Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اقتراب نازحي غزة من حدود مصر يجدد مخاوف التهجير

نصبوا خيامهم على بعد 100 متر من السياج هرباً من القصف

ملخص

نحو نصف مليون نازح من سكان غزة تفصلهم 1500 متر عن مدينة العريش المصرية فيما الخيام تبعد 100 متر من الحدود

لم تجد زينب مكاناً تنصب فيه خيمة إيواء لصغارها سوى قرب الحدود مع مصر لعلها تحميهم من حمم القذائف التي ترميها إسرائيل على سكان غزة، وهي تعتقد أن نزوحها هذا سيتكرر، لكنها تتخوف من أن يكون خارج حدود القطاع.

قبل يومين نزحت زينب بصورة قسرية إلى محافظة رفح، أقصى جنوب غزة، وهي آخر منطقة في القطاع، وتقع بمحاذاة الحدود المصرية، وعلى بعد مسافة 100 متر من السياج الحدودي نصبت خيمة إيواء بمفردها بحثاً عن الأمان.

للمرة الرابعة تختبر زينب النزوح، إذ كانت تعيش بالأساس في مدينة بيت لاهيا شمالاً، ثم هربت إلى مخيم الشاطئ وسط مدينة غزة، ولاحقتها الدبابات إلى هناك، فاضطرت إلى الشرود باتجاه مدينة خان يونس جنوباً، وأخيراً وصلت إلى رفح.

تقول زينب إنها مضطرة إلى تجربة النزوح المتكرر لحماية أطفالها الخمسة، فهي المعيل الوحيد لهم بعد مقتل والدهم في الجزء الشمالي من القطاع، وتسعى دائماً إلى اتباع أوامر الجيش الإسرائيلي لعلها تنجو بروحها من الحرب الدامية.

أوامر الإخلاء

مع توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية البرية لتشمل مدينة خان يونس التي كانت تضم أكبر عدد من النازحين، أمرت تل أبيب سكان المدينة والنازحين فيها من سكان شمال القطاع إلى إخلائها فوراً والتوجه إلى محافظة رفح.

وحدد الجيش مناطق اللجوء والنزوح الجديدة إلى أماكن معينة في رفح، وهي المواصي ومخيم الشابورة وتل السلطان، وجميعها تقع أقصى جنوبي قطاع غزة، قرب الحدود المصرية.

وفور بدء تحرك الدبابات في مدينة خان يونس الأربعاء الماضي سجل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية حركة نزوح واسعة تقدر بنحو مليون شخص توجهوا جميعهم باتجاه مدينة رفح.

نكبة جديدة

إلى جانب خيمة زينب نصب مئات آلاف النازحين خيامهم قرب الخط الفاصل بين غزة ومصر، وذكرت منسقة مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لين هاستينغز أن تلك المنطقة لا تحظى برعاية من مقدمي الخدمات الإنسانية، حيث افترشت النساء الأرض الرملية، وأحضر الشباب أكواماً من أغصان الأشجار لاستخدامه كوقود للطبخ.

وتضيف زينب "رفح مدينة صغيرة، ومعظمها أراضٍ رملية، ولم يعد هناك مكان يتسع للأعداد الكبيرة من النازحين، لقد حشرتنا إسرائيل جميعاً قرب شمال سيناء، أعتقد أن هذا الأمر مخطط له منذ بداية الحرب، حيث يسعى الجيش الإسرائيلي إلى تهجيرنا خارج حدود القطاع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب حديث زينب فإن الجيش الإسرائيلي يكذب عندما نشر أن محافظة رفح ستكون آمنة، بينما لا يوجد مكان آمن في القطاع، وتعتقد الأم الخائفة أن الدبابات ستلاحق النازحين عاجلاً أم آجلاً في رفح حتى تدفع الجميع لاجتياز الحدود.

النازح عماد نصب خيمته قرب الحدود المصرية. يقول "رفح صغيرة المساحة، ولا تكفي من الأساس لأعداد سكانها، المناطق الرملية الفارغة هي فقط المتاحة أمام المشردين، وغالب هذه المساحات قرب الحدود المصرية".

ويضيف عماد "الإسرائيليون يريدون نكبة أخرى، لو قرأ أي مراقب مسار النزوح الداخلي فإن الجيش ظل يدفع بالسكان باتجاه الجنوب حتى كدسنا جميعاً في رفح، وذلك ليس صدفة، إسرائيل تخطط لكل خطوة تقوم بها".

المؤسسات الدولية قلقة

يعتقد جميع المشردين أن هربهم من الموت من مدينة خان يونس سيتكرر إذا اجتاحت المقاتلات الإسرائيلية المدرعة مدينة رفح، لكن عماد وباقي النازحين الذين استمعت لهم "اندبندنت عربية" عقدوا العزم على ألا يتجاوز نزوحهم مدينة رفح.

حشر إسرائيل لسكان غزة قرب حدود مصر أثار غضب مؤسسات الأمم المتحدة وبحسب منسقة مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لين هاستينغز فإن نحو نصف مليون نسمة من سكان غزة اقتربوا من الحدود المصرية وتفصلهم 1500 متر عن مدينة العريش المصرية.

وذكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن إسرائيل تحاول فرض خطط تهجير جديدة في غزة، وتعمل على فرض منطقة عازلة، تتيح للجيش قضم أجزاء من أراضي القطاع مما يعني إجبار مزيد من المدنيين على النزوح المتدرج باتجاه الحدود مع مصر.

التهجير بالقوة مرفوض

من السلطة الفلسطينية يقول وزير الخارجية رياض المالكي إن إسرائيل تطلب من النازحين في قطاع غزة مزيداً من النزوح لحشرهم وتحديد حركتهم باتجاه واحد نحو معبر رفح الحدودي مع مصر. ويضيف "المرحلة الثانية من الحرب التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي تتيح التهجير بالقوة والأمر الواقع، من خلال إجبار أهالي القطاع إلى النزوح في البداية من الشمال إلى الجنوب، ثم تشديد القصف لإجبارهم على الاتجاه نحو معبر رفح".

 

ويوضح المالكي أن إسرائيل أخذت تدرك أن المدة الزمنية التي تتمتع بها في حربها الدموية آخذة في النفاد، وأصبحت محدودة نسبياً، وعليه تقوم بتحويل القطاع إلى ركام غير صالح للحياة، وتجبر مواطنيه بكل الوسائل على تركه، لتعلن في ما بعد وبهذا الأسلوب الوحشي أنها حققت أهدافها" لافتاً إلى أنهم على اتصال مع القيادة المصرية لرفض خطط التهجير.

مصر لن تسمح

من جهته يقول رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية ضياء رشوان إن "إسرائيل تتحدى المجتمع الدولي كله بقصفها المتواصل على قطاع غزة ودفع سكانه باتجاه الحدود المصرية"، مضيفاً أن "القاهرة لن تسمح بتمرير هذا المخطط مهما كانت النتائج، ولا أحد يستطيع فرض أمر واقع بالقوة، نحن نمتلك كل الأدوات التي تمكننا من الحفاظ على أراضينا وأمنها القومي". وتابع "سعي إسرائيل إلى التهجير القسري لأبناء غزة يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، ونحن أبلغنا الأطراف المعنية بأن محاولات تهجير سكان القطاع نحو سيناء أمر يعد خطاً أحمر لن تسمح القاهرة بتخطيه مهما كانت النتائج".

ومن جهة إسرائيل، يؤكد المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء أوفير جندلمان أن الجيش لا يطلب من سكان غزة مغادرة القطاع، ولا توجد خطة لإجلائهم إلى قرب الحدود المصرية، والعلاقة التي تربط إسرائيل ومصر استراتيجية مهمة، والدولتان تتعاونان لمنع اقتحام جموع من الفلسطينيين في غزة الحدود إلى سيناء".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات