Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفط يتعافى من أسوأ هبوط في 6 أشهر وسط مخاوف الطلب

ضعف النمو الصيني وزيادة حجم المعروض بالسوق يضغطان على الأسعار

ارتفع سعر خام برنت القياسي بنسبة 0.7 في المئة ليصل إلى 74.82 دولار للبرميل (اندبندنت عربية)

ملخص

مع تراجع طلب أكبر مستورد للنفط في العالم الصين يزيد الضغط هبوطاً على الأسعار

تعافت أسعار النفط قليلاً اليوم الخميس من أسوأ هبوط وصلت إليه في ستة أشهر خلال جلسة تداول العقود الآجلة أمس الأربعاء، وارتفع سعر خام برنت القياسي بنسبة 0.7 في المئة ليصل إلى 74.82 دولار للبرميل، وزاد سعر الخام الأميركي الخفيف "مزيج غرب تكساس" بنسبة 0.6 في المئة لكنه ظل دون مستوى الـ 70 دولاراً للبرميل عند 69.80 دولار للبرميل.

وكانت أسعار النفط هبطت أمس مع صدور أرقام رسمية حول الإنتاج الأميركي إلى نهاية الربع الثالث، أظهرت ارتفاعاً غير مسبوق فوق 13 مليون برميل يومياً، على رغم انخفاض المخزونات الأميركية، كما ذكر المحللون في شركة "إيه إن زي" في مذكرة لهم.

من جانبه قال محلل شؤون النفط في شركة "بي أم في أويل" جون إيفانز في مقابلة مع "رويترز" اليوم إنه "مع تراجع طلب أكبر مستورد للنفط في العالم الصين يزيد الضغط هبوطاً على الأسعار، بخاصة مع استمرار أكبر منتج للنفط في العالم الولايات المتحدة، في ضخ النفط بأقصى طاقة".

وأظهرت أرقام إدارة معلومات الطاقة الأميركية الصادرة أمس، ارتفاع مخزونات البنزين الأسبوع الماضي بأعلى من المتوقع لتصل إلى 223.6 مليون برميل مضيفة 5.4 مليون برميل في أسبوع، بينما كانت تقديرات السوق بأن تزيد بنحو مليون برميل فحسب.

في الوقت نفسه أظهرت أرقام الجمارك الصينية أن واردات النفط إلى الصين في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي انخفضت بنسبة 9.2 في المئة عن مثيلتها في العام الماضي، وبلغت واردات بكين الشهر الماضي 10.33 مليون برميل يومياً، أي بأقل من نحو مليون برميل يومياً عن ورادات ثاني أكبر اقتصاد في العالم خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي التي سجلت 11.53 مليون برميل يومياً.

العرض والطلب

وكانت أسعار النفط تراجعت بشدة أمس في ظل زيادة المخاوف من تخمة معروض نفطي في السوق مع ضعف الطلب وزيادة الإنتاج الأميركي من الخام.

وهبط سعر خام برنت القياسي بنسبة 3.76 في المئة إلى 74.30 دولار للبرميل، بينما هوى سعر الخام الأميركي الخفيف بنسبة 4.07 في المئة إلى 96.38 دولار للبرميل، وسط خشية المحللين والمتعاملين في عقود النفط الآجلة من تخمة معروض تزيد على مستوى الطلب العالمي في حال استمرار ضعف النمو الاقتصادي وتراجع توسع النشاط، بخاصة ضمن الاقتصادات الكبرى في الصين وأميركا وأوروبا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتزامن الهبوط مع زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية، إذ يقود البلدان تحالف "أوبك+" للمنتجين من "أوبك" وخارجها، وكان التحالف أبقى على سقف الإنتاج الرسمي المخفض في اجتماعه نهاية نوفمبر الماضي، لكن مع زيادة الخفض الطوعي من قبل عدد من دول التحالف وتمديده حتى نهاية الربع الأول من العام المقبل 2024.

وبتعهدات الخفض الطوعي، خصوصاً من السعودية وروسيا وعدد من المنتجين الآخرين، وصل الخفض الإضافي للإنتاج إلى نحو 2.2 مليون برميل يومياً، ومع ذلك واصلت أسعار النفط التراجع منذ ذلك الاجتماع والإعلان عن التعهدات، لتتدنى بنسبة 10 في المئة تقريباً خلال الأسبوع الأول من شهر ديسمبر (كانون الأول) الجاري، على رغم تصريحات نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أول من أمس الثلاثاء بأن تحالف "أوبك+" مستعد لتعزيز خفض الإنتاج في الربع الأول من العام المقبل للقضاء على المضاربات والاضطراب.

خفض معدلات التضخم

وفي تحليل لشبكة "سي أن بي سي" أظهر أن هبوط أسعار النفط ربما يكون خبراً جيداً للاحتياط الفيدرالي (المركزي الأميركي) الذي يسعى إلى خفض معدلات التضخم، لكنه في الوقت نفسه خبر سيئ لشركات الطاقة الأميركية الكبرى، تحديداً بعض شركات الغاز والنفط الصخري التي عادت لزيادة إنتاجها مع ارتفاع الأسعار بصورة معقولة، فقد تضطر إلى تقليل منصات الإنتاج مع تراجع الأسعار دون حاجز 70 دولاراً للبرميل.

ويخيم قلق عام على الأسواق والمستثمرين في شأن الاقتصادات الكبرى وسط استمرار ارتفاع أسعار الفائدة والتردد الواضح من قبل البنوك المركزية في بدء خفضها مبكراً، إذ تطغى حال من الاضطراب مع نهاية العام وخطط المستثمرين حول أين يضعون ثرواتهم خلال الأشهر المقبلة من دون التعرض لأخطار عالية؟، وهذا ما يجعل عدداً كبيراً من المتعاملين يلجأون إلى البيع، سواء الأسهم والسندات أو عقود السلع الآجلة بانتظار مؤشرات أداء الاقتصاد مع بداية العام المقبل.