Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحقن الطبية في غزة تستخدم أكثر من مرة

أكثر من 165 ألف شخص مصابون بالضغط والسكري و1100 يعانون فشلاً كلوياً

ملخص

تقول سيدة "أنا أنتظر الموت لعدم توفر الكهرباء أواجه موتاً ثلاثياً وسأقضي إما اختناقاً أو قصفاً أو رعباً"

خارج خيمتها في معسكر النازحين، تتفقد هدية خيام جيرانها بحثاً عن مصدر طاقة لجهاز التنفس الخاص بها، فهي تختنق وبالكاد تستطيع أن تلتقط أنفاسها نتيجة مرضها بالربو المزمن.

تبحث السيدة عن كثب عن سلك كهرباء، لكن جميع محاولاتها تذهب سدى، إذ لا يوجد أي مصدر للطاقة في معسكر النازحين الذي شيدته أونروا من خيم قماشية، تقول هدية "أنا أموت كل يوم عشرات المرات في محاولة لالتقاط أنفاسي، والأدوية التقليدية من بخاخات ومستنشقات لا تفي بالغرض ولا تريحني".

جهاز ربو بلا كهرباء

تتأثر هدية كثيراً بتغير عوامل الطقس التي تؤدي إلى تفاقم حالتها، وفي ظل الحرب واستمرار سقوط القنابل المدمرة على غزة يزداد وضعها صعوبة، وتقول "بعد كل عملية قصف قريبة ينبعث الغبار ورائحة البارود وأعمدة الدخان وهذا يؤثر سلباً في تنفسي".

قبل أن تنزح هدية من بيتها في شمال غزة، التقطت بيدها جهاز التنفس الكهربائي، وهربت به نحو الجنوب، لكن في خيام النازحين الحياة شبه معدومة ولا يوجد أي مصدر للكهرباء لتستخدمه من أجل فتح الشعب الهوائية.

لم تستسلم السيدة المتقدمة في السن لمرضها وتكافح لأجل أنفاسها، إذ تقطع يومياً نحو خمسة كيلومترات سيراً وهي تستند على عكازيها نحو أحد البيوت التي تملك ألواح طاقة شمسية، تضيف "أعاني كثيراً خلال فترات الليل لا سيما إذا انتابتني أزمة الربو وذلك بسبب تعذر الحصول على كهرباء، الشعور مرعب في الظلام وأنا انتظر الموت لعدم توفر الكهرباء، قد أموت إما خوفاً أو اختناقاً أو قصفاً. أنا أواجه موتاً ثلاثياً".

بيانات بانتظار الموت

وفقاً لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء فإن عدد المسنين في قطاع غزة بلغ حوالى 107 آلاف، ويعاني نحو 71 في المئة منهم أمراضاً مزمنة، وهذا يعني أن هناك كثيرين يكافحون لأجل الحياة مثل هدية، والأمر لا يقتصر على كبار السن بل أيضاً يشمل جميع أصحاب الأمراض المزمنة.

وفي غزة يصل عدد الأشخاص الذين يعانون أمراضاً مزمنة نحو 350 ألفاً جميعهم يكافحون من أجل الحصول على الرعاية الصحية، ومن بينهم أكثر من 165 ألف شخص مصابون بأمراض الضغط والسكري، وهناك 1100 حالة مصابة بالفشل الكلوي بينهم ما يقارب 40 طفلاً، وغيرهم مزيد مصابون بأمراض الدم والقلب والأعصاب.

جميع هؤلاء بات الموت يقترب منهم ببطء، بسبب إغلاق العيادات وشح الأدوية وعدم تناولهم الأدوية والعلاجات الخاصة بهم بانتظام، وهذا إذا استطاعوا أصلاً النجاة من القصف، مثل حالة سهام المصابة بالسرطان وتكافح لأجل الحصول على جرعات.

نجت بأعجوبة

ليلة أمس كانت سهام تتلقى جرعة العلاج المخصصة في مستشفى وسط قطاع غزة، عندما شنت طائرات الجيش الإسرائيلي غارة على مبنى المرفق الصحي بشكل مباشر ودمرت أجزاء واسعة منه.

نجت سهام بأعجوبة وتقول "لم أعد أخشى الموت بالسرطان الذي أحصل على علاجه بشكل غير منتظم وبصعبوبة. يا خالتي سأموت بالقصف، هذا ما شعرت به الليلة عندما سقطت شظايا على رأسي تسببت بجروح".

وأيضاً كافح عمار لأجل جلسة غسيل كلى، ويشرح حالته "نسيت الكرسي المتحرك عندما نزحت، والآن أولادي يحملوني إلى أي مكان أحتاج الذهاب إليه، عملت على التسجيل في المستشفى من أجل عملية غسيل الكلى، لكني قلت لهم لا أريد الغسيل، ولا أرغب في أن يخاطر أحد بحياته لأجلي".

سلوى تتعامل مع مرض السكري من خلال حقن هرمون الأنسولين لكن مخزون الأدوية بدأ ينفد ولم يعد لديها سوى عبوة واحدة وعدد قليل جداً من الحقن، وهي مضطرة إلى استخدام الإبرة نفسها أكثر من مرة وهذا أمر غير صحي. تقول "الأنسولين يجب حفظه في مكان بارد من أجل الحفاظ على فاعليته، ولا توجد ثلاجات في خيام النزوح".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الأدوية تقترب من الصفر

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن كارثة تقترب من أصحاب الأمراض المزمنة، نتيجة عدم توفر الدواء في مراكز الصحة و"أونروا"، إضافة إلى استمرار انقطاع الكهرباء وعدم وصول إمدادات الإغاثة باستمرار.

وتقول وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكلية "انهارت المنظومة الصحية في غزة وخرجت ثلث المستشفيات من الخدمة، وبات أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن في غزة ينتظرون الموت البطيء بعد توقف الأجهزة الطبية في المستشفيات".

وتضيف "مرضى الضغط والكوليسترول يؤثر فيهم الضغط النفسي، ونتيجة الأحداث رصدنا جزءاً منهم أصيب بالعمى الموقت، هناك أدوية للأمراض المزمنة بدأ تنتهي، كما أنهم تعرضوا لخوف شديد نتيجة الهجمات التي تسببت في خروج المقار الطبية عن تقديم الرعاية".

وبحسب الكيلة فإن طواقم الصحة لاحظت دخول أعداد من مرضى السكري بـ"الغيبوبة الكيتونية"، وبعض مرضى الضغط فقدوا الوعي وبعضهم الآخر تعرض لنزف في المخ، أما الذين يعانون أمراضاً بالدم فأصيبوا بجلطات.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تمكنت من إدخال أربع شاحنات تحمل الإمدادات الصحية لقطاع غزة، وتقول ممثلة المنظمة نعيمة القصير "هناك إمدادات لعلاج الصدمات لنحو 1200 شخص و235 حقيبة محمولة لعلاج الصدمات من أجل تحقيق الاستقرار الفوري للمرضى المصابين، كما تشمل أدوية علاج الأمراض المزمنة لقرابة 1500 شخص، وجرى توفير والأدوية الأساسية والمستلزمات الصحية لما يقارب 300 ألف شخص لمدة ثلاثة أشهر".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير