ السلام، التحديات المطروحة أمام البعثة الأممية في مالي خلال انسحابها، وأبرزها عدم منح السلطات تصاريح الطيران أو السفر والحظر على الواردات التي تعنيها أو عدم قدرتها على إرسال دوريات لمراقبة معسكراتها الخاصة.
ووضعت "مينوسما" خطة انسحاب بديلة تشمل تدابير تستخدمها كملاذ أخير.
واتهم الناطق باسم الحكومة المركزية المالية العقيد عبدالله مايغا الحليف الفرنسي السابق بعدم توفير "أي جهود من أجل تسريع عمليات مغادرة البعثة الأممية".
فمن خلال تسريع عملية انسحابها، تعطل البعثة الأممية خطط الجيش الذي يرفض ترك المجال مفتوحاً أمام الانفصاليين.
ويرى الخبير في الشؤون الدولية والاستراتيجية في معهد مونتيني جوناتان غيفار أن المجلس العسكري "اتخذ قرار طرد مينوسما، لكنه يريد أيضاً التحكم بوتيرة الانسحاب".

تفاقم الوضع

ويحتمل أن تتفاقم التوترات مع رحيل بعثة الأمم المتحدة من مدينة كيدال معقل الانفصاليين الطوارق.
وكانت مغادرة هذه القاعدة مقررة بالأساس للنصف الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. غير أنها قد تكتمل في وقت أقرب، وربما في غضون بضعة أيام بحسب مسؤول في البعثة.
وأشار مسؤول في البعثة إلى أن العناصر غير الأساسيين بدأوا يغادرون.
وقال ضابط تشادي "لن نبقى مكتوفي الأيدي ونعرض قواتنا للخطر".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات