ملخص
بريطانيا تسجل مستويات وفيات أطفال قياسية العام الماضي
كشفت أرقام جديدة صادمة، عن تسجيل بريطانيا مستويات وفيات أطفال قياسية العام الماضي، حيث سجلت وفاة مئات الأطفال منذ الجائحة.
وكشفت بيانات جديدة من "قاعدة البيانات الوطنية لوفيات الأطفال" National Child Mortality Database أن أكثر من 3700 طفل ماتوا في إنجلترا بين أبريل (نيسان) 2022 ومارس (آذار) 2023، وتشمل الأسباب سوء المعاملة والإهمال والانتحار والوفيات ما قبل الولادة وحديثي الولادة والجراحة، مع اعتبار أكثر من ثلث الحالات قابلة للتجنب.
وأشارت البيانات إلى أن الأطفال في المناطق الفقيرة كانوا أكثر عرضة بمرتين للوفاة من الأطفال في المناطق الأكثر ثراء، في حين أن 15 في المئة من المتوفين كانوا معروفين لدى الخدمات الاجتماعية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وانتقدت الدكتورة كاميلا كينغدون، رئيسة "الكلية الملكية لطب وصحة الأطفال" Royal College of Paediatrics and Child Health، وإحدى أبرز طبيبات الأطفال في المملكة المتحدة، الحكومة لفشلها في التحرك لمعالجة فقر الأطفال [الأطفال الذين يعانون من الفقر]، الذي قالت إنه يسبب الوفيات "التي لا تغتفر" و"والتي كان من الممكن تجنبها".
وأشار التقرير أنه "في حين انخفض معدل الوفيات في الأحياء الأقل فقراً بشكل طفيف عن العام السابق، استمر معدل الوفيات في المناطق الأكثر فقراً في الارتفاع، وهذا يدل على اتساع أوجه عدم المساواة".
وارتفع إجمالي وفيات الأطفال للعام الماضي من 3454 في 2021-2022، و3056 في 2020-2021، و3414 في 2019-2020 وكان هناك ارتفاع كبير في وفيات الأطفال دون سن الرابعة منذ الحجر الصحي بسبب كوفيد عام 2021.
بالنسبة للأطفال ذوي البشرة السوداء، كان معدل الوفيات أكثر من ضعف معدل وفيات الأطفال البيض بنسبة 56.6 لكل 100 ألف مقارنة بـ25 لكل 100 ألف [عند البيض].
وأجري حوالى 3271 تدقيقاً في وفيات العام الماضي والذي وجد أن 39 في المئة منها كان يمكن تجنبها من خلال التدخل، مسجلة ارتفاعاً من 36 في المئة في العام الذي سبقه.
وهي تشمل:
تسجيل وفاة 520 طفلاً من بين ما يزيد قليلاً على 1000 في عمر ما قبل الولادة إلى حديثي الولادة.
تسجيل 78 حالة وفاة مرتبطة بظروف طبية أو جراحية.
تسجيل 71 حالة انتحار لدى أطفال.
تسجيل 55 حالة وفاة مرتبطة بعدوى.
تسجيل 54 حالة وفاة بسبب سوء المعاملة أو الإهمال المتعمد.
وطبقاً للتقرير، فإن 15 في المئة من الأطفال الذين توفوا العام الماضي كانوا معروفين للخدمات الاجتماعية وقت وفاتهم، و42 في المئة من 496 حالة وفاة جرى التدقيق بها كان يمكن تجنبها.
وأشارت الدكتورة كينغدون إلى أن "هذه الإحصائية مروعة ولكن كان بالإمكان تجنبها. ووراء هذه البيانات الفظيعة التي نُشرت اليوم، هناك مجموعة كاملة من النتائج الصحية المتدهورة للأطفال والسبب الواضح وراء تلك الإحصائية هو ارتفاع فقر الأطفال في المملكة المتحدة".
وأضافت "إن الفقر والتفاوت الصحي وما يرتبط بهما من خسائر في الأرواح أمر لا مفر منه. كما أن الفقر خيار سياسي، وقد أتيحت لحكومتنا فرصة كبيرة لمعالجته. وإن أرادت حكومتنا أن تكون جادة بشأن الصحة، فعليها أيضاً أن تكون جادة بشأن الفقر وعدم المساواة".
وأكملت "إن مثل هذه الأرقام في دولة غنية مثل أمتنا لا تغتفر. كما يجب أن يُصبح الحد من فقر الأطفال في نهاية المطاف أولوية وطنية. نحن بحاجة إلى استراتيجية واضحة، مع أهداف قابلة للقياس على المستويين الوطني والمحلي، وتشديداً قوياً على التدابير الصحية الوقائية. ويجب أن تكون هذه دعوة للاستيقاظ لنا جميعاً وأحث قادتنا السياسيين على اتخاذ إجراءات ملموسة".
وصرح متحدث باسم الحكومة أن "هناك 1.7 مليون شخص أقل تحت وطأة الفقر المدقع مقارنة بعام 2010، بما في ذلك 400 ألف طفل، ونحن نقدم حزمة دعم قياسية بقيمة 3300 جنيه استرليني (4057 دولاراً) لكل أسرة في المتوسط".
وأضاف "اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول) 2022، بدأت أنظمة الأمومة والمواليد المحلية في نشر خطط عمل للإنصاف والمساواة لمعالجة الفوارق التي تعاني منها النساء والأطفال من الأقليات العرقية وأولئك الذين يعيشون في المناطق الأكثر فقراً. ويعتمد هذا على التوجيه الوطني لهيئة "خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا" ويدعمه استثمار بقيمة 6.8 مليون جنيه استرليني (8.4 مليون دولار)".
© The Independent