ملخص
متخصصون استبعدوا تحول الصراعات السياسية بين أحزاب الأنبار إلى معارك مسلحة أو قبلية.
تتزايد المخاوف من تحول الصراعات السياسية بين الأحزاب المتنفذة في محافظة الأنبار العراقية إلى صراعات مسلحة نتيجة استمرار الخلافات داخل المكون الواحد، فكثيراً ما كانت تلك المحافظة صانعة لقرار المكون السني خلال الأعوام الأخيرة.
لكن متخصصين في الشأن السياسي العراقي استبعدوا تحول الصراعات السياسية بين الأحزاب المتنفذة في الأنبار إلى معارك مسلحة أو قبلية وغيرها، موضحين أن المحافظة شهدت استقراراً أمنياً كبيراً بعد عمليات تحريرها من عصابات "داعش" الإرهابية، إذ ما زالت تجربة التنظيم المتطرف حاضرة في أذهان الجميع.
والأنبار تقع في غرب بلاد الرافدين، وهي محافظة ذات غالبية سنية عانت سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي عليها عام 2014، ومع عودة الحياة والاستقرار والإعمار إليها بعد تحريرها في 2017، استمرت الصراعات السياسية على السلطة فيها.
وشهدت الأنبار، لا سيما بعد انتهاء عمليات تحرير المحافظة الغربية، حملة إعمار وبناء لم تشهدها المدينة منذ 2003 وتحولت بعض الأماكن فيها إلى مواقع سياحية جذبت أهالي المحافظات الأخرى.
توتر في الشارع الأنباري
ورأى السياسي المستقل من محافظة الأنبار أحمد الفهداوي أن "الشارع الأنباري يعيش حال تخوف من تحول الصراع والتنافس بين الأحزاب السياسية داخل المحافظة إلى توتر ينعكس على الوضع الداخلي والأمني، خصوصاً أن الفترات السابقة شهدت كوارث أمنية نتيجة الصراع السياسي".
إلى ذلك أشار المتخصص السياسي والأمني عقيل الطائي إلى أن معظم الصراعات الحزبية إن لم تكن جميعها ليست بسبب الأيديولوجيات أو البرامج الانتخابية أو السباق إلى من يقدم خدمات أفضل، بل هو صراع مصلحي من أجل التفرد بالسلطة أو النفوذ، إلا في ما ندر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح أن الأنبار محافظة قبلية وعشائرية واحتدم الصراع بين الأحزاب ووصل إلى شيوخ العشائر بسبب محاولة بعضهم التفرد بالسلطة والهيمنة على المناصب والأموال.
وذكر أن هناك صراعات قائمة لدرجة استخدام الألفاظ النابية ووسائل الإعلام والمؤتمرات والتشهير، لكنه استبعد "أن تصل إلى التصادم المسلح لأنه لا يخدم الجميع وسيكون الجميع خاسراً"، مرجحاً حدوث بعض المشكلات وزيادة حدة التوتر لكن مع ذلك هناك من سيحاول ضبط الإيقاع نظراً إلى وجود عقلاء أيضاً.
ونبه الطائي إلى أن السلطة والمال والتفرد وغياب الرقابة والمحاسبة والمجاملات والصفقات تجعل بعضهم يستفز بقية الأطراف.
تنافس سياسي
في هذا السياق، استبعد المتخصص الأمني عماد علو، توجه الصراع السياسي في محافظة الأنبار نحو مسارات عنيفة، خصوصاً بعد المتغيرات على صعيد البناء والإعمار التي شهدتها، مبيناً أن هناك تنافساً سياسياً لكن لا توجد مؤشرات واقعية تدل على مثل هذه المسارات العنيفة.
وأردف أنه من المستبعد أن يحصل هذا الأمر في المستقبل، لا سيما أن هناك حضوراً وبصمة حكومية أمنية قوية وتحالفات سياسية في المحافظة مع العمق السياسي من المكون الآخر في أنحاء العراق.
الاقتتال الطائفي
في المقابل، أوضح الباحث السياسي رافد العطواني أن الأمور في محافظة الأنبار ستجر نحو اقتتال داخلي في طبيعة الحال، شارحاً أن المناطق الغربية بصورة عامة أي المحافظات ذات الغالبية السنية عانت ويلات التنظيم المتطرف، إضافة إلى دفعها ثمن ضريبة الإرهاب قبل انطلاق عمليات التحرير وسكانها يتذكرون جيداً تلك الأيام العصيبة التي عاشوها ومن ثم لا رغبة لديهم في فقدان حال الاستقرار القائمة.
وقال، "من الممكن أن تحصل بعض المشاكسات في ظل وجود بعض المغذيات ذات الأيديولوجية الخارجية وليس الوطنية الراغبة في جر المحافظات الغربية إلى الاقتتال الطائفي أو المناطقي من أجل إضعافها والسيطرة عليها، لكن هناك ضوابط من الممكن أن تتحكم في كثير من سلوكات القائمين على تلك المناطق لإرساء حال من التراضي والتوافق داخل المحافظات السنية ومنها الأنبار".