ملخص
تبلغ نسبة الإصابات بالسل لدى قطيع الأبقار في تونس 30 في المئة، وفق عميد البياطرة، فيما تتأتى 60 في المئة من الأمراض الخطرة لدى الإنسان من الحيوانات.
تسود حال من القلق بين التونسيين بعد اكتشاف أمراض حيوانية شديدة العدوى، مما يهدد بانتقالها إلى الإنسان على غرار السل لدى الأبقار، ويشكل تهديداً على سلامة اللحوم والحليب الذي يوزع بصورة عشوائية من دون مراقبة ولا تعقيم.
كانت البداية بإعلان صحيفة محلية بيع 10 أبقار صادرة عن مركب فلاحي بسليانة شمال غربي تونس، مما أثار حفيظة عمادة البياطرة التي قالت إن الأبقار المعروضة للبيع مصابة بالسل، ودعا عميد الأطباء البياطرة أحمد رجب وزارة الفلاحة إلى التدخل من أجل إبطال عملية البيع، مما أعاد فتح ملف الأمراض الحيوانية التي تشكل خطراً على الإنسان.
وقال رجب لـ"اندبندنت عربية" إن القانون رقم 95 لعام 2005 المتعلق بتربية الماشية والمنتجات الحيوانية في تونس يحظر على كل مالك أو مربي الاتجار بالحيوانات المصابة بأمراض مثل السل والأمراض شديدة العدوى التي تسبب خسائر اقتصادية ويمكن أن تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، منوهاً بأن الأبقار المصابة بالسل لا تحمل علامات ويمكنها إطلاق جرثومة المرض في الحليب ومن ثم نقلها إلى البشر.
تصاعد التحذيرات
وتبلغ نسبة الإصابات بالسل لدى قطيع الأبقار في تونس 30 في المئة في الأقل، وفق عميد البياطرة، فيما تتأتى 60 في المئة من الأمراض الخطرة لدى الإنسان من الحيوانات.
يشار إلى أن تونس تعرف مئات الإصابات بالسل لدى البشر جراء انتقاله من الحيوان، وتصاعدت التحذيرات من أخطار صحية ناجمة عن انتشار السل الحيواني الذي يتسبب فيه استهلاك الألبان غير المعقمة أو الخاضعة للرقابة، وأسهم نقص الحليب المعلب في ارتفاع الإقبال على الحليب الخام الذي قد يهدد صحة الإنسان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتسجل تونس سنوياً 29 حالة عدوى جديدة بمرض السل من بين كل 100 ألف شخص، 60 في المئة منها حالات سل خارج الرئتين، وتأتي من عدوى السل الحيواني التي يتسبب فيها استهلاك الحليب غير المعقم ومشتقاته ولحوم البقر المصابة بمرض السل، بحسب بيانات وزارة الصحة التونسية، أي بمعدل 3600 حالة سنوياً.
وسجلت تونس كذلك أربع حالات وفيات و274 نفوق حيوان منذ بداية العام الحالي بسبب داء الكلب الذي يصيب الحيوانات وينتقل إلى الإنسان، وأرجع عميد الأطباء البياطرة هذا الأمر إلى عدم مراجعة البرنامج الوطني لمقاومة داء الكلب منذ عام 1982، متهماً دوائر الإنتاج الحيواني التابعة لوزارة الفلاحة بالتقصير.
وشدد رجب على ضرورة استحداث استراتيجية لمقاومة داء الكلب والقضاء عليه في تونس، مذكراً بأن عام 2022 شهد تسجيل خمس حالات وفاة بداء الكلب وست حالات عام 2021.
استراتيجية خماسية
ودعا عميد الأطباء البياطرة إلى ضرورة القضاء على داء الكلب الذي يستوجب التلقيح من أجل ضمان صحة البشر، مشيراً إلى أن "منظمة الصحة العالمية أقرت أن من 60 إلى 70 في المئة من الأمراض الخطرة لدى الإنسان مثل داء الكلب والسل وحمى غرب النيل المتسببة في العقم والشلل هي من أصل حيواني".
وذكر رجب أن داء الكلب لا يصيب الكلاب فحسب، بل يصيب حيوانات عدة، لافتاً إلى أن من بين الحيوانات التي نفقت عام 2023 بسبب هذا الداء 195 كلباً، 30 في المئة منها كلاب سائبة، إلى جانب قطط وأبقار وخيول وماعز ونعاج.
يشار إلى أن فئة كبيرة من التونسيين أصبحت مكرهة على الاستغناء عن اللحوم الحمراء بسبب غلائها، بينما أسهم انتشار الأمراض الحيوانية أيضاً في استغناء فئة أخرى عنها، إذ كان معدل الاستهلاك السنوي للمواطن التونسي من اللحوم في حدود 9.5 كيلوغرام، وتراجع إلى 8.3 كيلوغرام وهو أقل من المعدل العالمي.
ووضعت وزارة الفلاحة التونسية منذ عام 2018 استراتيجية تمتد حتى عام 2032 للقضاء على مرض سل الأبقار، وتنفذ وزارة الصحة استراتيجية خماسية لمكافحة السل، من أبرز قواعدها الكشف المبكر بهدف قطع سلسلة المرض وتحقيق الشفاء التام بالشراكة مع المجلس الأعلى للبياطرة ووزارة الفلاحة.
يذكر أن مصالح وزارة الفلاحة في كل المحافظات تقدم سنوياً جدولاً زمنياً لتلقيح القطيع الحيواني لدى الخواص لمجابهة أمراض السل والكلب مجاناً.