Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأرض الجرداء سياسية التوغل الإسرائيلي البري في غزة

يعترف جيش تل أبيب بأن القتال شرس ومكلف وصعب

بحسب وزارة الداخلية فإن إسرائيل تحاول فصل مدينة غزة تدريجياً عن جنوبها (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

التوغل البري المحدود سياسة إسرائيل بدلاً من الاجتياح الشامل

بعد مرور نحو أربعة أسابيع على الحرب، بدأ الجيش الإسرائيلي في التوغل البري المحدود لمناطق عدة في قطاع غزة، وجاء تحرك الآليات العسكرية بعد أن اتبعت تل أبيب سياسة الأرض الجرداء الخالية تماماً من المباني.

ولليوم الرابع على التوالي تحاول إسرائيل تنفيذ المرحلة الثالثة من حربها التي تشنها ضد غزة وتتمثل في الاجتياح البري للقطاع محدود المساحة، لكن المراقبين العسكريين في تل أبيب وفلسطين يؤكدون أنه من الصعب تنفيذ هذه المرحلة.

 

توغل وليس اجتياحاً

ووضعت إسرائيل لحربها ضد غزة ثلاث مراحل، وشملت المرحلة الأولى من الحرب تطهير نحو 11 ثكنة عسكرية تمكن مقاتلو حركة "حماس" من السيطرة عليها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أما المرحلة الثانية فتمثلت بضرب البنية التحتية للفصائل واستمرت نحو 20 يوماً، والثالثة الاجتياح البري.

وحتى اللحظة لم تجتح إسرائيل قطاع غزة بل توغلت فيه أمتاراً عدة، وثمة فرق عسكري بين المصطلحين، ويوضح أستاذ العلوم العسكرية اللواء سعيد فنونة أن الاجتياح يعني دخول الأرتال العسكرية من الدبابات والمدفعية والجنود والسيطرة على الهدف والحفاظ عليه، أما التوغل فيعني تقدم لآليات هندسية ودبابات لمساحات محدودة أو واسعة مع عودتها أو تمركزها في الهدف.


محاور التوغل

وبحسب المتابعة الميدانية فإن القوات البرية الإسرائيلية تقدمت في غزة خلال الأيام الأربعة الماضية في ثلاثة محاور، كان الأول في منطقة الشمال الغربي والثاني الشمال الشرقي والثالث من وسط القطاع في منطقة جحر الديك القريبة التي توصل إلى مركز مدينة غزة.

 

ووسط تعتيم شديد تواصل الدبابات توغلها المحدود في مساحات غير مأهولة من غزة أو مناطق تم تدميرها وتسويتها بالكامل، لكن سرعان ما تنسحب الآليات العسكرية وتعود أدراجها، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي أن أرتالاً من الدبابات وقوة من المشاة شاركت في دخول غزة لتنفيذ هجمات ضد أهداف عدة قبل الانسحاب.

الأرض الجرداء

وعلى الأرض فإن القوات الإسرائيلية وصلت من منطقة شمال غزة إلى حي الكرامة، أي قطعت الدبابات مسافة تزيد على ثلاثة كيلومترات، لكن قبل أن تصل هذه النقطة فإن الطائرات المقاتلة دمرت المنطقة بالكامل.

وكانت منطقة الكرامة عبارة عن تجمع سكني يضم نحو 120 برجاً وعمارة سكنية ويقطنها نحو 11 ألف نسمة، لكنها سويت بالأرض على مدار الأسبوعين الماضيين، تارة بالطائرات الحربية وتارة أخرى بالمدفعية الإسرائيلية، ثم دخلت القوات البرية.

ويقول اللواء فنونة "لقد وضعت إسرائيل خططها في القتال على سياسة الأرض الجرداء في منطقة الكرامة، وهذا يعني أنها دمرت مدناً وأحياء بصورة كاملة، وهذا الحي مأهول بالمباني ولا يمكن التقدم فيه براً إلا بعد تسويته بالأرض لتصبح الخسائر أقل، والقتال يتحول كأنه حرب جيوش وليس شوارع".

ويضيف، "في جميع الحروب التي دارت خلال الأعوام الأخيرة لم نشهد خطط الأرض الجرداء القاحلة، وما كنا نسجله ما يسمى بالتدمير السجادي، سياسة إسرائيل في غزة هي الأعنف والأشرس، والغريب في العلم العسكري أنها على رغم تحويل الأرض لمصالحها إلا أنها لم تحافظ على المناطق التي وصلت لها".

فصل غزة

وتمكنت المعدات العسكرية من دخول غزة من منطقة جحر الديك وسط غزة، ووصلت إلى شارع صلاح الدين الذي يعد أكثر الطرقات أهمية، ومنه اقتربت نحو وسط مركز مدينة غزة.

لكن منطقة جحر الديك هي عبارة عن أراض زراعية وخالية من السكان بصورة كاملة، وعلى رغم ذلك ترافق هذا التوغل مع غارات وقصف مدفعي عنيف، وتعد هذه النقطة الأضعف في غزة، وعلى رغم ذلك فإنها الأقرب لمركز المدينة بخاصة مستشفى الشفاء.

ويوضح فنونة أن منطقة جحر الديك سهلة للاجتياح، واتبعت فيها إسرائيل خططاً تقليدية سبق أن استخدمتها في عمليات عسكرية سابقة، لكنه يشير إلى أن هذا المحور شهد قتالاً دامياً بين طرفي الصراع من دون محافظة الجيش على تقدمه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب وزارة الداخلية في غزة فإن إسرائيل تخطط لفصل مدينة غزة عن باقي محافظات القطاع، ويقول المتحدث باسمها إياد البزم "لقد أباد الجيش مناطق سكنية كاملة في القطاع، وبحسب متابعتنا للخطط العسكرية فإن تل أبيب تهدف لفصل شمال غزة عن جنوبها".

خسائر واعترافات بشراسة القتال

وعلى رغم تمهيد الأرض وجعلها جرداء إلا أن القتال على الأرض لم يكن سهلاً، وتؤكد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" أنها تمكنت من تدمير 22 آلية عسكرية، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 11 من جنوده في المعركة البرية.

ويقول عضو قيادة الحركة علي بركة إن الهجوم الإسرائيلي البري فشل على محاور ثلاثة، وسقط عشرات الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح، مؤكداً أن القوات واجهت مقاومة صلبة ومتماسكة وتجربتها في التوغل البري كانت صعبة.

ومن ناحية إسرائيل فقد أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قواته تكبدت خسائر مؤلمة في غزة.

وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري إنه "على رغم أن القوة الجوية تشترك مع القوات البرية لضرب ’حماس‘ إلا أن عناصرهم يخرجون للاشتباك معنا"، مضيفاً أن "الأجواء معقدة وهذا مؤلم، ففي كل توغل يكون هناك خطر على الجنود، ونحن نواجه ضراوة قتال والعملية شرسة ومعقدة ومكلفة".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط