Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لهذه الأسباب تعد الانتخابات الرئاسية الأميركية الأكثر تعقيدا عالميا

إجراءات وشروط وتوقيتات أطول عملية سياسية وأكثرها كلفة تبدأ منتصف يناير

أميركيون يدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية (أرشيفية - أ ف ب)

مع انطلاق أولى مراحل الانتخابات الرئاسية الأميركية للحزب الجمهوري في ولاية أيوا يوم 15 يناير (كانون الثاني)، وبعدها بأسبوع في ولاية نيو هامبشاير يوم 23 من الشهر نفسه، ستسلط الأضواء على ماراثون انتخابي طويل في واحدة من أكثر الانتخابات تعقيداً وتكلفة.

لكن هذه العملية السياسية ظلت عصية على فهم كثيرين حول العالم، بل في داخل الولايات المتحدة نفسها بسبب العديد من الاعتبارات الخاصة بكل ولاية فضلاً عن عوامل أخرى واكبت تأسيس الدولة الأميركية، فكيف تسير هذه العملية وما الخطوات التي تؤدي إلى انتخاب سيد البيت الأبيض؟

عامان من الصراع

من المقرر أن تعقد الانتخابات الرئاسية الأميركية في الولايات الـ 50 والعاصمة واشنطن يوم 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، لكن عملية انتخاب الرئيس التي تعقد كل أربع سنوات تستغرق ما يقارب العامين من الصراع الذي لا يهدأ، إذ تبدأ عملياً في ربيع العام الذي يسبق الانتخابات بالتسجيل لدى لجنة الانتخابات الفيدرالية للترشح لمنصب الرئيس، وقبل ذلك بعدة أشهر يبدأ الراغبون للترشح في اختيار فريقهم الانتخابي والتواصل مع القواعد والمانحين المحتملين للإنفاق على عملية طويلة وصعبة.

ولأن الرئيس جو بايدن أعلن عن خوضه الانتخابات أملاً في الفوز بدورة حكم ثانية، ولا ينافسه داخل الحزب الديمقراطي سوى مرشحين خفيفي الوزن ولا يشكلان تحدياً له، تتركز الأضواء على معركة الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الذي يقوده الرئيس السابق دونالد ترمب الطامح في العودة إلى البيت الأبيض.

إلا أن ترمب يواجه عدداً من الراغبين في الفوز بالمقعد الرئاسي مثل سفيرة الولايات المتحدة السابقة في الأمم المتحدة نيكي هايلي وحاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس والذين يأملون في أن يعوق تقدم ترمب الكبير المحاكمات التي تنتظره طوال عام الانتخابات.

وفيما يلي تفاصيل العملية الانتخابية الرئاسية في أميركا، وإجابات عن الأسئلة التي تشغل بال كثيرين نظراً لاحتدام المنافسة وعدم وضوح الرؤية في استطلاعات الرأي حتى الآن عمن سيتولى منصب رئيس أكبر قوة سياسية واقتصادية وعسكرية في العالم بدءاً من 20 يناير عام 2025.

شروط الترشح

تبدأ الخطوة الأولى في سباق الرئاسية الطويل في ربيع العام الذي يسبق الانتخابات عندما يعلن المرشحون عن نيتهم الترشح، ثم يتقدمون إلى اللجنة الفيدرالية للانتخابات إذ يجب على كل مرشح التسجيل وتقديم التقارير المالية المطلوبة عندما يصل إلى جمع أو إنفاق أكثر من 5000 دولار من المساهمات أو النفقات، كما ينبغي على المرشحين تحديد لجنة الحملة الانتخابية الخاصة بهم لاعتمادها.

ويتطلب التسجيل للترشح تلبية الشروط المطلوبة للرئاسة وهي أن يكون مولوداً في الولايات المتحدة، وأن يبلغ من العمر 35 سنة في الأقل وقت الانتخابات، وأن يكون قد أقام داخل الولايات المتحدة لمدة 14 عاماً في الأقل.

مواعيد الانتخابات التمهيدية

وفي الصيف تجري المناقشات الأولية والتجمعات التي تستكشف مواقف كل مرشح وبرنامجه الانتخابي ويخوض المرشحون الأوفر حظاً بحسب استطلاعات الرأي عادة ثلاث مناظرات انتخابية حتى شهر يناير من عام الانتخابات حين تبدأ الولايات والأحزاب في عقد الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية.

وتبدأ أولى معارك الانتخابات التمهيدية لعام 2024 يوم 15 يناير في ولاية أيوا حيث يعقد التجمع الانتخابي الذي يختار 40 مندوباً سيمثلون الولاية في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في مدينة ميلووكي في الفترة من 15 إلى 18 يوليو (تموز)، تليها ولاية نيو هامبشاير في 23 من الشهر نفسه وتختار 22 مندوباً.

وتكتسب هاتان الولايتان أهمية خاصة لكونهما تسلطان الضوء بشكل كبير على حظوظ المرشحين الرئاسيين في أول اقتراع حقيقي من الناخبين، كما تشكل انتخابات يوم "الثلاثاء الكبير" في الخامس من مارس (آذار) أهم الأيام الفاصلة في الانتخابات التمهيدية، إذ تحسم 16 ولاية منها ولايات كبيرة ومهمة أمرها مثل ولايتي كاليفورنيا وتكساس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى رغم أن المنافسات التمهيدية ستستمر لمدة ستة أشهر تقريباً، إلا أنه سيتم حسم أكثر من 70 في المئة من جميع المندوبين بحلول نهاية مارس، وهذا يعني أن معظم الناخبين سيذهبون إلى صناديق الاقتراع وهم لا يعرفون نتيجة أولى المحاكمات الفيدرالية التي تتهم ترمب بالتآمر للإطاحة بنتائج انتخابات 2020، إذ تبدأ محاكمة الرئيس السابق وهو الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في 4 مارس أي قبل يوم واحد من الثلاثاء الكبير.

أما الحزب الديمقراطي فقد جعل ولاية ساوث كارولينا أول انتخابات للحزب يوم 3 فبراير (شباط) بعدما كانت تعقد في الانتخابات السابقة في أيوا ونيو هامبشاير، لكن بايدن لا يواجه منافسة تذكر ومن المرجح بدرجة كبيرة أن يفوز بترشيح الحزب خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي الذي سيعقد في شيكاغو في الفترة من 19 إلى 22 أغسطس (آب) المقبل.

لماذا تختلف الانتخابات بين أولية وتجمعات حزبية؟

يعقد عدد محدود من الولايات مثل أيوا مؤتمرات أو تجمعات حزبية (كوكاسيس) وهي اجتماعات تديرها الأحزاب السياسية وتعقد على مستوى المقاطعة أو المنطقة أو الدائرة الانتخابية وذلك لاختيار المرشحين بالاقتراع السري، وفي هذا النظام يقسم المشاركون أنفسهم إلى مجموعات وفقاً للمرشح الذي يدعمونه، بينما يشكل المشاركون المترددون مجموعتهم الخاصة، وتقوم مجموعة كل مرشح بإلقاء خطابات وتحاول حث الآخرين على الانضمام إلى مجموعتهم، وفي النهاية، يعتمد عدد المندوبين الممنوحين لكل مرشح على عدد الأصوات التي يحصلون عليها من خلال هذا التجمع الحزبي.

أما الانتخابات الأولية، فهي عملية تديرها حكومات الولايات وليس الأحزاب، ويختار فيها الناخبون مرشحيهم من طريق الاقتراع السري، وتعد ولاية نيو هامشاير الأولى التي تشهد انتخابات أولية في الولايات المتحدة.

أنواع الانتخابات التمهيدية

يتوقف نوع الانتخابات التمهيدية على القواعد التي تحددها كل ولاية أو الحزب السياسي، حيث يمكن أن تكون الانتخابات التمهيدية مفتوحة أو مغلقة أو مزيجاً من الإثنين، وفي الانتخابات المفتوحة الذي تعمل به 16 ولاية منها تكساس وفيرجينيا وجورجيا وميشيغان وويسكنسن، لا يشترط على الناخبين التسجيل لدى حزب سياسي للمشاركة في التصويت، حيث يمكن للناخبين اختيار بطاقة الاقتراع الخاصة بالحزب الذي يريدون التصويت فيه، ما يسمح للناخب الإدلاء بصوته عبر الخطوط الحزبية في الانتخابات التمهيدية.

ويرى المنتقدون أن الانتخابات المفتوحة تضعف قدرة الأحزاب على الترشيح، فيما يرى المؤيدون أن هذا النظام يمنح الناخبين بمن فيهم المستقلين، أقصى قدر من المرونة ويسمح لهم تجاوز الخطوط الحزبية.

لكن في الانتخابات المغلقة التي تعمل به 8 ولايات منها فلوريدا ونيويورك وبنسلفانيا، لا يحق سوى للناخبين المسجلين فقط لدى الحزب المشاركة والتصويت، ويمنع هذا النظام تصويت أعضاء الأحزاب الأخرى، كما يستبعد الناخبين المستقلين أو غير المنتمين، وبهذا يسهم هذا النظام بشكل عام في وجود تنظيم حزبي قوي.

وهناك أيضاً انتخابات شبه مفتوحة وأخرى شبه مغلقة والتي تمثل بعض الاختلافات عن النوعين الرئيسين، ففي النظام شبه المغلق الذي تعمل وفقه 10 ولايات من بينها ميريلاند وكونيكتيكت ونورث كارولينا وأوريغون، يسمح قانون الولاية للأحزاب السياسية باختيار ما إذا كانت ستسمح للناخبين غير المنتسبين أو الناخبين غير المسجلين لدى الحزب بالمشاركة قبل كل دورة انتخابية، ولكن مع استمرار استبعاد أعضاء الأحزاب المعارضة، ويمنح هذا النظام الأحزاب المزيد من المرونة من سنة إلى أخرى في شأن الناخبين الذين يجب تضمينهم.

 

 

وفي النظام شبه المفتوح يسمح للناخبين بتجاوز الخطوط الحزبية، ولكن يجب عليهم الإفصاح علناً عن اختيارهم في الاقتراع، إذ يمكن اعتبار اختيارهم في الاقتراع بمثابة شكل من أشكال التسجيل لدى الحزب المقابل. وعلى سبيل المثال تطلب ولاية أيوا من الناخبين اختيار حزب ما في استمارة تسجيل الناخبين بالولاية، ومع ذلك فهي تسمح للناخب بتغيير انتمائه الحزبي علناً لأغراض التصويت في يوم الانتخابات التمهيدية، ويتتبع بعض الأحزاب في الولايات من يصوت في الانتخابات التمهيدية كوسيلة لتحديد مؤيديه، وهناك 5 ولايات تعمل وفقاً لهذا النظام من بينها أيوا ونيوجيرسي وأوهايو.

وإضافة إلى ذلك، هناك نظامان آخران، الأول هو النظام المفتوح لغير المنتسبين، والثاني هو نظام المركزين الأولين أو "أعلى اثنين"، وفي النظام الأول أي المفتوح لغير المنتسبين تسمح 8 ولايات مثل نيو هامبشاير وكولورادو وأريزونا، للناخبين غير المنتسبين للأحزاب بالمشاركة في أي انتخابات تمهيدية لحزب يختارونه، ولكنها لا تسمح للناخبين المسجلين في أحد الأحزاب بالتصويت في الانتخابات التمهيدية لحزب آخر، وبهذا يختلف هذا النظام عن الانتخابات المفتوحة التي يمكن فيها للناخب الديمقراطي مثلاً التصويت في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، أو العكس.

أما نظام "أعلى اثنين" الذي تطبقه ولايتي كاليفورنيا وواشنطن فيستخدم اقتراعاً مشتركاً يدرج جميع المرشحين في نفس الاقتراع، وفي كاليفورنيا، يقوم كل مرشح بإدراج انتمائه الحزبي، بينما في واشنطن، يحق لكل مرشح إدراج تفضيلاته الحزبية، ويتقدم أعلى اثنين يحصلان على أعلى الأصوات في كل سباق، بغض النظر عن الحزب، إلى الانتخابات العامة، ويجادل المدافعون عن صيغة "أعلى اثنين" بأنها تزيد من احتمالية تقدم المرشحين المعتدلين إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات العامة، فيما يؤكد المعارضون أنه يقلل من اختيار الناخبين حيث يمكن أن يتواجه مرشحان من نفس الحزب في الانتخابات العامة، كما أنها تميل ضد الأحزاب الصغيرة التي ستواجه احتمالات ضئيلة في الفوز.

كيف يختار كل حزب مرشحه؟

تعقد الأحزاب السياسية في صيف عام الانتخابات مؤتمرات وطنية على مستوى الولايات المتحدة لاختيار مرشحها للرئاسة ونائبه، ولكي يصبح الشخص مرشحاً من حزبه للرئاسة يجب عليه عادة أن يفوز بغالبية المندوبين، وهناك نوعان منهم، الأول هم المندوبون الملتزمون الذين يحضرون المؤتمر لتمثيل ولاياتهم وفقاً لنتيجة الانتخابات أو التجمعات الحزبية في الولاية، والثاني هم المندوبون الكبار أو السوبر، وهؤلاء لهم الحرية في دعم أي مرشح رئاسي يختارونه.

ولكن إذا لم يحصل أي مرشح على غالبية مندوبي الحزب من خلال الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية، يختار المندوبين المرشح عبر جولات إضافية من التصويت، وعلى سبيل المثال، سيختار الحزب الجمهوري مرشحه للرئاسة في الفترة من 15 إلى 18 يوليو عام 2024 في مدينة ميلووكي بولاية وسكنسن من قبل المندوبين في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، وهناك ما يقدر بـ 2469 مندوباً منهم 2365 مندوباً ملتزماً و104 مندوبين غير ملتزمين أي سوبر، ولكي يفوز ترمب أو غيره بترشيح الحزب الجمهوري، يجب عليه أن يحصل على دعم غالبية المندوبين، أي ما يقدر بنحو 1235 مندوباً.

وقد لا يكون لدى المرشحين من الأحزاب السياسية الصغيرة والمرشحين المستقلين مؤتمر وطني، لكنهم قد يكونون على بطاقة الاقتراع على أساس كل ولاية على حدة إذا استوفوا متطلبات الأهلية والتي تتضمن عادة جمع عدد معين من التوقيعات على عريضة في الولاية.

وتستطيع الأحزاب الأخرى في الولايات المتحدة، مثل حزب الخضر وحزب التحرريين، اختيار مرشحيها للانتخابات الرئاسية لمؤتمراتها الحزبية على المستوى الوطني، ولكن بسبب ندرة حصول أي مرشح من الأحزاب الصغيرة على نسبة كبيرة من الأصوات في الانتخابات التمهيدية، فإن مندوبي هؤلاء المرشحين لا ينالون سوى قليل من الاهتمام على المستوى الوطني.

من يحدد الفائز بالانتخابات؟

في الانتخابات الأميركية الأخرى مثل الانتخابات التشريعية أو انتخابات الولايات، يتم انتخاب المرشحين مباشرة من طريق التصويت الشعبي، أي من خلال عد كل صوت ومن ثم تحديد الفائز، لكن الرئيس ونائب الرئيس لا يتم انتخابهما بشكل مباشر من قبل المواطنين، وبدلاً من ذلك، يتم اختيارهم من ناخبين مختارين عبر عملية تسمى الهيئة الانتخابية أو المجمع الانتخابي، وعندما يدلي الأميركيون بأصواتهم في صناديق الاقتراع لمصلحة مرشح رئاسي ما، فإنهم في الحقيقة يصوتون على قائمة من الناخبين أو المندوبين الممثلين للحزب أو للمرشح في ولايتهم، والذين تذهب أصواتهم للمرشح الرئاسي فقط في حال حصوله على غالبية الأصوات في هذه الولاية.

 وجاءت هذه الآلية وفقاً للدستور الذي كان بمثابة حل وسط بين التصويت الشعبي من قبل المواطنين والتصويت من أعضاء الكونغرس، إذ خرجت فكرة الهيئة الانتخابية التي استهدفت حماية الولايات محدودة السكان من إملاءات الولايات كثيفة السكان في الاختيارات الرئاسية.

ونتيجة لذلك، من الممكن للمرشح الرئاسي الفوز عبر المجمع الانتخابي لكنه يخسر التصويت الشعبي، مثلما حدث في أعوام 2016 عندما فاز ترمب بأصوات المجمع الانتخابي في حين كان التصويت الشعبي لمصلحة هيلاري كلينتون وفي عام 2000 فاز جورج دبليو بوش بالمجمع الانتخابي على رغم أن آل غور فاز بالأصوات الشعبية، كما حدث ذلك ثلاث مرات في القرن التاسع عشر.

كيف تعمل الهيئة الانتخابية؟

لكل ولاية أميركية عدد محدد في الهيئة الانتخابية يتم احتسابه على أساس مجموع عدد أعضاء الكونغرس الممثلين عن هذه الولاية، فولاية كاليفورنيا على سبيل المثال لها 55 صوتاً ضمن الهيئة الانتخابية حيث يمثلها عضوان في مجلس الشيوخ و53 في مجلس النواب، فإذا فاز مرشح رئاسي بغالبية أصوات الأميركيين في ولاية كاليفورنيا، يكون بذلك قد حصل على 55 صوتاً من المجمع الانتخابي، ولا يحصل منافسه على أي صوت من الولاية، حتى لو كان قد حصل على 49 في المئة من مجمل أصوات المقترعين.

أما ولاية مونتانا فلا يمثلها في الكونغرس سوى 3 أعضاء، بالتالي لا تشكل سوى 3 أصوات داخل المجمع الانتخابي، وهو ما ينطبق على عدد من الولايات ذات التعداد السكاني القليل، مثل ولاية فيرمونت وولاية ألاسكا، ولكي يفوز أي مرشح رئاسي بالانتخابات، يجب عليه الفوز بعدد 270 صوتاً من إجمالي أصوات المجمع الانتخابي التي تبلغ 538 صوتاً.

 

 

وفي معظم الأحوال، يعرف الفائز بانتخابات الرئاسة بعد ساعات من انتهاء عملية الاقتراع ويعترف الخصم الخاسر بالهزيمة ويهنئ الفائز، إلا أن النتيجة الرسمية لأصوات الهيئة الانتخابية تجري في منتصف ديسمبر، ولا يلزم الدستور أعضاء الهيئة الانتخابية بالتصويت بحسب غالبية الأصوات في الولاية، لكن نادراً ما يحدث ذلك.

كيف يتم اختيار أعضاء الهيئة الانتخابية؟

اختيار أعضاء الهيئة الانتخابية أو الناخبين النهائيين يتم على مرحلتين، الأولى تجرى عبر الأحزاب السياسية في كل ولاية، وهذا يختلف من ولاية لأخرى، لكن الاختيار يقع على أشخاص مشهود لهم بالانتماء والولاء للحزب، وتصبح هذه الأسماء مقترحة استعداداً للمرحلة الثانية التي تجرى يوم الانتخابات العامة حيث يختار المقترعون الأميركيون في كل ولاية عدداً من أعضاء الهيئة الانتخابية الذين تدرج أسماؤهم خلف اسم المرشح الرئاسي.

ماذا سيحدث بعد الانتخابات العامة؟

يعقد اجتماع الناخبين في كل ولاية في يوم الثلاثاء الأول بعد الأربعاء الثاني من شهر ديسمبر عقب الانتخابات العامة حيث يدلون بأصواتهم للرئيس ونائب الرئيس في اقتراعين منفصلين، ويتم تسجيل أصواتهم على شهادة التصويت التي يتم إعدادها وإرسالها إلى الكونغرس.

وفي 6 يناير من العام التالي، يتم احتساب الأصوات الانتخابية لكل ولاية في جلسة مشتركة للكونغرس حيث يجتمع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في غرفة مجلس النواب لإجراء العد الرسمي للأصوات الانتخابية، ويرأس عملية العد والفرز نائب رئيس الولايات المتحدة، بصفته رئيس مجلس الشيوخ، ثم يعلن نتائج الذين تم انتخابهم رئيساً ونائباً للرئيس.

ويؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة في 20 يناير من العام التالي للانتخابات العامة.

كم تتكلف الانتخابات؟

وفقاً لتحليل لملفات لجنة الانتخابات الفيدرالية الأميركية، بلغ إجمالي الإنفاق السياسي في انتخابات عام 2020 نحو 14.4 مليار دولار، أي أكثر من ضعف الكلفة الإجمالية لدورة الانتخابات الرئاسية لعام 2016 التي حطمت الأرقام القياسية.

وجرى تمويل المواجهة الرئاسية المكلفة بين جو بايدن ودونالد ترمب من قبل عدد غير مسبوق من المانحين الصغار الذين تبرعوا عبر الإنترنت ورجال الأعمال والمليارديرات الذين مارسوا نفوذاً سياسياً هائلاً، ما جعل الانتخابات الرئاسية الماضية هي الأكثر كلفة على الإطلاق، ووفقاً للمؤشرات الحالية، لا توجد أي علامات على أن انتخابات 2024 ستكون أقل كلفة من سابقتها.

المزيد من تقارير