Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحصبة تحاصر أطفال السودان في معسكرات النازحين

ارتفاع معدل الوفيات لسوء التغذية وتراجع التحصين وتحذيرات من عواقب وخيمة

الأطفال في السودان أكثر تعرضاً للإصابة بعدوى الحصبة (أ ف ب)

ملخص

تكدس المئات أدى إلى ظهور مشكلات صحية كثيرة فضلاً عن تفشي الأوبئة مع عدم وجود أدوية كافية ونسبة كبيرة من الأطفال في حاجة إلى إجراء فحوصات طبية بشكل دوري.

مع تصاعد العنف في السودان جراء حرب الخرطوم تزداد الأوضاع الصحية سوءاً، مما يتطلب التدخل العاجل لإنقاذ الموقف، بخاصة بعد أن حذرت منظمة أطباء بلا حدود من خطر انتشار مرض الحصبة في معسكرات إيواء النازحين بولايات البلاد المختلفة وتحوله إلى وباء.

وبحسب تقرير وزارة الصحة السودانية الوبائي في الفترة من 15 أبريل (نيسان) وحتى 20 أكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، بلغت جملة الحالات التي تم تبليغها أربعة آلاف و166 حالة إصابة، وتوفي 101 طفل بالحصبة، وأعلنت الوازرة عن حملة تطعيم شاملة خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي في عدد من الأقاليم تهدف إلى تحصين الأطفال.

عقبات ومعالجات

في السياق ذاته قال وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم إن "معدل وفيات الأطفال زاد أخيراً نتيجة تفشي عدد من الأمراض وسوء التغذية، فضلاً عن خفض معدلات التحصين، وهناك ترتيبات لبداية حملات التحصين لمرض الحصبة لانتشاره في الفترة الأخيرة ببعض الولايات، وتم تسلم معظم اللقاحات عبر منظمة التحالف العالمي واليونيسف وتسليمها إلى إدارة التحصين".

وأشار إلى بعض العقبات التي تواجه تنفيذ الحملات في بعض أقاليم البلاد مع العمل على تذليلها من أجل التنفيذ الجاد خلال الفترة المقبلة. ونبه إلى "ضرورة الاستفادة من الدعم المقدم من منظمة (يونيسف) في تنفيذ البرامج والخطط لبداية حملات تطعيم الأطفال".

حالات ووفيات

ومنذ اندلاع الصراع المسلح بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" منتصف أبريل وحتى 20 أكتوبر الماضيين، بلغت جملة الحالات التي تم تبليغها عن مرض الحصبة 4 آلاف و166 حالة إصابة، تم تسجيلها في 11 ولاية سودانية هي القضارف 59 حالة والخرطوم ثماني حالات والجزيرة 212 حالة وكسلا 290 والبحر الأحمر 87 حالة، وكذلك النيل الأبيض 3059 حالة والنيل الأزرق 270 حالة ونهر النيل 37 وشمال دارفور 104 وسنار ثلاث حالات وغرب كردفان حالة واحدة، في المقابل أعلنت ولاية الجزيرة خلال الأسبوع الماضي وجود 418 حالة اشتباه بالحصبة في الإقليم منها 130 حالة وافدة من ولاية الخرطوم، وبحسب وزارة الصحة الاتحادية فقد أودى المرض بحياة 101 طفل في السودان.

وتدشن وزارة الصحة السودانية حملات تطعيم ضد الحصبة والحصبة الألمانية خلال شهر نوفمبر الجاري في عدد من أقاليم البلاد المختلفة، وتبدأ الحملة بولاية الجزيرة جنوب الخرطوم وتستهدف نحو ثلاثة ملايين طفل من عمر تسعة أشهر إلى 15 سنة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واعتبرت مدير الإدارة العامة للرعاية الصحية الأساسية رحاب الزين أن "تفاقم مشكلة النزوح أدى إلى خطورة الوضع الوبائي بالولاية"، وطالبت جميع الشركاء بضرورة تقديم الدعم لإنجاح الحملة والوصول للمستهدفين عبر خطة محكمة.

وأضافت أن "الحملة تأتي بغرض تنفيذ أهداف برامج التحصين الموسع في وزارة الصحة الاتحادية والولايات، فضلاً عن أهداف منظمة الصحة العالمية للتصدي للأوبئة".

وأشارت الزين إلى أن "عام 2024 سيشهد دخول لقاح الحصبة الألمانية ضمن التطعيم الروتيني للأطفال".

أدوار غائبة

انتقد مدير مركز الشيماء لإيواء النازحين بمدينة ربك في ولاية النيل الأبيض أبو بكر محمد خضر ضعف الدور الحكومي واهتمام المنظمات بأطفال مراكز النزوح وكبار السن، وغياب المساعدات الإنسانية والدواء في غالبية المراكز، فضلاً عن الرعاية الصحية.

وقال خضر إن "اليافعين يعانون مشكلات صحية وسوء تغذية مما يهدد سلامتهم ويعرضهم للإصابة بمرض الحصبة حال استمر الوضع على ما هو عليه".

ويعتب مدير مركز الشيماء لإيواء النازحين على ضعف التفاعل الإنساني من قبل المنظمات الذي وصفه بأنه "لم يكن بحجم المعاناة والمأساة التي يعيشها أطفال السودان جراء هذه الحرب".

ولفت خضر إلى أن "تكدس المئات أدى إلى ظهور مشكلات صحية كثيرة، فضلاً عن تفشي الأوبئة في وقت نعاني فيه عدم وجود أدوية كافية، كما أن نسبة كبيرة من الأطفال في حاجة إلى إجراء فحوصات طبية بشكل دوري وتقديم العلاجات المطلوبة".

عواقب وخيمة

من جهته يرى الطبيب المتخصص في مكافحة العدوى مختار عبدالغني أن "الحصبة عدوى فيروسية حادة، يمكن أن تنتقل بسهولة من شخص إلى آخر، وقد تكون عواقبها على الأطفال الصغار وخيمة، إذ إنهم أكثر عرضة للإصابة بها نظراً إلى عدم اكتمال نمو جهازهم المناعي أو عدم تلقيهم اللقاحات الكافية، لكنها قد تشكل خطراً كبيراً أيضاً على البالغين".

وطالب عبدالغني بضرورة تنفيذ حملات تطعيم عاجلة في مراكز إيواء النازحين بولايات السودان بخاصة بعد ظهور عدد من الحالات في ولاية النيل الأبيض وسط البلاد، لافتاً إلى أن "التحصين باللقاح فعال ويحمي نحو 99 في المئة من الملقحين، ويؤدي ذلك في العادة إلى مناعة مدى الحياة لذلك يجب عدم إهماله".

وأبدى المتخصص في مكافحة العدوى تخوفه من ظهور حالات الحصبة وشلل الأطفال في بعض ولايات دارفور التي شملتها الحرب ويصعب الوصول إليها لتقديم الخدمات الصحية، كما هي الحال في العاصمة الخرطوم.

وبين عبدالغني أن "الوضع لا يزال مطمئناً والإصابة لم تنتقل بعد إلى كبار السن، ومحصورة حتى الآن وسط الصغار، والحصبة قد تكون مميتة للكبار لأنها تسبب لهم التهابات في الدماغ والجهاز التنفسي".

المزيد من متابعات